تعرض مبنى البنتاغون الواقع بولاية فرجينيا للهجوم بطائرة ركاب مدنية دمرت قسما منه في 11 سبتمبر 2001. المبنى الخماسي وُضع حجر أساسه في عام 1941 في نفس هذا اليوم 11 سبتمبر. البنتاغون كان شُيد خلال الحرب العالمية الثانية لسد النقص الكبير في مكاتب وزارة الحرب الأمريكية وكانت وقتها موزعة على 23 مبنى في العاصمة واشنطن. في ذلك الوقت تقرر جمع الوزارة في مبنى واحد ضخم من أجل السيطرة على العمليات العسكرية في مكان واحد وتحسين كفاءة العمل. يعرف هذا المبنى الذي يمثل الهيبة والجبروت العسكري الأمريكي باسم "الخماسي" بسبب شكله الهندي خماسي الأضلاع. البنتاغون يتكون أيضا من خمس طوابق فوق الأرض وطابقين تحتها ويضم مكاتب لقادة الجيش والقوات البحرية والقوات الجوية. وتيرة العمل في هذا المشروع تسارعت بعد الهجوم الجوي الياباني على بيرل هاربور في ديسمبر 1941. حينها ظهرت بوضوح ضرورة جمع العمليات العسكرية في مكان واحد. انتهت أعمال البناء التي شارك فيها ما يصل إلى 15.000 عامل و14.000 حرفي وألف مهندس معماري، بعد 16 شهرا من وضع حجر الأساس. تكلفة البناء بلغت 83 مليون دولار، وهو ما يعادل حوالي 1.33 مليار بمعيار عام 2023. التصميم الخماسي للمبنى من فوائده تحقيق توزيع متساو للضغط، ما يعزز المتانة، وهو في نفس الوقت يمثل فروع الجيش الأمريكي الرئيسة الخمسة، الجيش والقوات البحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية وقوات الفضاء. خلال هجمات 11 سبتمبر، استهدف البنتاغون الواقع في مقاطعة أرلينغتون بالقرب من العاصمة واشنطن خلال هجمات 11 سبتمبر الإرهابية التي تعد الأكثر دموية في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك. ضربت طائرة الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 11 برج مركز التجارة العالمي الشمالي في الساعة 08:46 صباحا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة، وضربت طائرة الخطوط الجوية المتحدة الرحلة 175 برج مركز التجارة العالمي الجنوبي في الساعة 09:03. بدأ العد التنازلي لضربة البنتاغون في 11 سبتمبر 2001 باختطاف خمسة "إرهابيين" بقيادة هاني حنجور طائرة الخطوط الجوية الأمريكية خلال رحلتها رقم 77 المتوجهة إلى مطار لوس أنجلوس الدولي. سيطر الخاطفون على الطائرة بعد حوالي 31 دقيقة من إقلاعها من مطار واشنطن دالاس الدولي. أبعد طاقم الطائرة من مقصورة القيادة وتولى هاني حنجور قيادة الطائرة. وجه حنجور الطائرة نحو العاصمة واشنطن، وضرب بها الجانب الغربي من مبنى البنتاغون. الاصطدام نجمت عنه كرة نارية هائلة وألحق أضرارا جسيمة بالواجهة الغربية لمقر وزارة الدفاع الأمريكية. أدى الاصطدام وما تلاه من حريق إلى انهيار جزئي للقسم الغربي من مبنى البنتاغون. تسببت هجمات 11 سبتمبر 2001 في المجموع في مقتل 2977 شخصا بينهم 189 شخصا قتلوا في ضربة البنتاغون، بينهم 125 شخصا قتلوا داخل مقر وزارة الدفاع الأمريكية، و64 شخصا كانوا على متن الطائرة بما في ذلك الخاطفون الخمسة. من بين مضاعفات الهجوم على البنتاغون، تعرض مركز شديد الحساسة هو مركز القيادة العسكرية الوطنية للخطر بسبب الدخان والحرارة، إلا أنه بقي يعمل بفضل إجراءات اتخذها المهندسون والعاملون في المكان. أعيد بناء الجزء المتضرر من البنتاغون بعد عام من الهجوم، فيما افتتح في عام 2008 "نصب البنتاغون التذكاري"، وهو يضم 184 مقعدا بعدد الضحايا ومرتبة وفق أعمارهم. تكلفة لنصب التذكاري بلغت 22 مليون دولار. تعرض البنتاغون لهجوم مؤثر في ذلك الحين، كان بمثابة جرس تحذير مبكر بعدم وجود أي مكان آمن بشكل مطلق على الأرض نتيجة للتقنية الحديثة المتطورة. هذا الأمر أكثر وضوحا حاليا بعد أن أصبحت الطائرات المسيرة قادرة على الوصول إلى أي مكان وضرب أي هدف. الدروس كثيرة ومتعددة الجوانب في مثل هذه الحوادث والهجمات الكارثية لكن للأسف المستفاد منها قليل جدا.