أبين .. التظاهرات الشعبية تتواصل للمطالبة بإعادة فتح طريق ثرة والانتقالي يدفع بتعزيزات عسكرية    الارصاد يتوقع أمطار رعدية متفاوتة الشدة على معظم المحافظات    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    برنامج الاغذية العالمي يعلن تقليص المساعدات الغذائية في اليمن    من يومياتي في أمريكا.. صديق بألف صديق    من يومياتي في أمريكا.. صديق بألف صديق    منتخب الشباب يغادر صنعاء للمشاركة في كأس الخليج الأولى بأبها    تقرير أمريكي: "إسرائيل" في مأزِق استراتيجي أمام صمود اليمنيين.. يزدادون قوةً وتحديًا    غداً بدء تنفيذ توجيهات قائد الثورة بإعفاء مالكي السيارات المتعثرة من الرسوم    استعدادات وتجهيزات مكثفة بذمارلإحياء ذكرى المولد النبوي    اتحاد الكرة يعيّن سامر فاضل مدربًا لمنتخب الناشئين خلفًا لقيس صالح    قرار مفاجئ.. اتحاد الكرة يقيل قيس محمد صالح ويعين سامر فضل    اختتام دورة تدريبية بهيئة مكافحة الفساد في اعداد التقارير    الحجرية أمس ذبحت الجنوب... وحجور اليوم يريد يكمل الذبح    مقر الاشتراكي في عدن وكر للمؤامرات على الرئيس الزبيدي    قوات الحوثي تتوغل في مكيراس للسيطرة على عقبة ثرة ولودر    هائل سعيد والكريمي مطلوبين للعدالة لنهبهم الوديعة السعودية(وثائق)    ودائع اليمن بين الفساد والمساءلة: هل ينجو المال العام من العبث؟    ما يمارس على الجنوب أقذر انواع الحروب    الكشف عن الطرف المعرقل لفتح طريق ثرة    أجيال تُدجّن وأنظمة تُسلّط    اختتام تدريب 46 كادرا من صندوق تنمية المهارات في خدمة العملاء    السعودية ومصر في خندق واحد مع العدو الصهيوني    الجيش النيجري يعلن مقتل زعيم جماعة "بوكو حرام".    حادث مروري في تعز يُسفر عن إصابة 15 شخصًا وسط مطالب بتحسين الطرق    تنفيذ أربعة أحكام قصاص بحق مدانين في قضايا قتل بتعز    علاء الصاصي يلمح إلى تغييرات فنية في منتخب الناشئين    ريال مدريد حسم مستقبل براهيم دياز    الطليعة يفوز على شباب المعافر ويتأهل إلى ربع نهائي بطولة بيسان    خفر السواحل بالمكلا يخرج جثة الغريق محمد حديجان    منتخب اليمن للشباب يتوجه إلى السعودية للمشاركة في كأس الخليج    تواصل الفعاليات الخطابية في إب بذكرى المولد النبوي الشريف    استعادة دولة الجنوب.. المسار الوحيد لتحقيق الاستقرار    المساوي يفتتح مشروع رصف حجري بمبادرة مجتمعية بمديرية ريف إب    المحافظ بن ماضي يتفقد أضرار السيول في وادي حضرموت    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يعقد لقاءً مع الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية لانتقالي العاصمة عدن    الامارات العربية تنتقل من دولة مصدرة للنفط.. إلى تصدير الذكاء الاصطناعي    اليمن يتوج بالمركز الأول في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم    استشهاد قائد أمني بارز في تعز إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته    مصر تقرر مصير الملك توت عنخ آمون بشكل نهائي    السوبر السعودي يدفع الاتحاد صوب نجم ريال مدريد    غموض الرؤوس المقطوعة لتماثيل النساء الأثرية في اليمن    محافظ تعز يشدد على الالتزام بالقوائم السعرية وضبط تكاليف النقل    سليمان: دوافع اعتقال بلال غنام في تعز مرتبط بصراع تجاري مع جماعة الاخوان المسلمين    صنعاء.. أفراد الرعاية يثيرون الفوضى في مجمع طبي بسنحان    خبير في الطقس: تيارات رطبة تتجه نحو اليمن وامطار غزيرة متوقعة خلال الساعات القادمة    عدن.. البنك المركزي يعلن سحب تراخيص منشأتين للصرافة ويغلق مقراتها    الجيش الإسرائيلي يعلن اتخاذ الخطوات الأولى للسيطرة على غزة    جبل الوطن يترنح…!    بسبب الامطار ... انهيار حصن تاريخي في صنعاء .. صورة    بن سميط يحذر من مشروع "ضرب من الخيال" في شبام    نبتة خضراء رخيصة الثمن.. تخفض ضغط الدم وتحمي من السرطان    الصحة العالمية: اليمن يسجل أكثر من 60 ألف إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    محامي شيرين:كسبنا القضية بالحجز والتعويض    أكاذيب المطوّع والقائد الثوري    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يومياتي في أمريكا.. صديق بألف صديق
نشر في يمنات يوم 22 - 08 - 2025


أحمد سيف حاشد
زمن يتقادم وعهود تمضي دون وفاء.. آمال تتآكل وأحزان تحتل مساحات القلب.. أوجاع منتشرة كالسرطان.. أنياب ومخالب.. آلام لاسعة كالنار.. وجدان يتألم وذاكرة تتعذب وأحلام تتلاشى، ووعود سراب ذهبنا إليها بشغف بالغ، وبعد بذل ونزيف حصدنا الخيبات بعدد حباة الرمل التي مشينا عليها.
