يمثِّل خروجنا الأسبوعي في المسيرات المليونية أسمى أشكال التعبير عن التضامن والتأييد والنصرة لفلسطين أرض العروبة والإسلام، ففي غزةَ كُلُّ شيء يئنُّ ويتوجع.. البشر.. الشجر.. الحجر. في غزة كُلّ شيء يصرُخُ ويستصرخ مَن يمتلك في نفسه ذرةً من إنسانية، ليس لتقديم الدعم والمساعدة، مثل الماء والغذاء والدواء، فحسب، بل بالدم والنصرة واستمرار الموقف المساند المتضامن، والضاغط حتى تحقيقِ الحرية والاستقلال والعدالة والإنصاف والعيش الكريم فيها. بحماس أكبر وعزيمة أقوى خرج أبناء الشعب اليمني الجمعة الماضية على نطاق واسع في مسيرات حاشدة بالعاصمة صنعاء ومختلف المحافظات نصرة لغزة وتأييدًا لعمليات القوات المسلحة النوعية والمتصاعدة في إطار المعركة ضد العدو الصهيوني، ونصرة الشعب الفلسطيني، فالمسيرات التي رفعت شعار "نصرة لغزة.. مسيراتنا مستمرة وعملياتنا متصاعدة"، عبرت عن الفخر والاعتزاز بهذه العمليات البطولية التي استطاعت القوات المسلحة اليمنية من خلالها إرعاب العدو بقطع الإمداد البحري عنه وبخروجهم الكبير يؤكد أبناء شعبنا اليمني أنهم سيظلون عبر التاريخ أولي العزم والبأس الشديد، والضمائر الحية، والإيمان الراسخ الذي جعل منهم شعبا لا يقبل المساومة أو التفريط بمبادئه وقضايا أمته في الوقت الذي انحدرت فيه الكثير من الشعوب العربية والإسلامية على كافة المستويات نتيجة ارتهان أنظمتها وحكامها لأعداء الأمة. إن الخروج مع غزة مسؤولية جماعية لأَنَّها موقف لا يستجدَى، بل هبة مِنَّا عن رغبة بأن نكون مسؤولين عن أنفسنا، فالمواقفُ الحرة ثمرة نادرة، تنبت على شجرة نادرة تُدْعَى الوعي والفهم والإدراك لما يجب أن نكونَ عليه، في موقفٍ يلخِّصُ أهميّة حياتنا وكيف يمكن لمشاركتنا أن تكونَ وسيلةً لتحقيق مبادئنا في هذه الحياة، فالحشود نددت بجرائم كيان العدو الصهيوني المستمرة في فلسطين ولبنان، مؤكدة أن العدو الإسرائيلي يتجاوز كل الخطوط الحمراء ويستخف بكل الأعراف والقوانين الدولية وجددت التأكيد على مواصلة التحشيد والتعبئة العامة والالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة استعداداً لمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" نصرة للأشقاء في فلسطين وجسدت الجماهير بخروجها المليوني صلابة موقف اليمن، واستشعار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية في التضامن مع الشعب الفلسطيني ومؤكدة على حتمية النصر لغزة مهما بلغ إجرام العدو الصهيوني، وأن زوال إسرائيل محتوم وأن المعركة واحدة. فالخروج الشعبي اليمني ليس خروجاً عبثياً، بل يتبعه العمل والتحرك الجاد؛ فخلال الأيام الماضية أذاقت قواتنا المسلحة العدو الصهيوني كأس المنون، وسددت ضربات نوعية في مطار اللد "بن غوريون" ويافا المحتلة وعسقلان وأم الرشراش وهذه رسائل نارية انطلقت من اليمن إلى عمق الكيان المؤقت لتخترق الدفاع الجوي الإسرائيلي، وتحطم أُسطورة الكيان كما حطمت أُسطورة الأسطول الأمريكي في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، واليمن بهذا الموقف يرسل إنذارات لكيان العدو أنه لن يبقى آمنًا ما دامت غزة غير آمنة، وسيظل مسانداً لغزة ويخوض معها المعركة حتى وقف العدوان ورفع الحصار.