الجنوب وعيوب الصراع المناطقي والسياسي على السلطة    حكم عليه بالاعدام ظلما".. جريمته أنه قال للإرهابي لعكب: جردان عصية عليكم    حضرموت بين مطرقة الشعارات وسندان الفوضى والمشاريع الشخصية    خبير في الطقس يتوقع امطار متفاوتة الغزارة على عدة محافظات ويحذر سمان صنعاء ومحافظات مجاورة    الانتقالي يؤكد دعمه لسلطة العاصمة عدن بمواجهة تداعيات السيول    لملس والشوبجي يتفقدان الأسر والمناطق المتضررة جراء سيول المنخفض الجوي    إصابة طفل برصاص قناص حوثي شمال مدينة تعز    باصرة: استعادة الدولة معركة كل اليمنيين وأي تسوية لا تحقق ذلك لن تكون ذات جدوى    إخلاصك خلاصك    الرهوي: الشقيقة الكبرى تتأمر علينا وسنؤذي من يؤذينا    علاج واعد لتلف الكبد الناتج عن مسكن شائع للألم    تقدم روسي في أراضي أوكرانيا وتراجع فرص لقاء بوتين زيلينسكي    أولاد الحرام: صرفو أراضي بناء في مجاري السيول نتج عنه كارثة اليوم    حسابات المبادئ.. لا الأرقام    إعفاء 250 سيارة محتجزة في حوش مرور الامانة    النيران الصديقة تنقذ برشلونة أمام ليفانتي في الوقت القاتل    "إخوان اليمن" يواصلون نهب أموال الضرائب ومناهضة إصلاحات الشرعية(وثائق)    بين الرياض والكيان الغاصب.. خيوط المؤامرة على سلاح المقاومة    وزارة الشؤون الإجتماعية تشدد على استخدام العملة الوطنية في رسوم معاملات العمالة المحلية    الآنسي يهنئ المؤتمر بذكرى تأسيسه ويؤكد على الاصطفاف الوطني لاستعادة الدولة    الدوري الايطالي: بداية مثالية لروما مع غاسبريني    (اتحاد اب) يبلغ ربع النهائي لملاقاة الطليعة    ارتيتا يقلق جماهير ارسنال بشأن إصابة ساكا    بحضور الفريق السامعي.. احياء الذكرى الرابعة لرحيل الدكتور عبد الوهاب محمود    الحماقة والتطرّف يقودان إلى الهاوية    حادثتان عنصريتان لا تُنسى في طفولتي    سوء التغذية وتبعات الحرب الحوثية.. غول متوحش يرفع حجم معاناة السكان    قادمة من البرازيل.. ضبط شحنة كوكايين في عدن    اتحاد إب يتأهل لربع نهائي بطولة بسان بعد فوزه على فريق التعاون    منتخب اليمن تحت 23 عامًا يفتتح معسكره الخارجي في الإمارات بحصة تدريبية قوية    السيول الجارفة تلحق ضررًا بجسر رئيسي في محافظة لحج    المُثَقَّفُ الْأَنِيقُ / كَرِيم بن سَالِم الحَنَكِي غَادَرَنَا قَبْلَ الأوان    هائل سعيد: دعموا حرب 1994بالأموال.. واليوم يقتلوننا باحتكار الغذاء والدواء ورفع الأسعار    السيول تغرق صلاح الدين والحسوة و تتحولان إلى بحيرة    إتلاف ألف و650 كيس "بفك" منتهي الصلاحية بالحديدة    فعاليات شبابية ورياضية في أمانة العاصمة والمحافظات بذكرى المولد النبوي    البخيتي يوكد أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي    فرض جبايات غير قانونية على الشاحنات المارة عبر طريق الضالع – دمت    أربعة أعمدة للإصلاح: خطوات عملية لرفع المعاناة عن المواطن    تعز !    الارصاد: أمطار رعدية متفاوتة الغزارة على معظم البلاد مع اشتداد وتوسع حالة عدم استقرار الأجواء    صراع غير معلن بين قيادات المرتزقة    الجمعة.. جدة تسهر مع الأوركسترا الحضرمية    جيسوس يؤجّل بديل ماني.. يايسله يعتمد مجرشي    وفاة طبيب ونجله غرقًا جراء سيول الأمطار في شبوة    فرحان المنتصر يكتب عن طريقة اتحاد الكرة في تعيين المدربين وإقالة قيس محمد صالح ؟!    حكومة التغيير والبناء .. مهام استثنائية لتطوير الخدمات ونصرة غزة وروحانية المولد النبوي    أمتع خميس خريفي بضيافة أكرم الناس    سريع يعلن عن عمليات عسكرية في فلسطين المحتلة والاعلام الاسرائيلي يعلن عن صعوبات في الاعتراض    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    من يومياتي في أمريكا.. صديق بألف صديق    من يومياتي في أمريكا.. صديق بألف صديق    غموض الرؤوس المقطوعة لتماثيل النساء الأثرية في اليمن    الصحة العالمية: اليمن يسجل أكثر من 60 ألف إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    أكاذيب المطوّع والقائد الثوري    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسابات المبادئ.. لا الأرقام

تهكّم وزير أردني سابق على صواريخنا، زاعمًا أنها لم تخلف سوى حفرة صغيرة في مطار اللد، تم ردمها في ساعات، بينما تسببت الهجمات الصهيونية في تدمير شامل للمطارات والموانئ اليمنية. كأنه يتحدث بلسان ناطق الحكومة الاسرائيلية إفخاي أدرعي، وكأننا بحاجة لشكواه أو رأيه. هذا الاستخفاف ليس جديدًا، فهو جزء من عقلية لا ترى في المقاومة إلا مجرد أرقام تُقارن بمنطق الخسارة والربح المادي البحت.
