عُقدت في العاصمة صنعاء اليوم ورشة علمية بعنوان "رؤية مقترحة لمعالجة مشكلة عزوف الطلبة عن الإقبال على كليات التربية في الجامعات اليمنية"، نظمها قطاع التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم والبحث العلمي، بمشاركة قيادات الوزارة وعمداء كليات التربية وعدد من الأكاديميين. ناقشت الورشة أسباب تراجع إقبال الطلبة على كليات التربية وتداعياته على مستقبل العملية التعليمية، إلى جانب طرح رؤية لمعالجة هذه المشكلة التي تهدد جودة التعليم في البلاد. في كلمته، أكد نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس أن كليات التربية تمثل الركيزة الأساسية لإعداد الكوادر التعليمية المؤهلة، محذرًا من تفاقم أزمة نقص المعلمين في المدارس الحكومية خلال السنوات المقبلة، حيث تشير الدراسات إلى إحالة أكثر من 80 ألف معلم للتقاعد خلال خمس سنوات، ما يستدعي خططًا عاجلة للإحلال والتوظيف. من جانبه، أوضح وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم الثانوي الدكتور زيد الهدور أن انقطاع التوظيف الحكومي وتوجه الطلبة نحو التخصصات الطبية والهندسية والتكنولوجية من أبرز أسباب العزوف، مشيرًا إلى أن هذا التراجع ينعكس سلبًا على جودة التعليم والابتكار التربوي. واستعرض المشاركون الرؤية المقترحة التي تضمنت حزمة من الحلول، أبرزها: تشجيع خريجي الثانوية المتميزين على الالتحاق بكليات التربية عبر منح مزايا وظيفية وحوافز، إطلاق حملة إعلامية وطنية لتعزيز مكانة المعلم، تحسين البرامج التعليمية، وتحديد الطاقة الاستيعابية بما يضمن جودة المخرجات. كما قُدمت أوراق بحثية من عدد من الأكاديميين تناولت الأسباب الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية للعزوف، إلى جانب مقترحات عملية لمعالجتها. وشهدت الورشة نقاشات موسعة أكدت ضرورة الإسراع في تبني الرؤية المقترحة لتفادي أزمة تعليمية وشيكة.