ليست أمريكا الحاقدة المُجرمة على تلك الصورة الجميلة والهيئة الحسنة التي يزعمها أو يتصورها المُعجبون بها وبحضارتها المادية المُفلسة واللا أخلاقية والتي أوشكت على السقوط والإنهيار، ولا يمكن تخيل هذه الشيطانة الخبيثة كما تدعيه هي لنفسها بأنها حامية حمى العدالة والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان وكل القيم النبيلة والمُثِل العليا، ورائدة التحضر والمدنية في العالم، بل إن أمريكا هذه المُسماة "الولاياتالمتحدةالأمريكية" دولة شريرة أقل ما يُقال عنها إنها "دولة مارقة"، قامت وتأسست على البطش والإستعباد والإجرام وسفك الدماء وسلب خيرات وحقوق الغير بالقوة الغاشمة، وقد سنحت لها الفرصة وتهيأ لها المجال لتبرز ذلك البروز على سطح الأحداث والتاريخ كقوة عالمية عظمى تمتلك من القوة العسكرية والإمكانيات والمُقدرات الإقتصادية مالم تمتلكه أي دولة أخرى في العالم، وتفرض على العالم ودوله وشعوبه بغناها الفاحش وقواتها المهولة ما تريد وتُملي على الكل شروطها بكل عنجهية وغطرسة واستكبار عُرفت واشتهرت به . والمجازر البشعة والحروب التي شنتها الولاياتالمتحدة حاملة راية الحرية في العالم على عدد من البلدان والشعوب في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والشمالية أكثر من أن تُحصى في مقالة واحدة، ويُخبرنا التاريخ بأنها حروب ومجازر مروعة كان يتم فيها القتل للضحايا بوسائل رهيبة لا تخطر على إبليس نفسه، وكان الأمريكيين الذين أبادوا الملايين من الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا الشمالية وأصحاب الأرض يتلذذون ويستمتعون كثيرا بإزهاق أرواح ضحاياهم بطرق همجية بشعة ويقيمون لذلك حفلات سادية، ويخصصون جوائز مالية لمن يقتل المزيد من الهنود الحمر، وتطور الأمر إلى سلخ جلود القتلى وصناعة أحذية من جلود البشر في سابقة لم يفعلها أحد من قبل، ويُقال أنهم أبادوا أكثر من مائة مليون من السكان الأصليين، ونجم عن ذلك تغيير كامل لسكان أمريكا الشمالية وحل محلهم هؤلاء المستعمرين الذين قدموا من أوروبا بإسم الكشوف الجغرافية المزعومة التي كانت مجرد غطاء لجرائمهم بحق سكان أمريكا الأصليين ولهثهم وراء الذهب والثروات التي صارت خالصةً لهم بالقوة الغاشمة.. ورغم سجلها الحافل بالشرور والجرائم بحق الكثير من شعوب ودول العالم، ومشاركتها في الحرب العالمية الثانية التي تسببت في مقتل وإصابة ملايين البشر، لم تُوصف أمريكا بالدولة الإرهابية، وهي التي قادت الغرب في تلك الحرب وأستخدمت فيها أكثر الأسلحة المدمرة في التاريخ هولاً وفتكاً وفظاعة، وقد قتلت أمريكا على سبيل المثال بإلقائها قنبلتين نوويتين عبر طائراتها الحربية في الحرب العالمية الثانية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان أكثر من 500 ألف مواطن ياباني ومسحت المدينتين من على وجه الأرض.. وأستغرب كثيراً لماذا لا يتم تجريم أمريكا المسيحية المُتصهينة ويتم وصف زعيمة العالم الحر كما تدعي زوراً وبهتانا بالدولة الإرهابية المُجرمة، وقد قتلت مع سبق الإصرار والترصد وبدمٍ بارد، ثلاثة ملايين و400 ألف فيتنامي من أجل تنصيب رئيس موالي لها في ستينيات القرن الماضي بحسب اعتراف وزير الدفاع آنذاك "روبرت ماكنامارا"؟!، ولن ينسى التاريخ أن القوات الأمريكية الحاقدة هي من حول جزر سامار الأندونيسية المسلمة إلى النصرانية بالحديد والنار، وأطلقوا عليها اسم (الفلبين) نسبة إلى ملك أسبانيا فيليب الثاني، وبحسب شهادة صحفي أمريكي رافق حملة قوات بلاده العسكرية الوحشية الدموية على جزر سامار، فإن الجنود الأمريكيين قتلوا كل رجل وكل امرأة وكل طفل وكل سجين وأسير وكل مشتبه فيه ابتداء من سن العاشرة، وكانوا ينظرون إلى الفلبيني المسلم بإزدراء وانتقاص وهو عندهم ليس أفضل من كلب، وكانت الأوامر الصادرة للقوات الأمريكية من قائدهم (فرانكلين) واضحة وصريحة وهو يخاطب جنوده من خلالها قائلاً: "لا أريد أسرى ولا أريد سجلات مكتوبة"، أي اقتلوا من تصادفونه صغير أو كبيراً ولا تأخذكم بأحد منهم شفقة ولا رحمة. ولم تنحصر جرائم أمريكا عند هذا الحد والكم، بل لها سجل حافل ومليئ بالجرائم التي يشيب لها رأس الرضيع ويندي لها جبين التاريخ والإنسانية في أكثر من بلد في العالم دنسته بأقدام جنودها البرابرة المتوحشين والأشد تعطشًا لسفك دماء الأبرياء تحت ذرائع وحجج باطلة، وهذه هي أمريكا وطبيعتها منذ عرفت كقوة عالمية غاشمة ومارقة عن أي حق، ولنا مع جرائم أمريكا بحق الإنسانية التي لا تحصى وقفات ووقفات ! . ...... يتبع .....