بين الأمس واليوم تتنوع مؤامرات ومخططات أعداء الأمة وأدواتهم، وتتعدد الوسائل والأساليب المتربصة باليمن أرضا وشعبا ، ومن الاستعمار البريطاني بالأمس إلى الاحتلال الأمريكي الصهيوني والغربي اليوم ، والنوايا الحاقدة والخبيثة هي نفسها والهدف المبيّت واحد وهو اليمن بموقعه الجغرافي وإطلالته البحرية غربًا وجنوبًا، وإشرافه على أهم ممر بحري تجاري يربط بين الشرق والغرب وما بينهما، وتمر عبره معظم التجارة العالمية؛ فكان وما زال باب المندب والبحران الأحمر والعربي، والأرض اليمنية، محط أطماع الغزاة والمحتلين. في الذكرى ال58 ليوم الجلاء ال30 من نوفمبر ورحيل آخر جندي بريطاني من أرض اليمن التقت "26 سبتمبر" بعدد من القادة العسكريين والميدانيين من جبهات العزة والكرامة وسجلت انطباعاتهم .. إلى التفاصيل . لقاءات / نبيل السياغي – أحمد طامش العميد الركن/ صالح محمد معيوف - قائد محور صعدة - قال: - الثلاثون من نوفمبر المجيد هو يوم العزة والنصر المبين والاستقلال والحرية بإجلاء وطرد آخر جندي بريطاني نتيجة النضال والكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني البغيض في جنوب الوطن، والذي ناضل من أجلها الثوار والأحرار في جنوب الوطن بكل إرادة وعزيمة لا تُقهر، ولم يستسلموا لهذا المستعمر رغم ما استخدمه من وسائل قمع وتدمير وقتل لأبناء الشعب، بل زادهم ذلك قوة وصلابة وتصميمًا على طرد وإجلاء المحتل البريطاني عن الأرض اليمنية الطاهرة. إنه يوم سطّر مجده التاريخ النضالي لشعبنا العظيم، ورحل الاستعمار البريطاني عن جنوب الوطن بعد احتلال دام لأكثر من 129 عامًا، واكتملت سيادة الوطن بعد أن خاض مناضلو ثورة 14 أكتوبر نضالات مستمرة وقدموا تضحيات كبيرة في معارك حرب التحرير ضد المستعمر في جنوب الوطن ليصنعوا فجر الاستقلال في ال30 من نوفمبر 67م بإجلاء آخر جندي بريطاني عن أرضنا الطاهرة في الجنوب. لقد كان لأبناء الوطن مواقف بطولية شجاعة في النضال ضد الاستعمار الغاشم الذي ظل عقودًا من الزمن محتلًا للمحافظات الجنوبية والشرقية، واستطاعوا صنع الحرية وطرد الغزاة المحتلين وإفشال المخططات الاستعمارية والحفاظ على الهوية اليمنية. يهلّ علينا العيد ال58 للاستقلال واليمن الموحد يواجه عدوانًا واحتلالًا في جنوب الوطن من قبل أعداء الأمة: أمريكا وإسرائيل وأدواتهم من أنظمة التطبيع والخيانة، نظامي آل سعود وآل زايد، وعملاء الداخل المرتزقة لإبقاء يمن الإيمان والحكمة، يمن الحضارة والتاريخ، تحت الوصاية والتبعية والهيمنة الخارجية. ولكن اليمنيين قيادةً وحكومةً وشعبًا وقواتٍ مسلحةٍ وقبائلَ اليمن تصدّوا ويستعدون لهم بكل قوة وعزم وثبات لإفشال مخططاتهم، للحفاظ على وحدة وحرية واستقلال الوطن أرضًا وعزّة وكرامةً لشعبنا اليمني الذي سيظل يحيي ويحتفل بال30 من نوفمبر جيلًا بعد جيل لعظمة هذا التاريخ الفارق في حياتهم، وفخورًا بتضحيات ونضالات الثوار والشهداء الأحرار الذين جادوا بكل ما يملكون من أجل طرد وإخراج المستعمر البريطاني من جنوب الوطن ونيل الحرية والاستقلال لوطننا الحبيب. حدث تاريخي * العميد/ صالح الحاوري مساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة قال: - ال30 من نوفمبر المجيد حدث تاريخي له مكانته الخاصة في وجدان وقلوب كل أبناء الشعب اليمني، لأنه يوم النصر العظيم على غزاة وجبابرة الأرض، والتاريخ يشهد بذلك الانتصار على الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس لاتساع رقعة مستعمراتها. ال30 من نوفمبر التاريخي هو يوم خالد في تاريخنا وحياتنا، يوم خروج آخر جندي بريطاني من أرضنا الحبيبة عدن، لأنه وعلى مدى 129 عاماً من الاستعمار البريطاني للمحافظات اليمنيةالجنوبية استطاع أبناء اليمن دحر وطرد المستعمر وإجلاء آخر جندي بريطاني، وذلك بتضحيات الأحرار والثوار والمناضلين الأبطال الذين لقّنوا المحتل والمستعمر البريطاني أقسى الدروس في التضحية والفداء. إن ال30 من نوفمبر تاريخ شعب عريق ضحّى