فيما يطالب الضامنون بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية خدمةً لمجرمي حرب الإبادة الصهيونية، يواصل كيان الاحتلال انتهاكاته وخروقاته اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. خروقات متكررة وانتهاكات متواصلة وجرائم يومية يرتكبها الاحتلال الصهيوني رغم اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي وقّعه العدو الصهيوني في مؤتمر السلام بمدينة شرم الشيخ المصرية، بضمانة كل من مصر وقطر وتركيا والولاياتالمتحدةالأمريكية. إلا أن الاحتلال لا يُلقي للاتفاق بالًا، ولا يُعير الضامنين أي اعتبار، ويستمر في شن غارات جوية بشكل يومي، بالتزامن مع تنفيذ قصف مدفعي وبحري وعمليات نسف منازل في عدة مناطق بالقطاع، ما يسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة آخرين من أهالي القطاع من الأطفال والنساء والمدنيين. في التقرير التالي، سنتناول تطورات الأوضاع في قطاع غزة والانتهاكات المتواصلة والخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار من جانب كيان الاحتلال الصهيوني... فإلى التفاصيل: موسى محمد حسن لم تتوقف الخروقات والانتهاكات الصهيونية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ اليوم الأول لتوقيع الاتفاق في العاشر من أكتوبر الماضي. فكل يوم يرتقي عدد من الشهداء ويُصاب آخرون من أهالي القطاع جراء ما يرتكبه العدو الصهيوني من غارات جوية وقصف مدفعي في مناطق متفرقة من القطاع. وفي هذا السياق، أفاد مراسلو قنوات إخبارية بأن طيران الاحتلال الصهيوني شن عدة غارات جوية على مناطق شرقي مدينة خان يونس، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف وعمليات نسف منازل في شمال شرقي المدينة، فيما أطلقت زوارق حربية صهيونية النار في بحر رفح جنوبي القطاع. شهيد برصاص الاحتلال شرقي مخيم البريج وفي سياق الخروقات المتكررة والجرائم اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة، استُشهد مواطن فلسطيني يوم السبت الماضي باستهداف قوات الاحتلال شرقي مخيم البريج وسط القطاع، في استمرار لانتهاكات وقف إطلاق النار. وأفاد مصدر محلي في القطاع باستشهاد المواطن أحمد نمر نصار بقصف مدفعي قرب التل الأخضر شرق مخيم البريج.. وشنت طائرات الاحتلال الصهيوني، السبت الماضي، غارات جوية على مدينتي غزة وخان يونس، في خروقات جديدة للاتفاق. وأفادت مصادر محلية بأن الطائرات أغارت على المناطق الشرقية لمدينة غزة، وعلى المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي شرق المدينة.. كما واصلت قوات الاحتلال تنفيذ عمليات نسف وتدمير لمبانٍ سكنية ومنشآت شرق مدينة غزة. ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، ارتكبت قوات الاحتلال عشرات الخروقات، ما أسفر عن 242 شهيدًا ومئات الإصابات. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت الماضي، ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 69,169 شهيدًا و170,685 مصابًا منذ أكتوبر 2023. وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إن "مستشفيات القطاع استقبلت 10 شهداء (منهم شهيد جديد و9 انتشال)، إضافة إلى 6 مصابين خلال آخر 72 ساعة".. كما أن بيانات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة وحركة حماس تؤكد ارتكاب الاحتلال عشرات الخروقات للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025.. وذكرت أن "عددًا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم". وأوضحت أنه "منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025، وصل إجمالي الشهداء إلى 241، وإجمالي المصابين إلى 614، وإجمالي الانتشال إلى 522". وفي السياق، قال مسؤولون طبيون في غزة، السبت الماضي، إنهم تسلموا جثامين 15 فلسطينيًا أعادهم الاحتلال إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بموجب الاتفاق، وذلك بعد يوم من تسلم الاحتلال جثة أحد أسراه من المقاومة عبر الصليب الأحمر، وأعلن أن الجثة تعود للأسير الرقيب ليؤور رودايف. تضارب أمريكي–صهيوني حول إدخال المساعدات ونقلت وسائل إعلام صهيونية، السبت الماضي، عن مصادر في كيان الاحتلال قولها إن "واشنطن سيكون لها دور جزئي في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، وذلك ردًا على تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة، قالت فيه إن الولاياتالمتحدة حلت محل "إسرائيل" في الإشراف على المساعدات، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. ونقلت القناة 12 العبرية عن مصادر صهيونية لم تسمها، قولها إن "الأمر لا يتعلق بنقل صلاحيات أو مسؤوليات من إسرائيل إلى الأمريكيين، بل إن واشنطن ستكون جزءًا من بلورة وتنفيذ آليات التنسيق والمراقبة والإشراف المتعلقة بالمساعدات الإنسانية". وأكدت المصادر أن ذلك سيكون "بالتعاون الكامل مع الجهات الأمنية الإسرائيلية"، وأضافت أنه "لم يطرأ أي تغيير على سياسة إدخال المعدات ذات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري) إلى القطاع، وكل قرار في هذا الشأن سيتم تنسيقه والتصديق عليه بالكامل داخل إسرائيل".. فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس، أن الولاياتالمتحدة أصبحت تتولى بشكل كامل إدارة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال مركز العمليات الأمريكي في كريات غات جنوب الأراضي المحتلة، المعروف باسم CMCC، الذي يضم ممثلين عن 40 دولة ومنظمة. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمريكي قوله إن "الإسرائيليين باتوا جزءًا من المحادثات، لكن القرار النهائي بأيدينا". يأتي ذلك فيما تتزايد الانتقادات الدولية لتأخر وصول المساعدات، إذ تؤكد حركة "حماس" والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال يخرق البروتوكول الإنساني للاتفاق، مشيرين إلى أن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل يوميًا لا يتجاوز 145 من أصل 600 شاحنة تم الاتفاق عليها. مصر تجدد مطالبتها بالانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق وفي القاهرة، جددت مصر مطالبتها الأطراف المعنية بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، خلال اتصال مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن المرحلة الثانية يجب أن تشمل الجوانب السياسية والتنموية والإنسانية، إضافة إلى إطلاق عملية إعادة الإعمار وضمان تدفق المساعدات بما يتناسب مع احتياجات سكان القطاع.. وأشار عبدالعاطي إلى أن مصر تستعد لاستضافة "المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة" خلال نوفمبر الجاري، مؤكدًا أن تنفيذ الاتفاق بالكامل هو "الضمان الوحيد لاستقرار الأوضاع ووقف الانتهاكات". الضامنون وسلاح المقاومة وبينما يواصل الاحتلال الصهيوني جرائمه وخروقاته اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار، يخيم الصمت على الوسطاء والضامنين إزاء هذه الجرائم، لكنهم يرفعون أصواتهم ويكثفون تحركاتهم في اتجاه نزع سلاح المقاومة الفلسطينية. فنجدهم تارة يجتمعون لمناقشة إنشاء قوات دولية للسيطرة على القطاع، وتارة أخرى يصرحون عبر منابرهم الإعلامية بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة ودعوة حركة حماس لتسليم سلاحها، بزعم أن ذلك سيمنع عودة الحرب ويحفظ أمن الفلسطينيين. وكأن العدو الصهيوني لا يملك سلاحًا يدافع به عن نفسه، ولا صواريخ ولا دبابات ولا طائرات حربية ومسيرة، ولا قنابل نووية تهدد أمن المنطقة والعالم أجمع. لكن همّ الوسطاء والضامنين هو السلاح الذي يدافع به الفلسطيني عن نفسه وكرامته وحقوقه المشروعة في تقرير مصيره وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة.