تواصل أمريكا الشيطانية بكل خبث ووحشية المشاركة إلى جانب كيان الاحتلال الصهيوني في قتل ومُحاصرةِ مليوني نسمةٍ في قطاع غزة والعمل السياسي والعسكري الحثيث من أجل تنفيذ مُخطط إخراجِهم من ديارِهم وتزويد وإمدادِ عدوِهم الأول المتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب بمختلف أنواع السلاح الحديث والمتطور والمحرم دوليا ليتقوى به على قتل النساء والأطفال الفلسطينيين ويتوغل أكثر في مواصلة حرب إبادتَهم الجماعية. المأساةِ كبيرة وفوق ما يمكن أن يتصوره العقل ولا يمكن وصفِها بالكلماتِ.. المأساة أعمقُ من تلخيصها بلغةِ الأرقام وأبعد بسنين من بياناتِ قممِ العرب الصهيونية. إلى جانب جرائم القصف والتدمير لمقومات الحياة والقتل المتعمد للإنسان يتمدد خطر الجوع ويتوسع في غزة يأكل الصغار ويلتهم الكبار ويقطفُ أرواحَ الجميع. ويبقى الأمر الذي يندى له الجبين هو تلك التساؤلاتُ التي تتردد من غزةَ عن حال البشريةِ المعقودِ لسانُها والميت ضميرِها حيال ما يجري في غزة وعن حال الخنوع والذل والخضوع الذي تعيشه الأنظمة العربية وصمتها وسكوتها المشين عن تلك الجرائم الأمريكية الصهيونية التي ترتكب بحق أولئك المستضعفين والمُحاصرين في غزة.. ليبقى السؤال الموجه للعرب هل هؤلاء المقتولين والمخذولين من أبناء الشعب الفلسطيني هم من تركهم الله أمانة العرب.. ويا لخزي وذل وعار العرب.. إنهم إخوانكم ومن ستسألون عنهم يوم تلقون خالقكم. رغم كل ذلك الإجرام الوحشي والشيطاني الأمريكي ورغم كل ذلك الخذلان العربي يواصل المجاهدون بكل صمود واستبسال وحرية وإباء وعنفوان ويتجذر في قلوبهم ذلك الإيماني المحمدي العظيم وتتجلى في سلوكهم مبادئ وتعاليم وقيم الإسلام الأصيل وهم يضحون بحياتهم لإنقاذ الأسرى الصهاينةِ من نيرانٍ إسرائيليةٍ أمريكية آثمة طالت أماكنهم.. إنهم بذلك يُعيدون تعريفَ العالمِ بمبادئَ الرسالةِ السماويةِ. وهناك من أبناء أمتِنا العربية أيضا من يُجسدُون قيم النُصرةِ والإغاثةِ والإخاء التي تجسدت بوضوح تام في مواقفهم كما يفعلُ شعبُ الأنصارِ والإيمانِ والحكمة الذي أجادَ إعادةَ تعريفِ الحربِ غير المتكافئةِ الحديثةِ وتحدى القوى العسكريةِ التقليدية وأعاد تعريفَ ديناميكياتِ الردعِ وأثبت قدرةً لا محدودةً بفضل الله على تنفيذ العمليات العسكرية النوعية المنسقة والعاليةِ الدقة وبأثر يُجبر القوةَ العظمى على إعادة كتابةِ دليلِها العسكري لمحاولة مهزومة بعد أن هُزمت التكنولوجيا بالإرادة وها هي ذي أمريكا تتوحش في إرضاء إسرائيل وإسنادِها لها، وبالمقابل تزداد مواقف شعب الإيمان صلابة رغم انوف المتكبرين وتتواصل هتافات حناجر الملايين من اليمنيين في ميدان السبعين نصرة لغزة ويتردد صداها في فضاءاتٍ عربيةً وإسلاميةً خيم عليها ذل الصمتِ والخذلان. ويواصل اليمنيون خروجهم المليوني في الساحات والميادين وأقدامُهم راسخة رسوخ جبالِ نقم وعطان وهي تُقصف على مدى عشرِ سنوات، وهاماتُهم تُطاولُ عنانَ السماءِ عزةً واعتزازاً وثقةً باللهِ وما أنزلَ من آيات، يرمُونَ بأعينِهم صوبَ فلسطين، ولا يَرُومون السوحَ والسلاح، ثباتاً على الموقف المساند لغزة. ويتواصل مددهم وطوفانهم البحري ويكسر شوكة المتكبرين والهزيمةِ للصهاينة والأمريكيين هي النتيجة والنصر لليمنيين والفضيحة باتت اليوم من قبل الأمريكي وتُراهن على دويِّ قنابلِها المتفجرة في صنعاء لإسكات صوتِ الحرية والإسلامِ والأحرار وصرخةِ البراءة والعروبةِ الحصريةِ في صنعاء. وما تعلمتْ أمريكا دروس الهزيمة والتأييد الإلهي والتنكيل بالجيش الصهيوني من غزةَ كيف يقوم الرمادُ مرةً أخرى ليواصلَ الجهاد الاستبسال وما درست ولا وعت أمريكا وتعلمتْ طوائرُها من حاملاتِها كيف كان الطراد يطاردهم في البحار. أما الشيطان الأرعن ترامب دميةُ الماسونية الصهيونيةِ المدللُ وتاجرُ العقاراتِ المتعجرفُ الأحمق وريث فرعون في غطرسته وتكبره فما عصاة موسى عنه ببعيد فقد بات الخوف يسيطر عليه من اليمن وما يسطره جيش اليمن من عمليات بطولية يوميا باستهداف أعماق الكيان الصهويني بالصواريخ الفرط الصوتية والمسيرات. ليس عزيز على يمن الإيمان والحكمة يمن المدد والنصرة ثمنِ القنابلِ لولا أن تريليوناتِ الدولارات الأمريكية من إخوةِ غزةَ العربان المتصهينين تُواصل الجريانَ بالدفع بالأموال إلى خزائنِ البيت الأبيض لمحاولات اليأس والفشل لكسر عزيمة اليمنيين التي استمدوها من الله العزيز الحكيم. وها هي أمريكا الماسونية قد باتت أمام خياراتٍ صعبة: إما الاستمرارُ في نزيفِ الخسائرِ بلا طائل، أو الانسحابُ ووقفُ العدوانِ المساندِ للعدوِ الإسرائيلي، وأما اليمن وكلُ مَن آمن بالله ناصرا ومعينا وقويا عزيزا فسيظل بقوة الله عزيزا رغم خذلانٍ قد أَلِفَه.. وسيبقى الموقف موقف الثبات والنصرة وغزة ستنتصر بعون الله وستبقى ثابتة رغم تآمرِ العربان. وسنبقى في يمنِ الإيمانِ نؤمنُ بأن الموقفَ دينٌ وأن الحربَ إرادة، ومسارُنا تصاعديٌ، في التطويرِ، وامتلاكِ التقنية، والارتقاءِ خبرةً ووعياً، وتعزيزاً للثقةِ باللهِ وكسباً لمعيتِه وتأييدِه ونصرِه، (ولَيَنْصُرَنَّ اللهُ من يَنْصُرُه إن اللهَ لقويٌ عزيز).