بعد عامين من تجميد الحوار اليمني- السعودي أو ما عرف بخارطة الطريق لإحلال السلام في اليمن، بسبب الدور الأمريكي المعرقل لتنفيذ التفاهمات التي توصلت إليها الاطراف منذ العام 2022م، بذريعة عمليات إسناد القوات المسلحة اليمنية للمقاومة في قطاع غزة، والذي شكل الموقف الاقوى والاكثر تأثيراً على العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي الذي حاول بكل السبل ممارسة الضغوطات العسكرية والسياسية والاقتصادية لإثناء اليمن عن موقفه وعملياته العسكرية المساندة لفلسطين، ومن تلك الضغوطات الايعاز إلى النظام السعودي بوقف تنفيذ استحقاقات السلام في اليمن.. وبعد أن فشلت كل محاولات النظام السعودي والاوراق التي حاول اللعب بها خلال العامين الماضيين، ها هو اليوم يعود إلى طاولة الحوار عبر الوسيط العماني ليجد الوفد الوطني المفاوض جاهزاً كعادته ببنود وملفات لا تقبل التأجيل أو المماطلة.. وأياً كانت نوايا السعودية في إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب والمماطلة مجدداً في البدء بتنفيذ الاستحقاقات المفضية للسلام، فإن القيادة الثورية والسياسية والعسكرية ومن خلفها أبناء الشعب اليمني الشرفاء، جاهزون بوعيهم المستنير للتعامل الجاد مع أية مستجدات أو سيناريوهات يحاول العدو اللعب من خلالها المماطلة أو التهرب. 26 سبتمبر – تقرير: عبدالحميد الحجازي ِجولة جديدة خلال الأيام الماضية بدأت في سلطنة عمان جولة جديدة من المفاوضات خلال اللقاء الذي جمع رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام مع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ.. الذي تركز بشكل أساسي على تنفيذ خارطة الطريق. وفي ذلك اللقاء أكد الاستاذ محمد عبدالسلام ضرورة استئناف العمل على تنفيذ ما تضمنته الخارطة وفي مقدمتها الاستحقاقات الإنسانية.. مشيراً إلى أنه لا يوجد أي مبرر للاستمرار في المماطلة. اللقاء مع المبعوث الأممي حضره أيضاً معين شريم النائب السابق للمبعوث الأممي إلى اليمن المكلّف ببحث موضوع العاملين في بعض المنظمات الدولية المحتجزين في صنعاء،.. حيث أكد وفدنا الوطني في هذا الجانب أن اليمن لا مصلحة له باحتجاز أي شخص يعمل في المنظمات دون مسوّغ. وعرض الوفد معلومات من الجهات الأمنيّة تكشف الدور التخريبي الذي قام به المحتجزون.. مؤكداً أن الأجهزة المعنيّة مستعدّة لعرض الأدلّة والوثائق التي تثبت تورّطهم في أنشطة تجسّسية تحت غطاء العمل الإنساني. تلويح بالتصعيد ويرى متابعون أن استئناف المفاوضات اليمنية – السعودية جاء عقب تلويح يمني بالتصعيد مجدداً مع رفض السعودية تنفيذ استحقاقات ما بعد اتفاق الهدنة والانتقال إلى مرحلة الاستقرار الدائم. ويرى مراقبون أن ما دفع صنعاء إلى إطلاق هذه التهديدات التي تمثل رسالة تحمل في مضامينها المزيد من الضغط باتجاه إنها حالة اللا سلم واللا حرب التي تعيشها اليمن منذ أبريل من العام 2022، وما ترتب على هذه الحالة من تداعيات على حياة ومعيشة الشعب اليمني في ظل استمرار الحصار والحرمان من استغلال الثروات والموارد في تخفيف معاناة الشعب اليمني. تسريبات للخارطة وبحسب التسريبات التي تداولتها وسائل الاعلام ولم تؤكد من جهات رسمية، فإن خارطة الطريق للحل السياسي في اليمن تتضمن ثلاث مراحل تنفذ على مدى ثلاث سنوات، المرحلة الأولى ستة أشهر، وتشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار في البر والبحر والجو، وفتح الطرق والمطارات، وإزالة القيود المفروضة على الموانئ. كما تتضمن صرف مرتبات موظفي الدولة وفق كشوفات العام 2014، وتنفيذ إجراءات اقتصادية لتحسين الوضع المعيشي، إضافة إلى الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، وتهيئة مناخ إيجابي إعلامي وسياسي وإنساني. أما المرحلة الثانية، ومدتها ستة أشهر أَيْضًا، فتقضي باستمرار تنفيذ بنود المرحلة الأولى، إلى جانب خروج القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية، والسماح بتطوير إنتاج وتصدير النفط والغاز بإشراف لجنة اقتصادية مشتركة، فضلًا عن وضع تصور متكامل لإعادة إعمار البلاد. في حين تمتد المرحلة الثالثة لعامين، وتشمل تشكيل حكومة وطنية انتقالية