الشهادةُ مكانةٌ عظيمةٌ منحها المولى عزّ وجلّ لمن يطلبها ويتحرّك لينالها، ويبحث عنها في الميدان والمواجهة مع أعداء الدين والأمة. الشهداء هم الشرفاء الأخيار الذين بايعوا الله بدمائهم وأرواحهم، وجادوا بالنفس والتضحية في سبيل الله، ونصرة المستضعفين، ومواجهة قوى الاستكبار والهيمنة: أمريكا والصهاينة، ومن والاهم من أنظمة التطبيع والخيانة والعملاء المرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأعداء الأمة، مقابل الخنوع والتخاذل ومعاداة أولياء الله والمجاهدين المقاومين للمشروع الأمريكي والصهيوني ومخططهم الاستعماري في المنطقة. ذكرى الشهيد السنوية في بلادنا اليمن لها مكانتها وزخمها وعظمتها، تستلهم منها الأجيال اليمنية مآثر التضحيات والشجاعة في المواجهة مع الأعداء، وهي مدرسة لشحذ الهمم والاقتداء بمن سبقوهم في ميادين البذل والسخاء والعطاء العظيم، والجود بالدم والنفس، والوفاء بمبادئ التحرك في سبيل الله، وتحقيق النصر على الأعداء مهما كانت الأثمان والكلفة. ومقابل الشهادة، هناك نصر محتوم وعزّة وكرامة للأمة. ومن أعظم المهام والواجبات الدينية والوطنية الدفاع عن الأرض والعِرض، وهو ما يستدعي منّا جميعًا الوقوف بإجلال وإعزاز وتقدير لتلك التضحيات والمآثر البطولية التي يقدمها رفاق السلاح من الأبطال المجاهدين في القوات المسلحة والأمن، الذين بذلوا أرواحهم وأنفسهم في سبيل الله، وعزّة وكرامة الشعب اليمني الحر الصامد. ومن أجل تلك التضحيات، فالشهادة هي التجارة الرابحة مع الله. وإن الحديث عن عظمة الشهادة، ومن ينالها من الشهداء الأبرار أحرار الوطن، حديثٌ له شجون في قلوبنا ووجداننا، لما لهم من فضل عظيم ومكانة رفيعة عند المولى عزّ وجلّ. فالشهداء قرناء الأنبياء والصديقين، لأن البذل والعطاء بالروح والنفس في أعزّ بقاع الله وأطهرها، في معارك الحرية والعزّة والاستقلال، والذود عن مقدّرات الوطن وكرامة الشعب، هو أغلى ما يملكه الإنسان. خاصةً ووطننا وشعبنا اليمني الحر يواجه عدوانًا ظالمًا، وحصارًا جائرًا، وتجويعًا وتركيعًا لعزّته، وإذلالًا لكرامته، واحتلالًا لأرضه من قبل طغاة الأرض ومستكبريها من الأعداء الأمريكان والصهاينة، وعربان الخزي والعار، ممالك الشيطان وأنظمتها المطبّعة في السعودية والإمارات، ومن يدور في فلكهم من العملاء الخونة والمرتزقة المأجورين، الذين يحاولون بعدوانهم الهمجي، وحربهم الاقتصادية، وحصارهم الخانق، تركيع شعب الإيمان والحكمة، وإخضاعه للعبودية والوصاية والهيمنة. الأمر الذي استدعى أحرار وشرفاء اليمن، وعلى رأسهم قيادتنا الثورية ممثلةً بالسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين - حفظه الله - وقيادتنا السياسية والعسكرية، ووقوف أبناء الشعب وقبائله الأبية، بحزم وشموخ، للدفاع عن الوطن، وإسناد إخواننا المستضعفين في فلسطين الذين يواجهون العدو الصهيوني وداعميه: أمريكا ودول الغرب الكافر، وخيانة أنظمة التطبيع والعمالة من الدول العربية. وما حققه أبطال قواتنا المسلحة في المواجهة في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وقطع الملاحة الصهيونية والأمريكية والبريطانية، وضرب العمق الصهيوني بالصواريخ الفرط صوتية والانشطارية والمسيّرات، لهو صورة عظيمة من التلاحم الأخوي والعروبي، ووحدة ساحات المقاومة، لم يشهد لها التاريخ مثيلًا في وجه هذا الاستكبار، ومهما كانت التضحيات فشهداء المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن هم عنوان النصر على الأعداء. والرحمة والخلود لهم، ونحن على آثارهم سائرون، حتى ننال عظمة الشهادة وعزّة الانتصار.