ثورة 21 سبتمبر كانت مرحلة تصحيحية لثورة 26 سبتمبر وأهدافها الوطنية، خصوصاً وأن هناك قوى تقليدية كانت قد استحوذت على مقدرات البلد ورهنت قراره وفق مصالحها الشخصية.. وفي المقابل برزت إلى السطح حدة الخلافات بين تلك القوى حتى وصل الأمر إلى حد الفوضى في العام 2011م. ومن هنا انبرت ثورة ال 21 من سبتمبر في العام 2014م كمخلص ومنقذ للشعب اليمني الذي تاق إلى الاستقلال في القرار والسيادة الوطنية.. وفي إطار تباين المواقف من ثورة 21 سبتمبر، كان الغرب الانبريالي غير راضٍ عن الثورة التي لم تأت على هواه، فمعروف أن الغرب لايريد الجميع ويريد فقط استبدال منبطح من تحت الطاولة إلى مطبع يجري ويلهث للتطبيع ويقدم التنازلات لإسرائيل وأمريكا، وهذا كان واقع الحال في اليمن وكل الوطن العربي . وفي ظل قيام ثورة 21 سبتمبر وجدت قوتان إحداهما في المحافظات الجنوبية لها مطالب سياسية من ضمنها فك الارتباط ومستعدة من أجل تحقيق مطالبها للارتماء حتى في حضن الشيطان أمريكا وإسرائيل، وهناك قوة لها مشروع سياسي وطني واضح، إنه مشروع محور المقاومة وهو الوقوف ضد هيمنة أمريكا وإسرائيل. بالنظر إلى الوضع قبل ثورة ال 21 من سبتمبر، كانت القوى التقليدية في صراعها تحرك التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش التابعة لأمريكا التي تدير اللعبة من الخفاء، ولم يكد يمر يوم دون اغتيال للكفاءات من أبناء الأمن والجيش ثم تطور الأمر إلى اغتيال شخصيات سياسية وإعلامية وعلمية كبيرة، ثم تطور الأمر إلى عمليات التفجير التي قتلت المئات . رئيس الوزراء حينها أعلن أن البنك مفلس تماما ولاتستطيع الحكومة صرف المرتبات لموظفي الدولة . الأمن كان يعاني من الانفلات بشكل ملفت ، بل أن هناك من تآمر على شباب الثورة من أولئك الذين لم تعجبهم نتائج الثورة المسروقة..وهناك الكثير من أفراد وضباط وقيادات الجيش ممن فهم اللعبة الخطرة التي تريد تمريرها امريكاء باسم ثورة الشباب فأنظم عدد منهم الى مسار التصحيح ، وبقي قليل من الجيش مع انشطارات النظام السابق ، لذا لم يكن الجيش ضد ثورة ال 21 من سبتمبر بل معها وفي مسارها، فكل قوى الشعب قد وعيت وأدركت المؤامرة التي تدار على اليمن . ومع انتصار ثورة 21 سبتمبر قامت أمريكا ودول التحالف بشن العدوان على اليمن، وتم استدعاء العالم ليحارب اليمن باسم التحالف العربي ولم يكن الهدف أركان النظام السابق ولا هادي، وإنما تدمير المشروع الجديد المناهض للمشروع الأمريكي. وعند الحديث عن أهم منجزات ثورة 21 سبتمبر نرى أنها وحدت معظم أراضي اليمن تحت سلطة واحدة وأمن واحد كون الوضع القائم كان سوف يؤدي الى الاقتتال بكل شارع وهذا حاصل في أغلب الدول التي قام بها الخريف العربي إلى اليوم . كذلك حافظ الثوار على مؤسسات الدولة المتهالكة، في الوقت الذي تنامى فيه موقف اليمن من قضية فلسطين، مع تطوير الجيش وتعديل عقيدته بما يجعله صاحب الموقف الأقوى في طوفان الأقصى برغم كل المشاكل الاقتصادية التي تواجه البلد.