أثارت رحلة «فاسكو دي جاما» الشهيرة عبر رأس الرجاء الصالح في أقصى الجنوب الإفريقي، ومنها إلى الهند جدلاً واسعاً في الأوساط المعنية بتاريخ البحار، وكان المُتّهم الأول في تلك الرحلة البحار العربي أحمد بن ماجد الذي قيل بأنه أرشد البحار البرتغالي في تلك الرحلة التي مهدت للنفوذ البرتغالي في الجنوب العربي وأفريقيا، ويشير القائلون بهذه المعلومة إلى مكانة بن ماجد في تاريخ البحرية البرتغالية والذي من شواهده تمثاله العتيد القابع في قلب العاصمة البرتغالية برشلونة. يرد صاحب السمو المؤرخ والباحث الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على هذه المزاعم في كتابه ( بيان للمؤرخين الأماجد في براءة بن ماجد ) مشيراً إلى تهافت المؤرخين الذين اعتمدوا في معلوماتهم على ما ورد عند قطب الدين النهرواني في كتابه بعنوان «البرق اليماني في الفتح العثماني» والذي صدر عام 1575م، بعد مرور ثلاثة وثمانين عاماً على رحلة فاسكو دي جاما الهندية، وقد وضح سموه إن فاسكو دي جاما استفاد من المرشد البحري الغجراتي قائلاً: ( إن جميع المؤرخين البرتغاليين في القرن السادس عشر قد أجمعوا أن فاسكو دي جاما قد استفاد من مساعدة مرشد غجراتي عندما أبحر من شرق إفريقيا إلى الهند عام 1498م وهي المرحلة الأخيرة من رحلته المشهورة من البرتغال إلى الهند والتي دلت القوى الأوروبية للدخول مباشرة إلى المحيط الهندي والخليج العربي، واستدل سمو الشيخ سلطان على كتابات المؤرخين من الغرب أمثال : كاستا نهيدا، وبارس، وفاريا أي سوز، وداميادي غويس .