الباحثة والصحفية اللبنانية سندس الأسعد واحدة من الكوادر الهامة التي أسهمت ولا تزال في اثراء الساحة العربية بالكثير من الأبحاث والكتابات الهادفة الى تنوير الأمة واستنهاض الشعوب لمقاومة المحتل الصهيوني لتحرير فلسطين وتطهير المسجد الاقصى المبارك من دنس الاحتلال . وفي حوار مقتضب تم التطرق لزيارة الصحفية سندس الاسعد لليمن ومشاركتها في مؤتمر فلسطين وتناول عددا من القضايا الهامة التي تضمنها الحوار الى التفاصيل : حوار/ عفاف الشريف - حدثينا عن شعورك في رحلتك لليمن، وماذا لمستِ من أبناء الشعب اليمني؟ لطالما حلمت بزيارة اليمن؛ من نافل القول بأن معرفتي القريبة لليمن والمسيرة القرآنيّة المباركة جاءت بعد خطاب شهيدنا الأسمى سماحة السيد حسن نصرالله ثاني أيام العدوان السّعودي الإماراتي، كلّما كنت أتعرف أكثر على اليمن، من خلال تغطيتي الصحفية، كنت ازداد شغفًا بالتعرف على حضارة اليمن العريقة والأصيلة حتى بت أشعر بحاجة ملحة لزيارة اليمن والتعرف عن كثب على شعبه المؤمن، رددت كثيرًا بأنّني سأزور اليمن فور رفع الحصار، وكثيرون حاولوا احباطي بأنّ ذلك صعب جدًّا بل يكاد يكون مستحيلًا، بيد أنّني كنت على يقين بأن ذلك سيتحقق بلا ريب يومًا ما، وهكذا صار؛ يوم أُبلغتُ عن الزيارة، انتابتني فرحةٌ لا توصف. كان ذلك حلمًا على وشك التحقق، لا أخفي بأنّني شعرتُ بقلق ممزوج بطمأنينة في آن.. كان عليّ التوسل فقط بأن لا يحول شيء من تحقق ذلك، كانت الرحلة شاقة جدًّا لكن ذلك كان حلوًا كالعسل، وحين وصلتُ أخيرًا، شعرتُ.. حقيقةً أعجز عن ايجاد الوصف المناسب.. رحتُ أشكر الله الذي حباني بهذه النعمة، نعمة الوصول إلى البقاع التي أثنى على أهلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وباركها الإمام علي بن طالب عليه السلام. - ما هي انطباعاتك عن المؤتمر الدولي في اليمن؟ بصفتي باحثة، أحمّل نفسي مسؤولية خدمة الحقّ وممارسة جهاد التبيين بكلّ ما أوتيت من طاقة؛ على هذا الأساس، جاءت مشاركتي في الدورتين السّابقتين وذلك دعمًا للقضية الفلسطنية التي تفرق بين المنافقين والمجاهدين، مسألة المؤتمرات جدًّا مهمة في رفد المكتبة البحثيّة بالتوصيات المهمة التي يبنى عليه في جهادنا، وهو مسؤولية كل صاحب فكر نقدي وقلم بنّاء. - كيف كانت تجربتك في المشاركة في هذا المؤتمر؟ تجربة مفصلية حقيقةً في حياتي وسيكون لها بلا شك أثر يرافقني في مستقبل الأيام بل إنّها لمسؤولية عظمى باتت على عاتقي خاصةً بعدما بت مفوضة من قبل المؤتمر ك سفيرة. - ما هي أهم النقاط التي تم تناولها في المؤتمر؟ عالج المؤتمر سبعة محاور وهي: الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني (القضية الفلسطينية إنموذجًا)؛ استراتيجيات العدو الصهيوني في إنشاء إسرائيل الكبرى وأطماع العدو الصهيوني في اليمن؛ مخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة؛ الصهاينة العرب (النشأة- المظاهر- آليات المواجهة)؛ الأبعاد الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى؛ دلالات معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ومراحلها وآثارها؛ أهمية انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوربية. - كيف تقارنين بين الوضع الإعلامي في لبنانواليمن؟ لا شك بأن المعركة الإعلاميّة واحدة، رغم كل التضليل والكذب الممنهج الذي تمارسه إمبراطورية الإعلام الغربي والعربي المتصهين، ورغم كل القيود المفروضة علينا، نحن بلا شك نلعب دور مؤثر جدًّا في هذا المجال، وأكبر دليل على ذلك الحراك الشعبي في الغرب المناهض للإمبريالية وكذلك الحراك الطلابي في الجامعات حيث سقط القناع وتبين النفاق الدولي بشأن الكيان اللقيط. - ما هي التحديات التي تواجهها الإعلاميات في كلا البلدين؟ أتحفظ على مفردة "تحديات" إذ أعتبر بأن كل عمل جهادي يتطلب الكثير الكثير من الصبر والجهاد والبصيرة، ولم لم يكن كذلك فلما يثبنا الله عليه: الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾، طبعًا عمل المرأة في اي ميدان يختلف عن عمل الرجال نظرًا إلى التفاوت في القدرات الفسيولوجيّة، يبقى أنه علينا كإعلاميّات أن نتسلح بالحشمة والعفاف والمنطق الزينبي الفاطمي، وبأن نكون قدوة في القول والعمل. ما هي أهم التحديات التي واجهتِها في مسيرتك المهنية، وكيف استطعتِ التغلب عليها؟ كما ذكرت سابقًا، كلّ عقبة واجهتها حملت لي بين طياتها رسالة من الله، ربما نعم نحن في لبنان نعاني من الحرب الثقافيّة جدًّا نظرًا إلى أن لبنان بلد متنوع الثقافات بيد أن تسلحي بعقيدة صلبة، ساعدني دائمًا في احتواء كل عقبة، بل ويدفعني دائمًا إلى تقديم هويتي الإسلاميّة قبل أي شيء آخر. ما هي النصائح التي تقدمينها للشابات اللواتي يرغبن في دخول مجال الإعلام؟ التحصين العقائدي مطلوب قبل الخوض في أي مجال من مجالات العمل. ثم إنّ على الشّابات أن يتدبرن الآية الكريمة ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ ونصيحة الأخرى هي أن يتواصين بالصبر والوعي والجهوزية الدائمة للتضحية والعطاء فضلًا عن استدعاء منطق المحاججة والدليل كما فعلت السيدة زينب في مجلسي بن زياد ويزيد. - كيف ترين دور الإعلام في تغطية العدوان على اليمن؟ الإعلام المسيطر تعاطى بازدواجية معاير طبعًا لأنّه وُجِدَ لخدمة مصالح الاستكبار العالمي، فقط لا غير، هذا الإعلام الهابط لطالما كذّب على المشاهد الغربي وقلب له الصور وجعل من القاتل ضحية، أما الجهاد الإعلامي الذي يخوضه الإعلام المقاوم، فهو لا يقل ضراوةً عن الحرب الدائرة في الميدان، وكفى باليمنيين فخرًا بحامل البشائر الجهاديّة والهدهد المقاوم العميد يحيى سريع (حفظه الله ورعاه). - ما هي رؤيتك لمواجهة حملات التضليل ضد موقف اليمن في إسناد غزة؟ دائمًا أتأمل في آية: ﴿0لَّذِينَ قَالَ لَهُمُ 0لنَّاسُ إِنَّ 0لنَّاسَ قَد جَمَعُواْ لَكُم فَ0خشَوهُم فَزَادَهُم إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسبُنَا 0للَّهُ وَنِعمَ 0لوَكِيلُ﴾، لا يضرنا من صدّق ومن كذب.. المبدأ هو تحصين السّاحة الداخلية، اليمن يُعمِل مسؤوليته الشّرعيّة والأخلاقيّة. أما للمظللين الكذبة، فالقول قول القرآن: ﴿وَاتّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾. - مساحة مفتوحة لحضرتك تحدثي فيها بما لم نتطرق له؟ نظرًا للظروف الأمنيّة ولأن زيارتنا جاءت في خضم العدوان الأمريكي على اليمن، لم أوفق للمكوث مطولًا في اليمن، ولكن بحمده تعالى، تشرفت بزيارة المرقد الطاهر ومنزل الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي وهذه الزيارة تركت بداخلي آثر روحي يصعب وصفه.. أسأل الله أن أكون دائمًا على قدر مشرف لخدمة فكر ونهج الشّهداء. أمر آخر، أشعر بثقل المسؤولية حين مثلت وطني في اليمن وقيل عني بأنني من صنيعة مدرسة شهيد الأمة السيد حسن نصرالله.. كذلك أسأل الله بأن اكون دومًا عند حسن ظنّ أحبتي في اليمن، رغم تقصيري.