الريّس والمُعلّم والرّبان وأسد البحار وليث الليوث ورُبّان البرين هي جُملة الألقاب التي أُطلقت على البحار العربي الكبير أحمد بن ماجد، وهذه الألقاب مجتمعة تشير إلى مثابة الرجل ومكانته المركزية في علوم البحار وتفاصيل عوالمها المعرفية والممارسية، ولهذا السبب أثار بن ماجد جدلاً واسعاً في أوساط المتابعين لتواريخ البحار وعلومها، وقد ذهب البعض بعيداً في تناول دور بن ماجد في رحلة «فاسكو دي جاما» الشهيرة، حيث حاول البحار البرتغالي أن يصل إلى الهند عبر رأس الرجاء الصالح مُبحراً من أوروبا، وقد اتفق الكثيرون على أن فاسكو دي جاما استفاد إلى حد كبير من خبرات ومعارف بن ماجد حينما تمكّن من عبور «رأس الرجاء الصالح» التي كانت تعتبر عند الأوروبيين منطقة بحرية مُهلكة تختلط فيها الحقائق بالأساطير، ولا يقول المؤرخون بدقة كيفية استفادة فاسكو دي جاما من خبرات بن ماجد .. هل باصطحابه في تلك الرحلة، أم بالإفادة من كتاباته ومؤلفاته ؟ وعلى ذات الخط تلتبس المعلومات حول زيارة فاسكو دي جاما الشهيرة لمدينة ماليندي الكينية والتي زعم بعض المؤرخين أنها كانت بداية العلاقة الخاصة الحميمة بين الربانين المشهورين الكبيرين «بن ماجد ودي جاما»، بل أضافوا بأن بن ماجد دلّ فاسكو دي جاما على الطريق إلى الهند وكان القائد لرحلة فاسكو دي جاما الشهيرة إلى مدينة كلكلتا الهندية. وإذا صح هذا القول فإن بن ماجد يكون قد أسهم من حيث لا يدري في خدمة المد البرتغالي الاستعماري في تلك المناطق .