حضر البحار بن ماجد ابن " جلفار " التاريخية. رأس الخيمة المعاصرة ، المتعدد انتماءً للعروبة ، والمتحدث بعديد اللغات .. حضر بسخاء في الكتابات الإماراتية، وامتد هذا الأثر إلى طبيعة المكان وجغرافيته وتاريخه مما تتسع له الآراء، وسنحصر هنا الآثار المباشرة مثل كتاب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المتضمن رداً على من يدعون بأن بن ماجد قاد فاسكو دي جاما وعرفه بأسرار المحيط الهندي، والآثار غير المباشرة مثل كتابات الأدباء والباحثين في علوم البحار ممن أشاروا في أفق ما إلى ذات الرؤى والمباحث التي شكلت هاجساً دائماً في حياة العالم البحار والشاعر بن ماجد. اذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر " مجهول البحر ومعلومه لعبد العزيز جاسم ، وعجائب الهند لعبدالله الحبشي .وقد كتب الباحث الدكتور عبدالله الطابور سيرة بن ماجد قائلاً : " تربى بن ماجد في أحضان أسرة كان رجالها من أشهر رجال الملاحة، فقد كان جده محققاً ومدققاً وخبيراً بالملاحة في البحر الأحمر، ولقد كان لوالده الفضل في صقل موهبته وتدريبه على فنون البحر، فلوالده منظومة طويلة اسماها " الحجازية " تزيد عن ألف بيت عن الملاحة في البحر الأحمر، وقد اعترف بن ماجد بفضل أرجوزة والده في سلامته من مخاطر البحر الأحمر، وهدايته إلى المسالك الأمنية فيه، وبذلك يمكن أن نلاحظ مهارة كل من بن ماجد ووالده وجده على التوالي في الطرق الملاحية في البحر الأحمر وخليج عدن " كانت الأرجوزة الشعرية التاريخية بمثابة متْن يُكثف ويُوثق للعلوم والمعارف، وكانت أيضاً بمثابة المرجع المرشد في كل علم من العلوم، وقد سار بن ماجد على نهج والده في هذا الباب وكتب سلسلة واسعة من الارجوزات الشعرية العلمية التي نبهت إلى دروب البحار والبراري، وكانت بوصلة إرشاد وتعليم دائمين لمن يرتادون أهوال البحر .