أكدت مصادر اعلامية في بيروت،أن المشهد العسكري والأمني في جنوبلبنان يتسم بالتصعيد المستمر، في ظل خروقات صهيونية متواصلة لوقف إطلاق النار وضغط سياسي متزامن، يهدف، وفق المراقبين، إلى فرض شروط جديدة على الساحة اللبنانية. وأوضحت المصادر أن الساعات الماضية شهدت تصاعدًا في الاعتداءات، كان أبرزها استهداف مسيرة تابعة للاحتلال الصهيوني محيط منشرة خشب في بلدة البياض بقضاء صور جنوبلبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين لبنانيين شقيقين، وهما الشهيد حسن سليمان والشهيد حسين سليمان، وإصابة شخص من الجنسية السورية كان متواجدًا في المكان، مبينة أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تطال المدنيين. وأفادت أن الأرقام تؤكد استمرارية الاعتداءات الصهيونية، حيث تشير التقارير إلى تسجيل أكثر من أربعة آلاف خرق للسيادة اللبنانية منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار قبل قرابة عام، وقد أدت هذه الخروقات إلى ارتقاء قرابة ثلاثمئة شهيد، معظمهم من المدنيين. وأشارت ، إلى أن الأسبوع الماضي وحده شهد تصعيدًا لافتًا، حيث بلغ عدد الشهداء من المواطنين اللبنانيين أكثر من ثلاثة عشر شهيدًا، جراء استهداف آليات العدو لسيارات ودراجات نارية مدنية، بالإضافة إلى قصف غرف في عدد من المنازل السكنية. وبينت أن هذا التصعيد يترافق مع انتهاك مستمر للأجواء اللبنانية، حيث لوحظ تحليق متواصل ومنخفض للطيران المُسيَّر (الدرونز)، امتد ليشمل قرى الجنوب والبقاع، وصولًا إلى الضاحية الجنوبيةلبيروت، بمرافقة تحليق متقطع للطيران الحربي في خرق واضح للسيادة. وعلى الصعيد البري، قالت المصادر إنه تم تسجيل اعتداءات أخرى، من بينها إلقاء قنابل صوتية على تجمعات في بعض القرى الحدودية كبلدة مركبا، وتمثل أخطر الخروقات أمس بتقدم دبابة صهيونية وآليات وجرافات إلى منطقة "وادي البرج" بين بلدتي العديس ومركبا، حيث قامت قوات العدو بأعمال تجريف وهندسية قبل أن تنسحب نحو "الواديونين" ضمن منطقة التلال التي يسيطر عليها الاحتلال. وبينت أن التصعيد الميداني يتزامن مع ضغط سياسي مكثف، يتمثل في التهديدات الصهيونية، حيث يزداد التهويل في الإعلام العبري حول لجوء العدو إلى "خيار العملية الواسعة" بهدف "نزع سلاح حزب الله"، في محاولة لترهيب الداخل والخارج، بالإضافة إلى التهديدات الأمريكية بعد أن وصلت رسائل تهديد مباشرة من الإدارة الأمريكية عبر المبعوث جون باراك (John Barrack) الذي لوح بأن زيارته المقبلة للبنان قد تكون "الأخيرة". ونوهت إلى أن ما يشجع هذه المواقف والتهديدات الخارجية هو حالة الانقسام الداخلي في لبنان، وتبنّي بعض الفرقاء السياسيين للرؤية الصهيونية والأمريكية دون إدراك لحجم المخاطر التي تتهدد الأمن والاستقرار الوطني.