العميد: الهيثم منصور نمران/ العظماء يخلدهم التاريخ في أنصع صفحاته ويسجل مآثرهم وبطولاتهم وتضحياتهم في سفر النضال والكفاح والمصير بأحرف من نور لتتناقلها الأجيال المتعاقبة جيلا بعد جيل، من أولئك العظماء شهداؤنا القادة الذين تركوا رغيد العيش وكراسي المناصب وهيلمان الجاه والسلطة وآثروا على أنفسهم ذلك النعيم ليستبدلوه بالبيعة الرابحة مع الله وتقديم الروح والدم والمال في سبيل الله ونصرة المستضعفين والدفاع عن الدين والوطن وعزة الشعب وكرامة أبنائه وحريتهم واستقلالهم من أعداء الأمة وقوى الاستكبار وطغاة العصر ومخططاتهم الاستعمارية والهيمنة على حرية الشعب وفرض الوصاية والتبعية في كل مجالات الحياة.. سيدي هاشم الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري رضوان الله عليه جسد في حياته ملحمة الأحرار التي تستحق البذل والعطاء والتضحية في أرقى مستوى وجسد في تحركه قيم ومبادئ الصدق والوفاء التي نهلها من المسيرة القرآنية الجهادية على يد مؤسسها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه عندما تلقى منارة العلم منها وعززت فيه الروح الجهادية ورسخت فيه النفسية المؤمنة الصادقة روحا وفكرا وجسدا لتكون تلك النواة الوقادة لانطلاقة البطل المجاهد سيدي هاشم وما زاد في علمه وفكره الجهادي وحنكته القيادية في مسارات العطاء ارتباطه الوثيق بعلم الهدى ونور الحق السيد القائد المجاهد عبدالملك بن بدر الدين سلام الله عليه وما اكتسب منه من معارف وعلوم في الدين والجهاد ليزداد بذلك إيمانا ويقينا خلال مسيرته الجهادية وحياته العملية والتي عرفناه فيها مجاهدا وقائدا في ميادين العطاء والبذل، في مواقع الشرف والبطولة والتضحية، مقداما في تنفيذ المهام والواجبات المقدسة المسندة إليه .. لقد ربحت البيعة يا شهيدنا البطل وفزت بالمكانة العظيمة التي وهبها الله لعباده من الأنبياء والصديقين والشهداء، ونلت ما كنت تتمناه وتنقله لنا في لقاءاتك ومحاضراتك وأنت تدرسه لأبناك ورفاق دربك من المجاهدين في الثغور والجبهات، وكنت تزرع في نفسياتنا روحية الجهاد والثبات في المواجهة والتي مثلت وقودا لصنع الانتصارات وما تلك الإنجازات التي تحققت في ميادين القتال والتدريب والتصنيع الحربي لكافة الأسلحة والتطوير إلا ثمرة من ثمار اقتطفناها على يديك وليس نحن فقط فقد لمسها المجاهدون في غزةوفلسطين وكل أحرار وشرفاء العالم الحر.. نعم فأنت من أرسيت قواعد المواجهة مع قوى الاستكبار وطغاة العصر أمريكا والغرب والكيان الصهيوني في أشرف وأنبل معركة توجتها بدمائك الطاهرة وخضت ملحمتها بمواقف صادقة خلال تحملك هذه المهمة الشاقة في إسناد ونصرة غزة بمجاهديها وأطفالها ونسائها وشيوخها الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم آلة الحرب الصهيونية وخذلهم إخوانهم في الدين والعروبة من أنظمة العمالة والخيانة والتطبيع فلم يتركهم الله وحدهم ورعاهم بإخوان الصدق والوفاء من يمن الإيمان والحكمة وكنت في مقدمة الصفوف رمزا إنسانيا عظيما لنصرة غزة وإسنادها بكل ما أعطاك الله من حكمة وحنكة فخضت معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بكفاءة واقتدار وتميز في الإدارة والتخطيط والابتكار في التصنيع والتطوير حتى ارتقت روحك الطاهرة ودماؤك الزكية إلى بارئها. وفي هذا المقام نجدد عهدنا لقائد مسيرتنا وثورتنا السيد القائد المجاهد عبد الملك بن بدر الدين يحفظه الله وقيادتنا السياسية والعسكرية وأبناء الشعب الأحرار ووفاء لدماء شهيدنا البطل سيدي هاشم الغماري رضوان الله عليه وشهدائنا في اليمنوفلسطينوغزة هاشم موحد أننا سنظل مقاتلين أشداء في المواجهة مع الأعداء .. متحلين بالجهوزية واليقظة العالية والروح المعنوية الجهادية التي حملها قادتنا وشهداؤنا في يمن الإيمان وفلسطين ومحور المقاومة حتى زوال الكيان الصهيوني من أرض فلسطينالمحتلة، سائرين على نهج شهدائنا القادة مهما كانت التضحيات والتحديات ولا نامت اعين الجبناء. *مساعد قائد المنطقة العسكرية السابعة