نحن لا نلومه، فنحن نتفهم حساباته المادية البحتة: كم أصاب الصاروخ؟ وكم قتل؟ وما هي الفائدة الملموسة التي عادت على غزة؟ ولكننا نرى الأمور بمنظور آخر. حساباتنا لا تُحصى بالمال أو الأضرار المادية، بل تُقاس بالقيم والمبادئ التي لا تُقدّر بثمن.
ميزان المقاومة: بين الماديات والمعنويات
إن المقاومة ليست عملية عسكرية قائمة على توازن القوى المادي فقط، بل هي في جوهرها فعل وجودي يؤكد الإرادة الحرة للأمة. عندما نُطلق صاروخًا، لا نهدف بالضرورة إلى إحداث دمار شامل يُقابل ما يحدث في غزة، لأننا نعي أن ميزان القوى العسكري بيننا وبين الاحتلال ليس متكافئًا. هدفنا أسمى وأعمق؛ هو إيصال رسالة واضحة لكل من يراقب، من الأعداء والأصدقاء، مفادها أن غزة ليست وحدها.
هذا الصاروخ، حتى وإن خلّف "حفرة صغيرة"، هو رمز عظيم. إنه يمثل الشرف الذي لم يُهدر، والكرامة التي لم تُسلب، والإصرار على أن قضيتنا ليست محل مساومة. إنه رسالة بأننا لن نكون جزءًا من منظومة الصمت والتخاذل التي تخضع للضغوطات الدولية وتُفضّل مصالحها على دماء إخوتها. الحفرة الصغيرة هي في حقيقة الأمر جرح كبير في منظومة أمن الاحتلال التي طالما تباهت بأنها لا تُقهر.
القيم العليا: بوصلة الأمة
بالنسبة لنا، المسألة ليست أرقامًا أو خسائر وأرباحًا. إنها مبادئ إيمانية وأخلاقية لا يفهمها إلا أهل غزة وكل الأحرار في هذه الأمة. هي حسابات تجبرنا على تقديم كل ما نملك تجاه إخوتنا، بغض النظر عن النتائج المباشرة. هذه المبادئ هي التي تجعلنا نتجاهل كل الضغوطات والمغريات. هي التي تجعلنا نرى كل ما ترونه عظيمًا صغيرًا، وكل ما ترونه صعبًا سهلًا، فقط من أجل ألا تظل غزة وحيدة.
إنها عقيدة راسخة بأن نُصرة المظلوم فريضة إيمانية لا تقبل التأجيل أو التقييم بمنطق السوق. نحن نُقاوم لأننا لا نملك خيارًا آخرًا يتماشى مع قيمنا. فالتخاذل هو الهزيمة الحقيقية، والتنازل عن المبادئ هو الخسارة التي لا تُعوّض. إن النصر ليس فقط في إلحاق الهزيمة المادية بالعدو، بل في الثبات على الحق، وكسر هيبة المحتل، وإيقاظ ضمير الأمة.
إنها الفارق بين من يبيع القضية مقابل صفقة، ومن يرى أن العزة لا تقدر بثمن. فهل أدركت الآن، يا معالي الوزير، أن حساباتنا ليست للبيع؟ وأن قيمنا هي رأس مالنا، وأن صواريخنا ليست مجرد معادلات فيزيائية، بل هي تجسيد لإرادة أمة حية، لا تقبل الضيم ولا تستسلم للمؤامرات، مهما كانت التضحيات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.