القلعة الإعلامية الشامخة (صحيفتا 26 سبتمبر واليمن) ستظل صامدة في وجه العداء ولن تنال من عزيمة وثبات وإيمان فرسانها القنابل الأمريكية التي ذبحت 31 صحفياً وإعلامياً وعاملاً فيها وفي مرافقها ومطابعها. ومن بين أطلال هذه القلعة سنستعيد المجد ونعيد للكلمة رونقها ونكتب بالحبر الأحمر قصصاً وحكايات تروي للأجيال المتعاقبة عظمة من كانوا فيها وما قدموه في أحلك الظروف وأشدها قساوة على الإطلاق. سيحتفظ التاريخ بسيرة وعطاء شهداء الإعلام اليمني الذين سفكت العصابات الصهيونية دماءهم بسبب موقفهم المساند للقدس وفلسطين ورفضهم لجرائم الإبادة في قطاع غزة. هذه المذبحة بقدر ما كانت فاجعة وجريمة حرب غير مسبوقة طالت زملاء لنا إلا أنها ستمثل حافزاً ووقوداً يجعلنا نواجه بالكلمة آلة الموت الصهيونية التي تتعمد إسكات صوت الحقيقة وتغييبها بهدف إحداث الرعب في نفوس حملة الأقلام الحرة والشريفة المدافعة عن قضايا الوطن والأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. نعم لقد نالت العصابات الصهيونية المارقة من قلعتنا كمبنى وسور ومكاتب أيضاً، لكنها لم ولن تستطيع أن تنال من عزيمتنا وإرادتنا، لأننا نؤمن بأن الكلمة عهد والعهد لا يتبدل ولا يختلف، وسنحفظ العهد ونواجه هذا الصلف الصهيوني والتحدي بإحياء الكلمة في النفوس والوجدان ونقف بعزة وشموخ كشموخ جبال اليمن صامدين رافعي الرؤوس لا ننحني إلا لله وحده جل في علاه. سنكتب ونوثق لهذه المرحلة التاريخية التي تحولت فيها قلعة الإعلام اليمني (26 سبتمبر واليمن) إلى هدف رئيسي ومباشر لآلة الموت الصهيونية التي صبت عليها النار بعشرات الأطنان من القنابل والصواريخ الفتاكة التي تجاوزت قوتها التدميرية مقر الصحيفتين لتطال الأحياء السكنية المجاورة وتتسبب بدمار منازل المواطنين واستشهاد العشرات منهم في هذه الجريمة المركبة. وبقدر الألم الذي لا يزال يعتصر قلوبنا إلا أننا نشعر بالفخر والاعتزاز بمآثر الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة تربة الوطن في أقدس معركة شاركوا فيها بأقلامهم وعدسات كاميراتهم ونشاطهم الإعلامي الواسع لإسناد إخوة لهم حوصروا في قطاع غزة وذُبحوا على أيدي القتلة الصهاينة. سيتخلد شهداؤنا في سفر التاريخ وسنعيد بناء قلعتنا بعون الله لتكون منارة للوعي ومنبراً للكلمة الحرة أكثر مما كانت عليه قبل أن تطالها يد الغدر والإرهاب الصهيوني. لن يخفت صوتنا ولن تنكسر أقلامنا أو يجف مدادها لأنها تستقيه من دمائنا ليتوهج ضوء الحقيقة ساطعاً في سماء حرية الرأي والتعبير لتجسيد آمال وتطلعات شعبنا في تحقيق كل ما يصبو إليه من رفعة ومجد وعزة وإباء. سنجعل من هذه المحنة منحة وسنتجاوز كل الصعاب مهما اشتدت قساوتها بفضل الله وتعاون قيادتنا الحكيمة وبإخلاص ووفاء زملائنا الذين يدركون جميعاً أننا نكتب للتاريخ وليس للحظة!