الحروب فصول دامية من تاريخ البشرية تُكتب بالدم والدموع بين ظلمٍ وعدوانٍ من جهة وصمودٍ وإرادة لا تُكسر من جهة أخرى ومن أكثر الحروب دموية ووحشية تلك التي شنتها أمريكا التي بنت إمبراطوريتها على جماجم الأبرياء من اليابان وفيتنام إلى العراق ومن أفغانستان إلى فلسطينواليمن وسوريا جرائم تتكرر بوقاحة وبلا رادع ولا ضمير، في فلسطين دعمت أمريكا الاحتلال الصهيوني بأحدث الأسلحة وأشد القنابل فتكاً تسببت بمجازر راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء. لكنها لم تكتفِ بذلك، بل إن كل من وقف إلى جانب المظلومين أصبح هدفًا للعدوان، من لبنانأوالعراق و اليمن،عشر سنوات من الحرب على اليمن فمن قلب البيت الأبيض الأمريكي صدر القرار بشن الحرب على اليمن بذريعة إعادة الشرعية و لكن الحقيقة كانت حرب تجويع وتدمير، وقتل وتشريد واستهداف للبنية التحتية وحصار مطبق الهدف منه تركيع الشعب اليمني لكن النتيجة جاءت عكسية فقد صمد اليمن صموداً أسطورياً وقام بإنجازات عسكرية مذهلة جعلت من اليمن رقماً صعباً. فالصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية وصلت إلى عمق دول العدوان، وأجبرتهم على التراجع. وحين اندلعت الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة، كان اليمن في مقدمة المدافعين، ولم يصمت بل تصرّف وأغلق البحرين الأحمر والعربي أمام السفن الإسرائيلية، ووجّه رسائل عملية بأن من يمس فلسطين سيتلقى الرد، عندها، قررت أمريكا تشكيل تحالف دولي جديد لضرب اليمنيين وإجبارهم على فتح الطريق البحري للعدو الصهيوني، العدوان الجديد استهدف منشآت مدنية وأوقع شهداء لكنه لم يُضعف اليمنيين بل زادهم عزيمة تصاعدت العمليات وانهالت الضربات على السفن الأمريكية والبريطانية حتى البوارج الحربية وحاملات الطائرات لم تسلم فقد كانت ضربات دقيقة ومؤثرة أجبرتهم على الانسحاب خائبين واليوم تحاول أمريكا مجددا الانتصار على هذا الشعب حيث قامت بإرسال حاملات طائرات جديدة لعلها تكسر اليمن لكن كل يوم يُثبت اليمنيون فيه أنهم شعب لا يُقهر. الطائرات التجسسية MQ9 أصبحت أهدافاً سهلاً وتسقط بنيران اليمنيين، وأما التهديد بالتدخل البري فمهما ارتفع صراخه، فأصحابه يعلمونأن خوضه يعني الانتحار، أمريكا تخوض حربا خاسرة في اليمن ظنت أنها ستُحكم قبضتها على هذا الشعب، لكنها تجد هيبتها تهتز وأسطورتها تغرق فاليمن لم ولن يكون ساحة استسلام بل أرض كرامة تصنع التاريخ وتكسر الطغيان. هذه ليست مجرد معركة عسكرية، بل معركة إرادة، إرادة شعب مؤمن لا ينسى لا يركع أو يُقهر هنا في اليمن سيتعلم العالم أن الشعوب حين تقرر أن تحيا بكرامة لن توقفها جيوش العالم بأكمله، وسيكون النصر حليف المؤمنين وهذا وعد الله رب العالمين حين قال: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) صدق الله العظيم.