لقنت كتائب القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الجيش الإسرائيلي درسا قاسيا، والحقت به وقيادته هزيمة كبرى، من خلال إيقاع جنوده في كمائن جرى نصبها بعناية فائقة خاصة في حي الزيتون، تكللت بوقوع عدة قتلى واكثر من 11 جريحا أربعة منهم جروحهم خطيرة جدا، والأهم من ذلك المفاجأة الكبرى التي تتمثل في أسر رجال المقاومة أربعة جنود إسرائيليين احياء. *** هذه الانتصارات الميدانية التي وصفها المحرر العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية بأنها جسدت "براعة" مقاتلي كتائب القسام في نصب الكمائن والمصائد للجنود الإسرائيليين وقدراتهم العالية على الحاق خسائر كبيرة في صفوفهم، هذه الانتصارات تأتي "بروفة" او "عينة" لما ينتظر الهجوم الكبير الذي يعد له بنيامين نتنياهو ورئيس اركان جيشه لاحتلال القطاع، وتدمير مدينة غزة بالكامل، مثلما حدث في رفح وبيت حانون، تمهيدا لنقل معظم أهلها الى رفح كخطوة أولى لتهجيرهم الى سيناء. المقاومة مستعدة لهذا الهجوم وما زالت تملك الذخائر والمعدات العسكرية لمواجهته، بعد ان اكدت هذه الكمائن ان الرهان الإسرائيلي على نفاذها بعد 22 شهرا من الصمود البطولي قد فشل، ولمحت الى انها لن تكون مسؤولة عن حماية أرواح الاسرى العشرين الاحياء الموجودين لديها، مما يعني انهم سيقتلون برصاص وصواريخ الجنود الإسرائيليين الذين يهاجمون القطاع ويحتلونه تحت ذريعة "تحريرهم"، وعلينا ان نتذكر القاعدة التي تقول ان الأرض تقاتل مع أهلها، وانه كلما ازداد اعداد الجنود الغازية كلما تضاعف عدد القتلى. اسر جندي إسرائيلي واحد سواء في معركة حي الزيتون، او الهجوم الموسع القادم، سيكون بمثابة رصاصة الرحمة على نتنياهو وتكتله المتطرف الحاكم، وأقصر الطرق السريعة لإنهاء ما تبقى من حياته خلف القضبان، هذا اذا لم يتم اغتياله. كتائب القسام لم تأسر جنديا واحدا، بل أربعة، ونحن في انتظار المفاجأة الكبرى عندما تبث "حماس" للعالم بأسره صور الجنود الاسرى الجدد الأربعة التي اعترفت القيادة العسكرية الإسرائيلية بإخفائهم. الهزائم لن تكون محصورة بالجيش الإسرائيلي، وانما بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يقف خلف حرب الإبادة في قطاع غزة، ويحث نتنياهو على "انجاز المهمة" بأسرع وقت ممكن، ولعل المؤشر الأبرز الذي يؤكد هذه الحقيقة، وحالة الارتباك التي يعيشها "ترامب" واتخاذه قرارا بمنع "الرئيس" محمود عباس ووفده من دخول الولاياتالمتحدة لحضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمشاركة في مؤتمر على هامشها لدعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. هذا المنع هو المكافأة الامريكية للرئيس عباس مهندس اتفاق أوسلو الذي تخلى فيه عن اكثر من 80 بالمئة من أراضي فلسطين التاريخية وحق العودة، وتشكيل قوات أمن فلسطينية لحماية الاحتلال ومستوطنيه و"تشريع" زرع 800 الف مستوطن في الضفة الغربية. *** الأشهر الثلاثة المقبلة ربما تشهد الحرب الأكبر المنتظرة في منطقة الشرق الأوسط، وبداية النهاية للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي، ولعل بطولات المقاومة في حي الزيتون في القطاع، والصاروخ اليمني الفرط صوتي المزود برأس انشطاري الذي شكل وصوله الى هدفه في عمق تل ابيب، وأوقع خسائر بشرية ومادية ضخمة جدا، بإختراقه كل المنظومات الدفاعية الجوية وقرب رد حزب الله، على العربدة الإسرائيلية في لبنان بالصواريخ الدقيقة، واستعداده للحرب في مواجهة أي محاولة لنزع سلاحه، وإجلاء الولاياتالمتحدة لقواعدها العسكرية في العراق تحسبا للمواجهة مع ايران الوشيكة، هي أبرز البشائر بقرب الحرب الكبرى والأخيرة في الشرق الأوسط التي ستضع اسسه الجديدة، وتحقيق الهزيمة المزدوجة الامريكية الإسرائيلية.. والأيام بيننا .