كما هو معروف لدى الجميع أن مرض الفشل الكلوي من الأمراض المزمنة والمهددة للحياة والتي قد تستمر حياة المريض تحت علاج الغسيل الكلوي لعشرات السنوات.. تخيل معي عشرات السنوات تحت الغسيل الكلوي، عشرات السنوات تحت وطأة المرض ومعاناة الألم، عشرات السنوات من مفارقة للأهل والأقارب إلا من الزيارات القصيرة. عشرات السنوات من ابتلاع العلاجات التي تؤثر بشكل مباشر على المعدة والطعم وفقدان الشهية. عشرات السنوات من النوم المتقطع و الحمية الغذائية القاسية. فكان لابد من دراسة جدوى التخفيف من معاناة وآلام مرضى الفشل الكلوي وعلى غرار هذه الدراسة تم افتتاح مؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان.. هذه المؤسسة التي تقدم خدماتها مجاناً لمرضى الفشل الكلوي والسرطان القادمين من خارج أمانة العاصمة صنعاء. تأسست مؤسسة الشفقة في العام 2008م كسكن صغير يقدم خدماته لعدد 35 سريراً من مرضى الفشل الكلوي والسرطان، وفي العام 2016م تم تحويل السكن إلى مؤسسة تقدم خدمات الإيواء والتغذية الصحية والمواصلات والرعاية الصحية والدعم النفسي والعلاجات والمساعدات المالية والغذائية. وحالياً يوجد عدد 1250 مريضاً و مريضة من مرضى الفشل الكلوي المترددين على خدمات المؤسسة والتي تصرف لهم نهاية كل شهر أو شهرين أدوية أو مواد غذائية من داخل المؤسسة وخارجها، بهدف التخفيف من معاناة المرضى، كذلك يصرف لهم كسوة الأعياد ولحوم الأضاحي، والبعض الآخر يصرف لهم الفرش والبطانيات حسب ماهو متوفر ومتاح، وحسب الكميات المقدمة من التجار وفاعلي الخير والجهات المحلية المهتمة بمرضى الفشل الكلوي. لذلك: فإننا نتمنى لفتة صادقة وقوية من الدولة ومن المجتمع وخاصة رجال المال والميسورين، تجاه هذه الشريحة الفقيرة والضعيفة التي تعاني كل يوم بل كل ساعة وكل دقيقة من آلام المرض والفقر.. وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى. *مدير الخدمات الصحية بمؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان