أثارت تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام جدلاً واسعاً في الداخل اللبناني، بعدما تناول بشكل مباشر دور المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني وحماية الجنوب. سلام، وفي مقابلة تلفزيونية، شدد على أن حكومته "لن تسمح بمغامرات تقود لبنان إلى حرب جديدة"، معتبراً أن العدوان الأخير على قطاع غزة "تجربة يمكن استخلاص العبر منها". وأضاف أن "سلاح حزب الله لم يردع إسرائيل ولم يحم لبنان"، هذه المواقف، التي جاءت في توقيت حساس يتزامن مع لقاءات مباشرة بين مسؤولين لبنانيين وصهيونيين لأول مرة منذ عقود، اعتبرها مراقبون بمثابة طعن في المقاومة التي شكّلت على مدى عقود خط الدفاع الأول عن لبنان، وحمت الجنوب من الاحتلال والاعتداءات المتكررة. ويرى محللون أن تجاهل دور المقاومة في ردع الصهاينة يتعارض مع وقائع تاريخية أبرزها انسحاب الجيش الصهيوني من الجنوب عام 2000 تحت ضغط العمليات العسكرية، وكذلك فشل الإحتلال في تحقيق أهدافها خلال حرب تموز 2006. هذه المحطات رسخت قناعة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين أن المقاومة كانت ولا تزال الضمانة الأساسية لحماية لبنان، في ظل عجز الدولة عن مواجهة التهديدات الصهيونية منفردة.