والله شيء مستغرب: أكثر من عشر سنوات، وكل مسؤول مؤسسة إيرادية يورد المبالغ إلى حسابات خاصة به او بمن يمثله، عند صرّافين أو بنوك خاصة، بعيدًا عن البنك المركزي. لا هذه المحافظات ولا الدوائر الإيرادية نفسها شهدت تغييرًا إلى الأفضل، ما نراه فقط أن مسؤولي هذه المؤسسات ومن يتحكّمون بالإيرادات هم وحدهم من صارت لهم الفلل والعمائر والسيارات آخر موديل، والأرصدة في الداخل والخارج. لا محاسبة ولا خوف من الله، وكأنهم خالدون مخلّدون في الأرض.
مش عارفين أن هذه الأموال هي قوت المساكين؛ في ناس تتمنّى حقّ العلاج ولا تحصل عليه، وآخرون يتمنّون وجبة في اليوم تسدّ جوعهم ولا يحصلون عليها.
والمشكلة أن الناس أصابها التبلّد ولم تعد تهتمّ؛ ممكن المسؤول اللص يتصدّق عليهم بقليل من المال الذي هو في الأساس حقّهم، فيرفعونه ويصفّقون له ويعتبرونه صاحب المنجزات.