ألسنة تقطر شهدا، وفي الشهد سم وأفاع.. عناق يتبدى بشوق عارم، وتحت الشوق خناق وهرس عظام.. يد تصافحك بحرارة والأخرى تخفي خنجر.. زيف وخداع.. لؤم وخساسة.. طعنة غدر تساوي ألآف الطعنات.
الأوغاد أحتلوا مدينتنا.. عاثوا فيها إفساد وخراب.. من يسمع صوتي.. صرخات وجعي.. حشرجة صوتي في حنجرتي.. حرب وجودي، وكرامة تأبى الذل والتدجين في حلبات السرك وترويض الدببه..؟!
***
سمع صديقي صوتي الدامي .. صوتي المخنوق.. صوتي الباحث عن نجده.. أحياء فيني أملا كاد يموت.. كان نجاتي في لحظة يأس كدت فيها أن أستسلم.. كدت أن احتج في دنياي لآخر مرة.
صديقي معجزة جاءت في لحظة يأس قاتل.. كسر الممكن لمحال فرضته الغلبه.. دهشة حلم يتحقق بعد يأس طال وتناسل.. بشارة ميلاد تحكي مازال في العمر بقية.. دورة حياة أخرى في وجه الموت.
هرولت إليه بفرحة طفل، وما أدهشني وأفرحني أكثر إن صديقي كان فرحانا أكثر مني.. ابتهج بي حتى كاد يطير.. وجدت لديه ما أرجوه وأكثر.. صديقي وفيا وقت الشدة.. حميم فذ.. فضاء واسع.. مأوى يأويني من خساسة تتشفى.. قلبه أبيض كالفل.. لا ابيض منه ولا أوسع.
قال بطيبة قلب وحشد شهامة أسكن ما شئت عام أو اثنين.. لا تكترث ولا تهتم.. دسيت يدي في يده وقلت له: خذ الأن هذا الحاصل، والباقي سيأتيك على أقساط.. إصبر علي بعض الوقت لعل قدر يأتي ويفرجها.. أحتج وعتب ولام كلامي، ثم جزم على نحو قاطع وأقسم بيمين الله ما يأخذ فلس؛ فختمت اللحظة المترعة حياء وحرج: إعتبرها دينا حتى تفرج.
***
صديقي هذا يبحث عني إن غبت.. يقرأ صفحة وجهي وتفاصيلي.. يسبر أغواري.. يحفظ خجلي ومداءات حيائي.. يعرف كم أنا مكروب منكوب.. صديقي يعرف أثقال الحزن على قلبي المتعب، وما أدركني من نكران وجحود، وما عشته من خذلان وشدائد.
يعرض خدماته صباحا ومساء.. يسألني أكثر من مرة في اليوم ماذا تريد وما تحتاج؟؟ يمنحني هداياه بطيبة نفس.. خجلي يقاوم رغبة كرمه.. حيائي يستسمحه عذرا، فيفرضها بسخاء كأمر واقع.. أحذيتي.. قمصاني.. بنطلوناتي.. جواربي وحزامي.. الشامبو والصابون ورغوة ذقني ومعجون الأسنان.
فغر فاهي وأنا أشاهد على المعطف سعره بالدولار.. ثلاثمائة وثمانية وستين.. قمصان وبناطيل سعر الواحد يزيد عن الستين، وحذاء جلدي وثير ومريح.. أحس وانا أمشي بنوابضه تحت الأقدام.. حذاء لم أعتاد عليه.. أزهو فيه و ألمحه بخيلاء وأنا أمشي وأنتشر فرحا إكراما لصديقي الطيب الذي يفرح أكثر مني وهو يراني مبتهجا اتدفق فرحا وسعادة..
أنا من بلاد "إغسل وإلبس"، لا أفهم لغة "الماركات".. أنا ما زلت أحسبها بالريال اليمني فأشهق أحيانا، واحيانا يصعقني السعر بفلت الضغط العالي فأقع من طولي.. أخر صريعا حتى يمضي وقت الصدمة، وأستوعب مايحدث بعد ذهول وإفاقة.
أنا إنسان بسيط جدا ليس لي في "الماركات" كلام.. ليس لدي فيها أدنى خبرة.. أسعار الماركات تستفز حواسي الخمس.. البساطة تبسطني جدا، ولكن من أجل صديقي قبلت ولبست.. صديقي كريم جدا.. يفرح أكثر مني، فوجب أن أفرح من أجل صديقي.. صديقي بألف صديق.
صديقي ليس مليارديرا ولا مليونيرا.. صديقي يعمل ثلثي اليوم ليل ونهار .. يكدح ويكد.. كريم ومحب.. يسأل عني في اليوم عدة مرات ويكررها ماذا تريد.. ما تحتاج..؟؟ ياليت سلطات الأمر الواقع مجتمعة بقض وقضيض تساوي ظفر صديقي.
***


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.