اسمه أحمد بن ماجد السعدي ويلقب بشهاب الدين، وهكذا يتسمّى في بعض الروايات شهاب الدين بن أحمد بن ماجد السعدي، وفي رواية أشمل يتسمّى أحمد بن ماجد بن محمد بن عمرو بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق بن أبي الركايب السعدي. يجمع المؤرخون على أن بن ماجد من أصول نجدية وتنشئة عمانية، حيث ولد في « جلفار» التاريخية «رأس الخيمة» حالياً.. كان بن ماجد ينتسب إلى سعد بن قيس بن عيلان متفاخراً بعدنانيته كما يرد في إحدى ارجوزاته الشعرية . من الأمور الدالة في السيرة الوجودية والإبداعية لبن ماجد أنه عاش في القرن الخامس عشر الهجري ، ذلك القرن الذي اتسم بفتوة متصاعدة للممالك الأوروبية المتوسطية التي تاقت للاستكشاف والتمدد، ولقد شكّلت المعارف الإسلامية في علوم الآلة والرصد والفلك والرياضيات مصدراً كبيراً لتغذية ذلك التوق الأوروبي المتصاعد، وكان بن ماجد ترميزاً مُكثفاً لتلك المعارف، الأمر الذي يقتضي وقفة عابرة عن حياته، فقد كان بن ماجد ابن البحار العتيد ماجد بن محمد الملقب بربان البحرين وصاحب الساحلين، وقد تشرب الابن من نبع المعارف الميدانية لأبيه البحار العالم بأسرار الأقاليم المائية والبرية، وركب معه الأمواج والمخاطر وهو ما يزال غضاً طري العود، وتماهت في ذاكرته الشابة أحاديث البحر وأساطيره من خلال التجربة المباشرة حتى أصبح يافعاً قوي العود، ولكن أيضاً قائداً بحرياً يعيد إنتاج خبرات والده، ويضيف إليها قدراً كبيراً من المعارف الأدبية والتاريخية.