القوات الأمريكية تتهالك مع سلسلة من حوادث سقوط الطائرات ومشاكل لوجستية، كلها تقع تحت خانة الثغرات التشغيلية والعملياتية لدى الجيش الأمريكي بشكل عام، والبحرية بشكل خاص. وفي جديد مشاكل البحرية، أعلن المعهد البحري الأمريكي عن تحطم طائرة من طراز إف/إي-18 إف سوبر هورنت، ومروحية من طراز إم إتش-60 آر سي هوك، تابعتين لحاملة الطائرات نيميتز في بحر الصين الجنوبي، في حادثتين منفصلتين. ووفقاً لتقرير اعلامي، فقد ذكر المعهد أن الحادثتين وقعتا بعد مغادرة الحاملة نيميتز المنطقة بأيام عقب العدوان الأمريكي على اليمن، إذ دخلت الحاملة بحر الصين الجنوبي في السابع عشر من أكتوبر. وفي معرض تعليقه على الحادثة، وصف ترامب حادثتي التحطم المتتاليتين بغير العاديتين، زاعمًا احتمال وجود مشكلة في الوقود قد تكون السبب، أي من الممكن أن يكون الوقود سيئًا. وقال: "من غير المألوف جدًا أن يحدث هذا". تأتي هذه الحوادث في سياق حوادث سابقة طالت طائرات أمريكية تعمل في مناطق كالبحر الأحمر، ما يثير تساؤلات جدية عن معدلات جاهزية الطائرات ومشاكل الصيانة واللوجستيات والضغوطات التشغيلية. فقد فقدت البحرية الأمريكية خمس طائرات مقاتلة من طراز إف/إي-18 خلال أقل من عام. ففي أغسطس الماضي، تحطمت طائرة مماثلة قبالة سواحل ولاية فرجينيا، كما خسرت البحرية طائرتين أخريين من الطراز نفسه في أبريل ومايو، أثناء تنفيذ عمليات عدوانية من على متن حاملة الطائرات ترومان ضد اليمن، وما رافق ذلك من معارك بحرية شرسة بين القوات اليمنية والبحرية الأمريكية في البحر الأحمر. وفي ديسمبر الماضي، أُسقِطت طائرة أخرى من الطراز نفسه، كانت تعمل على متن ترومان، بصاروخ أُطلِق عن طريق الخطأ من الطراد يو إس إس غيتيسبرغ، وفق الرواية الأمريكية. من جانب آخر، كانت وول ستريت جورنال قد أشارت إلى قلق في واشنطن من تراجع النفوذ البحري الأمريكي. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن ترامب يُشرف بنفسه على مشروع عسكري جديد يحمل اسم "الأسطول الذهبي"، يهدف لتجديد القوات البحرية لتصبح أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التهديدات الحديثة. وأضافت الصحيفة أن المشروع يأتي في أعقاب تقييمات داخلية كشفت عن عجز الأسطول الحالي عن التصدي للتهديدات المتطورة، وعدم القدرة على مجاراتها، خصوصًا الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، والتي كشفت عن ثغرات في الدفاعات البحرية الأمريكية. وفيما يرى مراقبون أن المشروع بمثابة محاولة أمريكية لاستعادة الهيبة البحرية التي فُقِدت بعد سلسلة إخفاقات ميدانية في البحر الأحمر، يُشكك بعض الخبراء في جدوى المشروع، كونه سيحتاج سنوات طويلة، وقد تنتهي فترة ترامب قبل أن يرى النور.