هُناك حقيقة جلية دامغة تفرض نفسها ضمن السياق ولا مراء فيها، تُشير صراحةً وبكل وضوح إلى أن أمريكا منذ نشأتها وحتى اليوم، هي من أثبتت للعالم أجمع وبالدليل القاطع والبرهان الجازم من خلال أعمالها الشريرة المنبوذة أنها الدولة المارقة التي لا يمكن النظر إليها وتصنيفها إلا على أساس أنها "قوة استعمارية امبريالية غاشمة"، إلى جانب كونها بذرة خبيثة لشيطان عالمي شرير ابتلى الله العالم به، وليس هذا فقط، بل إن أمريكا هذه ووفقًا لذات الحقيقة وبسوء ما صدر ويصدر عنها من أفعال وأعمال مُخلة بالقوانين والأعراف ومُجَرَمَة دوليًا وإنسانيًا، تفرض على القائل أن يقول عنها في مقاربة واقعية ووصف مجازي لها ما نصه صراحةً: "إذا لم تكن الولاياتالمتحدةالأمريكية، هي أم الإرهاب وأبوه وأصله وأساسه ومنبعه ومصدره، وصاحبته وفصيلته التي تأويه، فمن غيرها عساه أن يكون هو ذلك؟، وتبقى أمريكا هي الوحيدة التي تتوفر فيها كل الشروط والمؤهلات والقدرة الهائلة والعجيبة لممارسة الإرهاب والقيام بأعماله هنا وهناك ببراعة تامة ومنهجية معروفة خاصة بها، والغاية من وراء ذلك خدمة مصالحها وتأكيد نزعتها الإستكبارية والإجرامية التي جُبلت عليها واشتهرت بها منذ قيامها وحتى اللحظة . واللافت إن الإمبريالية كأيدلوجية عقائدية استعمارية غربية، قد برعت أمريكا أكثر من غيرها في تجسيدها وتمثيلها منذ نشأتها قبل أكثر من قرنين من الزمان، والإمبريالية كمنطلق وقاعدة هي من زينت لأمريكا القيام بتدخلاتها الفجة في شؤون الدول والبلدان الأخرى والتآمر على قضايا الشعوب المصيرية، تحت حجج واهية وشعارات براقة رفعتها وخدعت بها العالم، من بينها: "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" أو "الحرية والمساواة"، وغيرها من الشعارات الزائفة التي لم تعمل بها أو تحترمها في يومٍ من الأيام، ومن يعتقد مثلاً أن ثورة السود واحتجاجاتهم التي ظلت مستمرة على عنصرية الأوروبيين البيض في أمريكا، يمكن أن ينهي نظام الفصل العنصري الذي تمثله نظام الإمبريالية الأمريكي، فهو مُخطئ، بل ومجافي للصواب بإعتقاد خاطئ كهذا، إذ إن العنصرية في بلدٍ كأمريكا تأسست على الظلم والبغي والفجور وجرائم الإبادات الجماعية لشعوب أخرى، ليست موروثًا ثقافيًا فحسب يمكن تجاوزه خلال فترة زمنية معينة، وإنما له أبعاد عقائدية يصعب محوها من ذاكرة التاريخ واستئصالها من النفوس بسهولة . وهذا تصديق وتأكيد لأحد المحللين السياسيين المهتمين بالظاهرة الأمريكية حين قال ما مفاده: "فالمهاجرون البيض الأوائل من أوروبا كانوا من البروتستانت المتشددين والأكثر إلتزامًا بما يسمونه "الكتاب المُقدس العبري"، وبالتعاليم التلمودية اليهودية (اليهو مسيحية) إلى جانب ارتباطهم المتين والقوي بالحركة الصهيونية العنصرية، إلى درجة أنهم صاروا يعتقدون أن لهم خصوصية في هذا الكون وبأن لهم دور هام لهداية العالم، وهؤلاء أنفسهم هم من احتلوا أمريكا وقاموا بإبادة سكانها أصحاب الأرض الأصليين من الهنود الحمر، واغتصبوا أراضيهم واستوطنوها"، وهؤلاء هم أيضًا من أسسوا أكبر امبراطورية استعمارية عالمية كاسحة اسمها (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، وبحسب وقائع تاريخية وشواهد عديدة تُؤكد ذات المعنى والقصد والحقيقة وقائع فإن أمريكا والغرب على الأرجح ليسوا سُوى مُجرد لصوص سرقوا وسطوا على ما ليس لهم بحق واثروا خلال فترة زمنية ليست بالطويلة على حساب من قاموا بسرقتهم من دول وشعوب العالم المختلفة التي أستعمروها ردحًا من الزمن . ومن الغرب يشهِد شَاهِد منهم بالحق، ويقولها بكل صراحة: أنهم أي أهل الغرب "مُجرد حضارة لصوص" سرقوا ما سرقوه من شعوب الأرض من ثروات، وأثروا على حسابهم، ويُؤكد ذلك الشاهد الغربي في شهادته وهو صحفي بلجيكي اسمه "ميشيل كولون" عبر تصريح صحفي شهير أدلى به لوسائل الإعلام في عام 2020م، وانتشر في حينه كالنار في الهشيم ما يُفيد أن الغربيين ومن بينهم الأمريكيين يعتبرون مجرد لصوص يرتدون ثوبًا حضاريًا جذابًا مزركشًا بألوانه الزاهية، ويوضح الصحفي البلجيكي "ميشيل كولون" في شهادته أو تصريحه الجريئ بنوع يستبعد به الإستغراب والعجب قائلاً: "إن أضحت أسبانياوفرنسا ثريتان في القرن ال17، فذلك لأنهما سرقتا الذهب والفضة من أمريكا اللاتينية،، بذبح الهنود دون دفع أي مقابل، وإن أصبحت فرنسا وإنجلترا والولاياتالمتحدة في هذا الثراء الفاحش، فذلك بفضل العبودية وسرقة البشر من أفريقيا دون أي مقابل، وبالمثل،، بلجيكا وهولندا ثريتان جدًا منذ القرن ال19،، وذلك من خلال سرقة المواد الخام من إفريقيا وآسيا دون مقابل" . ويُقر كولون ويعترف بجرائم الغرب وأمريكا بحق الشعوب والدول الأخرى قائلاً: "على مدى خمسة قرون قامت مجتمعاتنا الغربية بنهب ثروات العالم الثالث دون أثمانها، ويمكننا أن نرسم جداول لكل البلدان الأفريقية الفقيرة، ونوضح من نهبها وكيف؟، ويخلص إلى القول: "باختصار شديد نحن أو بالأحرى بعضنا لصوص ولهذا السبب صرنا دولاً ثرية على حساب الآخرين!"، وهذا بالضبط ما فعلته أمريكا وغيرها من دول الغرب عندما استعمرت بعض البلدان واستعبدت شعوبها وارتكبت بحقهم جرائم إبادة جماعية لتنهب أوطانهم وثرواتهم وتُجردهم من كل شيء كانوا يمتلكونه، دون أن تأخذها بهم شفقة ولا رحمة، وتدعي في الوقت نفسه تحضرها ومدنيتها الزائفة وتتظاهر أمام العالم ووسائل الإعلام بحرصها الشديد على احترام حقوق الإنسان والدفاع عنها، وهي أول من ينتهكها ولا تزال بلا أي ارعواء ولا تقى، لتظل أمريكا والغرب أبعد ما يكونون عن ما يدعونه لأنفسهم من تحضر وإنسانية ومُثل ومبادئ سامية وديمقراطية وسط عالم صار يضيق بهم ذرعا ويتمنى الخلاص منهم بأي وسيلة كانت. .....ِ يتبع ....