تدينُ الهيئةُ الوطنيَّةُ لحقوق الإنسان بأشدِّ العباراتِ جريمةَ الحرب المُروِّعة التي ارتكبها طيرانُ العدو الصُّهيوني مساءَ يومنا هذا الثلاثاء 16 سبتمبر 2025م؛ وذلك بشنه 12 غارةً جويةً على ميناءِ الحُديدة ، ما أسفر عنها ترويعُ العاملين بالميناء وتضرُّر العديد منهم وكذلك ترويع ساكني مدينة الحديدة الأبرياء. كما أدتِ الغاراتُ إلى تدمير البنية التحتية للميناء والذي يعدُّ المصدرَ الرئيسيَّ للاقتصاد اليمني؛ تدميرٍ مُمنهج للمنشآت المدنية، حيث تعمَّد تدمير عددٍ من الأرصفة في الميناء المدني، والحيوي المُهم الذي يخدم المواطنين في كافة أرجاء الوطن، وإصابة عدد من العاملين في الميناء في حصيلة رصدٍ أوليةٍ. ويعدُّ هذا الاستهدافُ انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني الذي يجرِّم استهدافَ المنشآت المدنية بأي شكل من الأشكال، كما يؤكد تعمُّدَ قوات العدوان الصهيونيّ انتهاك مبدأ التمييز والتناسُب. كما يعدُّ هذاالاستهدافُ المُتعمَّدُ أسلوباً إجراميا مُصوَّباً نحوَ تجويع اليمنيين، وتعطيل حركة السُّفن المُحمَّلة بالمواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناءُ عنها للبقاء على قيد الحياة. وتؤكدُ الهيئةُ أن هذه الجريمةَ الوحشيَّةَ تُضافُ إلى سجل العدو المُلطَّخ بدماء الأبرياء، وتمثلُ امتدادًا لسلسلة المجازر الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني في اليمن خلال العام السابق، وهذا العام وكان آخر تلك المجازر ما قامتْ به إسرائيلُ المُجرمة قبل أسبوع في العاصمة صنعاء ومُحافظة الجوف، والتي راح ضحيتها أكثر من 250 شهيداً و جريحًا من المدنيين، بينهم أعدادٌ كبيرةٌ من النساء والأطفال، وبينهم أكثر من 30 صحفياً واعلامياً. إن الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تؤكد أن هذه الجرائمَ تشكلُ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ومواثيق حقوق الإنسان، وجريمة حرب مُكتملة الأركان، وجريمة عدوانٍ وضدَّ الإنسانيَّةِ تستدعي تحركًا عاجلًا من المُجتمع الدولي، وفي مقدمتهمُ الأممالمتحدة ومجلسا الأمن، وحقوق الإنسان؛ لوقف العدوان الصهيوني الإسرائيلي، ومُحاسبة قادته مُجرمي الحرب أمام العدالة الدولية. كما تدعو الهيئةُ جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم إلى رفع الصوت عاليًا أمام هذه الانتهاكات، وعدم السماح بمرورها تحت غطاء الصمت، أو التواطؤ الدولي، محذرةً من أن التخاذل إزاء هذه الجرائم لا يعني سوى مزيدٍ من الدماء وتوسع دائرة المأساة الإنسانية. وتشدد الهيئة على أن دماء الشهداء وصرخات الجرحى والأطفال لن تسقط بالتقادُم، وأن الشعب اليمني ماضٍ في الدفاع عن نفسه وحقوقه المشروعة، ولن تنكسر عزيمته أمام آلة القتل الصهيونية، ولن تثنيه هذه الضربات الارهابية الجبانة عن الإسناد المستمر والدائم لفلسطينَ عامَّةً ولغزة البطولة عَلَى نحوٍ خاص.