ولأن حضارة الغرب كانت ولا زالت حضارة مفلسة من كل مايدعيه أبنائها لها من قيم ومثل ومبادئ سامية ، فإنني في المقابل أعجب أشد العجب مع هذا النوع من الترهات ، والسؤال يثور ضمن السياق كيف استطاع الغرب المدفوع بأحقاده التاريخية والمشحون بثأراته الصليبية المستمرة من أن يدس كل ذلك الدس من الأباطيل والأكاذيب في مناهجنا الدراسية ويصور لنا فيها بأن بعض المجرمين من دول أوروبا الإستعمارية من سيئي الذكر كانوا أبطال عالميين وخدموا الإنسانية ! كما أتساءل أيضاً وبإستغراب شديد : كيف خدعنا بكل تلك المزاعم الكاذبة التي جملت قُبح الغرب ردحاً طويلاً من الزمن ؟ وكيف تعلمنا في مدارسنا العربية والإسلامية لأجيال أن قتلة ومجرمين وسفاحين غربيين كماجلان مثلاً رجال خدموا البشرية بكشوفاتهم الجغرافية ، وهو في الحقيقة مجرم قاتل قاد قطيع من الغزاة الغربيين وخاض بهم معارك مهيلة قتل خلالها آلاف المسلمين في رحلاته الإستكشافية المزعومة التي مهدت لغزو المستعمرين الغربيين لعدد من بلدان العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ولأننا " أمة إقرأ" فما كان ينبغي أن نجهل مانجهله عن الغرب بل كان حرياً بنا أن لاننخدع بما يصدر عنه من أكاذيب ومغالطات تاريخية باطلة . ولكون الخطر أكبر من مجرد الجهل ومن كل مانتصور ، فقد كان من البد هنا أن نستشهد ونستدل بشهادات وحقائق صادرة عن بعض الغربيين تفضح حقيقة الغرب البشعة وزيفه عسى ولعل يرجع المخدوعين منا بالغرب إلى صوابهم ويحاطوا خُبرا بما جهلوه او استجهلوه عنه رغبة ورهبة . ومن امثلة ذلك ماذكره صحفي بلجيكي في معرض إفادته عن حضارة الغرب وهو من أهلها والذي أعتبرها بأنها مُجرد " حضارة لصوص " على حد تعبيره ووصفه الدقيق لها ، وهو صادق بذلك إلى حدٍ بعيد . يقول الصحفي البلجيكي ( ميشال كولون ) في حوار لقناة " روسيا الوثائقية " بثته قبل فترة : " إن أضحت أسبانيا وفرنسا ثريتان في القرن السابع عشر الميلادي فذلك لأنهما سرقتا الذهب والفضة من أمريكا اللاتينية بذبح الهنود الحُمر دون دفع أي مُقابل" . ونفس الشيء حسب " كولون " يُقال عن بلجيكا وهولندا حيث وصلت كل منهما إلى هذه المرتبة من الثراء منذ القرن التاسع عشر ميلادي ، وذلك من خلال سرقة المواد الخام من أفريقيا وآسيا دون مُقابل على مدى خمسة قرون قامت مجتمعاتنا الغربية بنهب ثروات العالم الثالث دون أثمانها" وأردف الصحفي البلجيكي ميشال كولون في معرض تفنيده لمزاعم الغرب بالتحضر والمدنية قائلاً. :"يمكننا أن نرسم جداول لكل البلدان الأفريقية الفقيرة ، ونُوضح فيها من نهبها ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟." وخلص كولون إلى القول :" بإختصار شديد نحنُ الأوروبيون ، أو بالأحرى بعضنا لصوص بنُوا حضارتهم وثرواتهم على حساب الآخرين" . وعلى صعيد متصل فلو توقفنا لبرهة عند انموذج آخر كدليل قاطع عن إنسانية الغرب الكاذبة والمفلسة من كل شيء لأ تضحت لنا الرؤية والصورة أكثر لا سيما وقد لقنونا في مدارسنا العربية درس كاذب صور لنا المجرم المدعو "فاسكو ديجاما " بأنه كان مُستكشف جغرافي وأنه خدم بكشوفاته الجغرافية البشرية جمعاء وهذا محض افتراء وزعم كاذب أصلاً ينافي حقيقة الرجل وما قام به ولعبه من دور مشبوه في عصره ومن سخرية أن ينعتوا ماجلان هذا ويتم وصفه بالمستكشف الجغرافي ، وهو في الحقيقة لم يكن إلا قاتل ومجرم سفاح سفك دماء آلاف المسلمين وقتلهم بدم بارد . وبحسب المصادر التاريخية التي أرخت لما حدث في عصره ، فإن هذا السفاح والمستكشف الصليبي فاسكو دي جاما )المعروف بإسم " ماجلان" أوقف وهو في طريقه إلى الهند سفينة للحجاج على متنها مسلمون كانوا في طريقهم إلى مكة في خليج عمان فأحرقهم على متنها . ووفقاً لنفس المصادر فإن دي جاما هذا قام بهدم قرابة 300 مسجد في إحدى حملاته الصليبية على شرق أفريقيا المسلم عندما وصل اسطوله إلى موزمبيق ونسبت إليه قوله :" الآن طوقنا المسلمين ولم يبق إلا أن نشد الخيط " . وأشارت إلى أن ماجلان ألتقى بسفينة كانت عائدة بالحجاج من مكة وقام بسلب جميع بضائعها ثم قام بحشر جميع الركاب والبالغ عددهم 380 في السفينة وأضرم بها النار " وقيل أن دي جاما عندما وصل إلى مدينة كلكتا الهندية قام بتدميرها بمدافعه وأمر بإقامة عرض لأسرى الحرب بعد أن قطعت أيديهم وأنوفهم وآذانهم وكسرت أسنانهم وربطوهم داخل سفينة ثم أحرقوها . فأي مستكشف جغرافي هذا وصفوه بالعظيم وقد فعل تلك الأفاعيل وارتكب من الجرائم ما يندا له جبين الإنسانية ؟ والغربب العجيب أنهم كانوا يعلمونا في مدارسنا أن ماجيلان هذا المجرم الصليبي الحاقد مستكشف جغرافي ولم يخبرونا بأنه مجرم سفاح تم قتله في النهاية على يد بطل مسلم من الفلبين اسمه " لابو لابو" بعد أن سمع بما فعله ضد المسلمين ولم يُقتل على يد قبائل همجية كما يدعي الغرب ويزعم ويروج له وما يزال الكثير من الفلبينيين حتى الآن يعتبرون لابو لابو الذي قتل السفاح الغربي الصليبي ماجلان بطل قومي اسلامي ، وهو بالفعل كذلك عليه السلام . ..... يتبع ......