بآلاف الشهداء العظماء في سبيل دحر غزاة ومحتلي أرضه، وولّى من غير رجعة. وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة في وجدان اليمنيين يحتفل أبناء الشعب اليوم بهذه الذكرى العظيمة، وهم يمرون بأوقات عصيبة جراء العدوان والحصار الغاشم والظالم على بلادنا من قبل العدو الصهيوأمريكي وأذنابهم من آل سعود ودويلة الإمارات ومن يدور في فلكهم، وعلى مدى ثمانية أعوام من عدوان النظامين السعودي والإماراتي، وعامين من الموقف المشرف لليمنيين وأحرار العالم، الموقف المبدئي الديني والإنساني والأخلاقي مع إخوتنا الفلسطينيين والمجاهدين في غزة العزة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دعماً لأبناء غزة ومجاهدي المقاومة الإسلامية في معركتهم ضد الكيان الصهيوني طوفان الأقصى وكانت المواجهة في أوجها في أعالي البحار لقطع الملاحة الصهيونية وضرب عمق الكيان بالصواريخ والمسيرات. وواجه اليمن بقيادته المجاهدة الإيمانية، السيد القائد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله وقيادتنا السياسية والعسكرية المخلصة، وإلى جانبها أبطال القوات المسلحة ومجاهدوها الأفذاذ، ووقوف أبناء الشعب اليمني وقبائله صفاً واحداً في خندق المواجهة. وبفضل الله سبحانه وتعالى، وبصمود شعبنا اليمني، وبثبات مقاتلي قواتنا المسلحة، انكسرت شوكة أمريكا والغرب والكيان الصهيوني كما اندحر الغزاة والمحتلون أسلافهم في 30 نوفمبر 1967م. لقد شكّل ال30 من نوفمبر حدثاً عظيماً ونقلة نوعية في مسيرة نضال شعبنا ضد المستعمر البريطاني المحتل، وأُرغم على الرحيل تحت الضربات الموجعة التي تلقّاها من أحرار وشرفاء الوطن الذين اعتبروا الكفاح المسلح الطريق الوحيد لإجبار المستعمر البريطاني على الرحيل، وعلى مبدأ أن ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، فتحقق النصر العظيم على أعتى وأقوى محتل على وجه الأرض. ومن هنا يجب علينا أن نستلهم من 30 نوفمبر صمودنا وثباتنا في مواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي والسعودي الإماراتي وكل من تحالف معهم، الذين لا يختلفون عن المحتل البريطاني البغيض، فما مارسه المحتل في الماضي من الإجرام ومحاولة إذلال كرامة الإنسان اليمني يمارسه أعداء اليوم في جزء من أرض الوطن دون رادع، فقد اجتازوا حدود الإجرام وتجردوا من كل قيم الدين والإنسانية، ولا نامت أعين الجبناء. إرادة شعبية * العميد الركن/ أحمد عبدالله السياني – مستشار رئيس هيئة الإسناد اللوجستي – قال: - يمثّل ال30 من نوفمبر تتويجًا لكفاحات الشعب اليمني ونضالاته ضد الاستبداد والاستعمار الأجنبي، وتجسيدًا حقيقيًا لإرادته في نيل الحرية والاستقلال من براثن الاحتلال الذي جثم على أرضه الطاهرة ردحًا من الزمن، وهو يعاني ويلات ومآسي هذا المحتل الغاصب لأرضه وخيراته وكرامة شعبه، الذي ينشد الحرية والانعتاق من الظلم والوصاية والهيمنة والتبعية للخارج. لقد كانت القوى الحرة التحررية في شمال الوطن وجنوبه تتحرك ليل نهار لطرد هذا المستعمر البغيض، فما كان من أبناء اليمن إلا التوجه بكل قدراتهم المتواضعة إلى ميادين الشرف والعزة والكرامة، والتصدي للاستعمار البريطاني ومواجهته بمختلف الوسائل والإمكانات، حتى تمّ طرد آخر جندي بريطاني من أرض جنوب الوطن. وها هو المستعمر الجديد يكشف عن حقده وعدوانه الغاشم على شعبنا اليمني، ويسعى إلى احتلال أراضيه وتدنيس ترابه الطاهر، ولكن هذه المرة بأيادٍ عربية ومرتزقة ارتهنوا لقوى الاستكبار والظلم والاستعمار العالمي: أمريكا والكيان الصهيوني وأنظمة العمالة والتطبيع، لفرض أجنداته ومخططاته الهدّامة التي يسعى من خلالها إلى تركيع وإذلال شعبٍ حر والهيمنة على مقدراته وخيراته. فما كان من تلك القوى الإجرامية إلا شنّ عدوانٍ همجي وتحالفٍ شيطاني تتزعمه أمريكا وإسرائيل، وينفذه العملاء من نظامي آل سعود وآل زايد والمرتزقة، لكنه قوبل برفضٍ شعبي عارم وصمودٍ أسطوري أذهل العالم. وها هي قوى