أدانت العديد من الدول العدوان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، واعتبرته انتهاكا صارخا لسيادة طهران وتهديدا مباشرا لأمن المنطقة برمتها. حيث اعتبر اليمن العدوان الإسرائيلي محاولة لوقف إسناد إيران للشعب الفلسطيني، محملاً العدو الصهيوني وشركاءها المسؤولية عن تداعياته الخطيرة. من جانبها سلطنة عمان اعتبرت العدوان تصعيداً خطيراً ومتهوراً يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي، ويمثل سلوكاً عدوانياً يقوض الاستقرار في المنطقة. وأضافت أن هذا العدوان يكشف بوضوح عن نية متعمدة لعرقلة المسار الدبلوماسي للمحادثات النووية بين إيرانوالولايات المتهدة، وإشعال فتيل صراع أوسع. وفي العراق أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن توقيت الاعتداء على إيران يكشف عن نية متعمدة للتصعيد وجر المنطقة إلى مواجهة أوسع بدلاً من منعها.وجدد السوداني الرفض القاطع لاستخدام أراضي العراق أو مجاله الجوي في تنفيذ أو تسهيل أي أعمال عدوانية ضد أي دولة مجاورة. فيما وصفت المملكة العربية السعودية العدوان بالاعتداء السافر على سيادة إيران وأمنها، مؤكدة أنه ينتهك القوانين والأعراف الدولية. كذلك قطر اعتبرت الهجوم الإسرائيلي على إيران معرقلا لجهود خفض التصعيد، وسياسة عدوانية تهدد أمن واستقرار المنطقة، ويعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية. أما جمهورية مصر فقد اعتبرت الهجمات العسكرية الإسرائيلية تمثل تصعيدا إقليميا سافرا بالغ الخطورة. في حين أكدت الجمهورية اللبنانية أن العدوان الإسرائيلي يستهدف الجهود الدولية التي تبذل للمحافظة على الاستقرار في المنطقة، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفاعل والسريع لعدم تمكين الاحتلال من تحقيق أهدافه. أما تركيا فأكدت أن العدوان يؤكد أن الكيان الإسرائيلي لا يريد حل القضايا بالوسائل الدبلوماسية، وطالبته بأن ينهي فورا أفعاله العدوانية التي قد تؤدي إلى صراعات أكبر. بدورها نددت روسيا بالضربات الصهيونية على إيران ووصفتها بأنها «غير مقبولة» و«غير مبررة».وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن «الضربات العسكرية غير المبررة على دولة ذات سيادة عضو في الأممالمتحدة ومواطنيها ومدن مسالمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة غير مقبولة إطلاقاً».ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن «روسيا قلقة وتدين التصعيد الحاد للتوتر». وأدانت الصين انتهاك سيادة إيران، معربةً عن رفضها لتفاقم التوترات والصراعات في المنطقة. كما دعت إلى خفض التصعيد وأكدت استعدادها للعب دور بناء في تهدئة الأوضاع. من جهتها، أكدت باكستان أنّ العدوان الصهيوني على إيران غير مبرر وغير مشروع، موضحةً أنّ الضربات تنتهك سيادة إيران ووحدة أراضيها، وتتعارض بوضوح مع ميثاق الأممالمتحدة والمبادئ الأساسية للقانون الدولي.وشدّدت على حق إيران في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، معربةً عن تضامنها مع الشعب الإيراني. من جانبها أشارت إندونيسيا إلى أن العدوان الإسرائيلي سيفاقم التوترات الإقليمية القائمة وقد يشعل صراعا واسع النطاق. وفي فنزويلا أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عن رفض بلاده القاطع واستنكارها للعدوان الصهيوني على إيران، مؤكداً أنه «هجوم إجرامي على شعب إيران ينتهك القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، ويهدد الشرق الأوسط بتصعيدٍ خطير قد لا تُعرف عواقبه». من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الكوبية بياناً شديد اللهجة وقالت: «نحمل الولاياتالمتحدة الأميركية و«إسرائيل» مسؤولية العواقب التي ستترتب على حرب غير مبررة ضد إيران». وأكدت كوبا تضامنها الكامل مع إيران شعباً وحكومة، محذرةً من تصعيد إضافي قد يؤدي إلى انفجار أوسع في المنطقة. إلى ذلك أكد المرجع الأعلى في العراق آية الله العظمى السيد «علي السيستاني»، أن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال باستشهاد مجموعة من العلماء والقادة العسكريين والمدنيين الإيرانيين، بينهم نساء وأطفال، ومهاجمة عدد من المؤسسات والمراكز العلمية في البلاد، برهنت مجددا على خطورة هذا الكيان وعدوانيته. وكان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد اعلن إدانته واستنكاره الشديدين للعدوان الإسرائيلي الخطير والمجرم المدعوم من الإدارة الأميركية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أكد الشيخ قاسم أنه «لا يوجد أي مبرر لهذا العدوان الإسرائيلي سوى إسكات صوت