قال الكاتب الصحفي صلاح السقلدي إن من "يقول سلام الله على بريطانيا" يتجاهل حقيقة تاريخية واضحة، وهي أن بريطانيا كانت دولة احتلال في عدن وعموم الجنوب، مؤكداً أن من ينكر ذلك "لا يعترف بالثورة التي قامت ضدها". وأوضح السقلدي على حسابه في الفيسبوك أن الشعب ما كان ليثور ضد بريطانيا لولا أنها كانت قوة استعمارية، مشيراً إلى أن اهتمام بريطانيابعدن جاء لخدمة جنودها وأسرهم فقط، ولم يمتد إلى بقية مناطق الجنوب. وأكد أن مظاهر "التنمية" التي شهدتها عدن لم تظهر إلا قبل رحيلها بنحو عقدين، مضطَرّة بعد خسارتها مصالحها في إيران عقب تأميم محمد مصدق لشركات النفط البريطانية هناك. وأضاف أن إنشاء مصفاة عدن وشارع المعلا وفلل خورمكسر جاء في خمسينيات القرن الماضي لخدمة ضباطها واحتياجاتها العسكرية، في حين بقيت بقية المناطق "في حالة بؤس وحرمان". وأعتبر السقلدي أن "من يترحم على الاحتلال فهو يهين دماء الشهداء ويشكك في مشروعية الثورة"، لافتاً إلى أن الأخطاء التي ارتُكبت بعد الاستقلال عام 1967 لا يمكن تحميلها على الثورة نفسها، بل هي "نتيجة طبيعية لأي دولة وليدة". وأشار إلى أن دولة الجنوب حققت مكاسب كبيرة رغم صراعاتها، من أبرزها القضاء على الأمية بشهادة اليونسكو عام 1984، وإقرار التعليم الإجباري والمجاني، وإنهاء الأمراض المستوطنة، وترسيخ العدالة الاجتماعية، وبناء جيش وطني ومؤسسة أمنية منضبطة وفرت للمواطن الأمان والسكينة. وختم السقلدي بالقول: "من يترحم على الاحتلال أو على عهد عفاش والإصلاح فذلك شأنه، لكن لا يحق له أن ينتقص من دور الجنوب وثورته ودولته. فالتاريخ لا يمكن تزييفه أو العبث به."