توافقية، وإطلاق حوار يمني شامل، والشروع فعليًّا في عملية إعادة الإعمار، مع إشراف دولي على تنفيذ بنود الاتّفاق. ويُعد هذا الاتفاق – بحسب مراقبين– خطوةً مفصليةً قد تمهّد لإنهاء الحرب والحصار المُستمرّ منذ أكثر من10 سنوات وفتح صفحة جديدة من الاستقرار في اليمن والمنطقة. السلام أو الحرب السعودية كانت ولازالت رأس الحربة في العدوان على اليمن، وتتحمل ومعها الإمارات كل تداعيات الاوضاع والمعاناة المعيشية والاقتصادية التي يعانيها اليمنيون منذ عشر سنوت، وهما ( السعودية والامارات) أيضاً من يمسكان بزمام المرتزقة من حكومة الفنادق وما يسمى بالمجلس الانتقالي وكل العملاء الذين دفعتا بهم لتخريب اليمن بما في ذلك التنظيمات الارهابية من القاعدة وداعش.. ووفقا لتلك الاعتبارات، فإن المملكة العربية السعودية تجد نفسها اليوم أمام تحد جدي يضعها أمام خيارين "إما السلام وإما الحرب"، وعليها أن تختار أقلهما كلفة عليها، خاصة إذا ما أخذت في الاعتبار ما شهدته موازين القوى من تغيرات خلال السنتين الأخيرتين، حيث صارت تميل لصالح صنعاء والمناطق الحرة التي تضاعفت قوتها مرات عديدة، وشهدت ترسانتها العسكرية تطوراً نوعياً كبيراً على جميع المستويات، بدلالة ما أسفرت عنه العمليات العسكرية التي نفذتها ضد الكيان الإسرائيلي وحلفائه خلال فترة العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك المواجهات التي دارت بين قوات صنعاء والقوات البحرية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر. تسوية شاملة من جانبه كشف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، الخميس، عن كواليس اللقاءات في العاصمة العمانية، مسقط. وأفاد المبعوث في بيان لمكتبه بأن اللقاءات شارك فيها مسؤولون عمانيون، وتناولت الدفع نحو تسوية شاملة في اليمن من خلال استئناف العملية التفاوضية والوصول إلى اتفاق يضع حدًا للحرب. ضغوط خارجية عدَّ مستشار المجلس السياسي الأعلى، محمد طاهر أنعم، اللقاء الذي جمع المبعوث الأممي برئيس وفد صنعاء ضمن محاولات إعادة المسار الذي تحاول السعودية التهرب منه، موضحًا أنه تم إبلاغ المبعوث بوجود انزعاج شعبي من المماطلة السعودية وأن الوقت حان لتنفيذ التسويات وتطبيق الاتفاقيات التي تم التوصل إليها. وكشف أنعم وجود ضغوط خارجية "أمريكية – صهيونية" بهدف إبقاء ملف اليمن مفتوحًا، وهو ما عدَّه لا يخدم اليمن ولا السعودية، باعتبار أن القيادة السياسية والثورية والعسكرية ماضية في انتزاع الحقوق كاملة. مصير المرتزقة جدد عبد الله النعيمي، عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، تأكيده على تنفيذ خارطة الطريق، على أن يبقى مصير "المرتزقة" إما السجون السعودية أو إحالتهم للقضاء في اليمن، مؤكدًا أنهم تسببوا في خراب بلدهم وقتل شعبهم، إضافة إلى توريط السعودية بحرب عبثية وخسائر فادحة. إنذار أخير أبدت نخب ومراقبون في العاصمة صنعاء، خيبة أمل في المحاولات السعودية للتهرب من استحقاقات السلام في اليمن.. حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع الحراك الدبلوماسي للتهدئة. وتوقع مُغردون على مواقع التواصل الاجتماعي بدء نقل ملف المفاوضات اليمنية – السعودية من محمد عبدالسلام، رئيس الوفد، إلى العميد يحيى سريع، المتحدث الرسمي للقوات اليمنية، في إشارة إلى إمكانية استئناف العمليات العسكرية ضد السعودية. وأشار هؤلاء إلى أن الشعب اليمني مستعد للصبر على الحصار والمواجهة، على أن تظل السعودية تتحكم بمصيره. كما عدّوا ما طرحه عبدالسلام خلال مفاوضات مسقط إنذارًا أخيرًا وليس نقاشات. وكانت السعودية قد استأنفت الأسبوع الماضي حراكها الدبلوماسي للتهدئة مع صنعاء، لكن المؤشرات تؤكد استمرارها بالمماطلة والتهرب من استحقاقات تنفيذ خارطة الطريق في اليمن. ايقاف مخصصات وفي خطوة يراها البعض أنها تصب في تنفيذ خارطة الطريق للسلام في اليمن، قالت مصادر إن السعودية أوقفت رواتب ومخصصات من يسمى برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وأعضاء المجلس. واضافت المصادر ان الاجراء جاء بعد اشتراط صنعاء على السعودية استبعاد المجلس الرئاسي من اي تفاهمات من اجل السلام.