الحق الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في غزة الصمود والإباء وقضيته في تحرير فلسطين والقدس والمقاومة في لبنان والمنطقة»، مضيفاً أن «هذا العدوان سيترك آثاره الكبيرة على استقرار المنطقة فهو لن يمر دون رد وعقاب فالجمهورية الإسلامية الإيرانية شُعلة الأحرار والكرامة والعزة وستبقى في الموقع المتقدم للنموذج الإستثنائي الأصيل والحر والداعم للشرفاء والمستضعفين في منطقتنا والعالم». ودان حزب الله اللبناني في بيان له، بشدة العدوان الصهيوني على إيران، معتبرا أنه يهدد الأمن الإقليمي والدولي، ويأتي كمحاولة من تل أبيب للهروب من أزماتها الداخلية عبر افتعال مغامرات عسكرية قد تشعل المنطقة بأكملها. وأعلن تضامنه الكامل مع القيادة الإيرانية والشعب الإيراني، مؤكدا أن مثل هذه الاعتداءات لن تضعف إيران، بل ستزيدها صلابة في مواجهة الأخطار.بدورها أدانت حركة أنصار الله اليمنية العدوان الصهيوني الذي استهدف الأراضي الإيرانية، مؤكدةً حق إيران الكامل والمشروع في الردّ بكلّ الوسائل الممكنة، فيما اعتبرت المقاومة الفلسطينية أن العدوان يؤكد أن المشروع الصهيوني خطر وجودي يُدخل المنطقة، بأسرها، في مرحلة جديدة. من جهتها، رأت حركة حماس أنّ العدوان الإسرائيلي يعكس إصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على جرّ الإقليم إلى مواجهات مفتوحة خدمة لأوهامها التلمودية، ومساعيها للهيمنة على شعوب الأمة. واعتبرت أنّ إيران تدفع اليوم ثمن مواقفها الثابتة في دعم فلسطين ومقاومتها، وثمن تمسّكها بقرارها الوطني المستقل. بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ العدوان على إيران يُدخل المنطقة بأسرها في مرحلة جديدة من مواجهة مفتوحة لطالما سعت إليها حكومة العدو بقيادة مجرم الحرب، بنيامين نتنياهو. وعبّرت الحركة، في بيان، عن تضامنها الكامل مع الشعب الإيراني وحكومته وقيادته، وثقتها بأن إيران، شعباً وقيادة، قادرة على الردّ على هذا العدوان. كما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران، وأكدت أن هذا الهجوم الذي استهدف منشآت عسكرية ومدنية وقادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم يكن ممكنا لولا الضوء الأخضر والدعم الكامل من الحكومة الأميركية. من جانبه أدان مفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي بشدة، العدوان الصهيوني على إيران، وأضاف «واثقون بأن الله تعالى سينتصر منهم، وسيحقق على يدي القوات المسلحة الإيرانية ما تتطلع إليه نفوس المؤمنين وتقر به أعينهم». وأردف «نوصي المسلمين جميعا بأن يتفقوا، وأن يتعاضدوا على نصرة إخوانهم: «المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يسلمه ولا يخذله». في المقابل التزمت العديد من الدول الأوروبية الصمت بعد الغارات الجوية الصهيونية على مواقع نووية إيرانية ومناطق مدنية مختلفة في أنحاء إيران فجر يوم الجمعة. وعلقت بعض الدول الأوروبية على عدوان الكيان الإسرائيلي على إيران، داعيةً إيران إلى ضبط النفس، رافضةً إدانة العدوان. حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في منشور باللغة الفرنسية على موقع X، بأن فرنسا تراقب عن كثب تصاعد الوضع الأمني في المنطقة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على إيران. وكتب بارو: "تراقب فرنسا عن كثب التطورات في الشرق الأوسط، بالتنسيق الوثيق مع شركائها. ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي". وأضاف أن فرنسا "أعربت مرارًا وتكرارًا عن قلقها العميق بشأن البرنامج النووي الإيراني". كما ادعى وزير الخارجية التشيكي بأن الضربات الإسرائيلية على إيران كانت رد فعل معقول بالنظر إلى طموحات طهران النووية ودعمها للجماعات التي تسعى إلى تدمير إسرائيل. وقال يان ليبافسكي للصحفيين في براغ بأن إيران "تدعم العديد من الأطراف، بما في ذلك حركتا حزب الله وحماس، بهدف تدمير دولة إسرائيل، وتسعى أيضًا إلى امتلاك قنبلة نووية". والحكومة البريطانية دعت إلى ضبط النفس بعد العدوان الإسرائيلي. دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "جميع الأطراف" إلى تهدئة التوترات، بعد أن شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على مواقع نووية ومناطق مدنية في إيران. وأضاف إن التقارير عن هذه الضربات مثيرة للقلق، ونحث جميع الأطراف على التراجع وخفض التوترات بشكل عاجل. التصعيد لا يخدم أحدًا في المنطقة. يجب أن يكون الاستقرار في الشرق الأوسط هو الأولوية، ونحن نتواصل مع شركائنا لخفض التصعيد. حان وقت ضبط النفس والهدوء والعودة إلى الدبلوماسية.