الاستكبار، وعلى رأسها أمريكا، تفرّ مندحرة في أعالي البحار رغم أساطيلها وحاملات طائراتها ومدمراتها، تجرّ خلفها أذيال الخزي والهزيمة أمام الضربات الموفقة لأبطال قواتنا المسلحة بصواريخهم ومسيراتهم وقدراتهم البحرية في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس، نصرةً وإسنادًا لإخواننا في غزةوفلسطين. لقد خاض مجاهدونا هذه المواجهة بعزيمة وإرادة صلبة وجهوزية قتالية عالية، وصمود أذهل العالم وأربك حسابات الأعداء، وكان لحكمة وحنكة قيادتنا الثورية المجاهدة، ممثلة بالسيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – أثرٌ معنوي كبير في سير المعركة، وإلى جانبها القيادة السياسية والعسكرية، وتلاحم أبناء الشعب اليمني وقبائله الثائرة في ملحمة أسطورية تُوّجت بالنصر وتقديم قوافل الشهداء دفاعًا عن الحق ونصرة للمستضعفين. وها هو اليوم يصنع بشائر النصر التي تلوح في الأفق، وتحريرُ كامل الأراضي اليمنية بإذن الله بات قاب قوسين أو أدنى. حرية واستقلال * العقيد/ علي الشويع – المنطقة العسكرية الخامسة – قال: - نحتفل اليوم بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال في ال30 من نوفمبر، ذلك اليوم الذي جاء تتويجًا وانتصارًا لثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد المحتل البريطاني في جنوب الوطن؛ الثورة التي قام بها الأحرار من أبناء شعبنا في الجنوب، والتي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الأبية من أجل الحرية والاستقلال والكرامة. وتأتي هذه الذكرى المجيدة وشعبنا اليمني قد حقق ملاحم بطولية وانتصارات عظيمة في مواجهة طواغيت الأرض وقوى الاستكبار العالمي: أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا، في أعالي البحار والمحيطات وعمق الكيان، ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نصرةً وإسنادًا لإخواننا المجاهدين في فلسطين. وقد قدم شعبنا قوافل من الشهداء من خيرة أبنائه وقياداته السياسية والعسكرية دفاعًا عن الحق ونصرة للمستضعفين. ولذلك يجب علينا، ونحن نحيي هذه الذكرى الخالدة، أن نستلهم منها الدروس والعبر لما يجري اليوم في المحافظاتالجنوبية والشرقية من احتلال تقوده أدوات أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا. وكأن التاريخ يريد أن يعيد نفسه، لكن الفارق كبير بين محتل الأمس وبين من يحاول أن يحتل اليوم. فمحتل الأمس كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، أما المحتلون اليوم فمجرد أدوات ومرتزقة ينفذون مخططات تآمرية واستعمارية بيد الأمريكان والصهاينة. لذا، فالواجب علينا أن نجعل من هذه الذكرى الوطنية محطة انطلاق لمواجهة هذا التحالف البربري وطردِه من المحافظات التي يحاول بسط سيطرته عليها، مستعينًا بالخونة والعملاء الذين زرعهم منذ زمن لإبقاء اليمن تحت الوصاية. وعلى العدو السعودي والإماراتي أن يدرك جيدًا أن اليمن عصيّة على أي محتل، وأنها مقبرة الغزاة. وعليهم أن يسألوا أسيادهم البريطانيين والأتراك وأن يقرأوا التاريخ المليء ببطولات وتضحيات أبناء اليمن ضد كل من حاول أن تطأ قدمه أرض السعيدة. إن أبناء اليمن لا يمكن أن يفرّطوا في سيادة واستقلال وطنهم، فهو بالنسبة لهم بمثابة الأم، وأرواحهم ودماؤهم رخيصة في سبيل الدفاع عنه. وما شاهده العالم من بطولات في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، دعمًا وإسنادًا لإخواننا في غزة والضفة، لم يكن إلا دليلًا قاطعًا على عظمة وبأس أبناء يمن الإيمان والحكمة ضد الغازي والمحتل. فال30 من نوفمبر شعلة لن تنطفئ، وستظل متقدة جنبًا إلى جنب مع شعلة ثورات: 21 سبتمبر و26 سبتمبر و14 أكتوبر، ولن تستطيع دول العدوان ومرتزقتها إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء. وسيبقى دم شهداء الثورات وشهداء مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي هو الحامي والمدافع عن الوطن، ووحدته، وسيادته، واستقلاله، وحريته.