شهدت مختلف المحافظات اليمنية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أمطاراً غزيرة وسيولاً جارفة وصواعق رعدية، أدت إلى خسائر بشرية ومادية وأعاقت حركة النقل والتجارة، وسط تحذيرات أممية من تزايد مخاطر الفيضانات وتأثيراتها الاقتصادية على الأمن الغذائي والمعيشة، وفقاً لما رصدته وسائل اعلام محلية ومركز الأرصاد الجوي. وحسب وسائل الاعلام المحلية، فإن السيول التي شهدتها محافظتي تعز ولحج تسببت في إلحاق أضرار ب"جسر العرائس" بمنطقة العند وإغلاق طريق المقاطرة – معبق، ما عطّل الحركة بين عدن ومحافظات تعز وإب وغيرها، ورفع كلفة النقل وأجور الشحن، فيما توقعت مصادر محلية استمرار تعطل المسافرين وتجار الخضروات والفاكهة القابلة للتلف. وسجلت حضرموتوشبوةوالحديدةوحجة أكبر الخسائر البشرية والمادية؛ إذ أودت السيول بحياة ثلاثة أشخاص بينهم طفلان في مديريات بيحان وتريم، فضلاً عن تضرر مناطق أثرية وسكنية في شبام وسيئون وتدفّق السيول في وديان الغبر ونسم ودوعن. وغمرت المياه أراضٍ زراعية واسعة، ما يهدد المحاصيل ويؤثر على معيشة آلاف الأسر الريفية. كما أُعلنت وفاة طبيب ونجله في شبوة، وسط مخاوف من تعطّل الإمدادات الزراعية والماشية. ولقى شخصان مصرعهما وأصيب أربعة آخرون نتيجة صاعقة رعدية ضربت قرية محصام السنيدر، في الربع الشرقي من مديرية الزهرة بمحافظة الحديدة، وفق مصادر محلية أكدت أن الصاعقة أسفرت عن وفاة كل من حسن حسن إبراهيم حقلي (40 عامًا) وحسين هادي حسين حبلي (60 عامًا)، فيما أصيب كل من عادل علي مهدي (20 عامًا)، وعبدالله مهدي علي (35 عامًا)، وعلي محمد عبده حقلي (25 عامًا)، وعبدالله أحمد علي صايغ (33 عامًا). وفي محافظة حجة، توفي وأصيب 5 أشخاص من أسرة واحدة بانهيار منزلهم جراء الامطار الغزيرة في محافظة حجة، وقال مصدر في الدفاع المدني: إن منزلاً انهار فوق رؤوس ساكنية في قرية الخضراء عزلة سواخ مديرية كعيدنة محافظة حجة ما ادى الى وفاة 3 أطفال (مازن، ورغد، وتغريد) وإصابة رب الأسرة يحي عبدالله حجاجي 40 عاما وزوجته. كما دعت مصلحة الدفاع المدني السلطات المحلية في الأمانة والمحافظات والجهات المعنية بمساعدة المتضررين من المنازل المعرضة للانهيارات واخلائها قبل وقوع الكارثة على رؤوس ساكنيه، وفقاً ل26 سبتمبر. وتسبب انهيار منزل طيني في مارب بفعل الأمطار إلى وفاة طفلتين، فيما حذّرت السلطات من سيول قادمة مع استمرار الأمطار والعواصف الرعدية، فيما جرفت السيول التي شهدتها محافظة أبين مركبات عدة بينها سيارة تحمل أسرة نجت بأعجوبة في مديرية أحور، ما يؤكد هشاشة البنية التحتية أمام موجات الأمطار المتكررة. وفي الحديدة، أفادت مصادر ميدانية بأن سيول غمرت أراضي زراعية في الأرياف، مع مخاطر مباشرة على محاصيل السمسم والذرة الموسمية ومسارات نقلها للأسواق. وعلى السواحل الممتدة من سقطرى حتى خليج عدن، حذرت الأرصاد الجوية من رياح شديدة وأمطار متفاوتة الغزارة قد تعطل رحلات الصيد التقليدي وتؤجل عمليات تفريغ الموانئ الصغيرة، ما يرفع كلفة السلامة البحرية ويؤثر على المعروض من الأسماك. وفي السياق، توقعت منظمة الأغذية والزراعة أن تستمر الأمطار الغزيرة حتى أكتوبر بمستويات تفوق المعدل الطبيعي بنسبة تصل إلى 60%، ما ينذر بخسائر في التربة والمحاصيل، ويعطل وصول الامدادات من السلع والمنتجات والمحاصيل الزراعية إلى الأسواق، ويرفع مخاطر الأمن الغذائي.