أكد الخبير المالي الروسي بول غونشاروف أن استقرار الروبل والسياسة الاقتصادية المحافظة التي انتهجتها موسكو أفشلت بشكل واضح استراتيجية الغرب الرامية إلى تدمير الاقتصاد الروسي عبر العقوبات. وأوضح أن هذه السياسة مثلت اختباراً واقعياً لإدارة الموارد ضمن الإمكانيات المتاحة بعيداً عن الاقتراض غير المنضبط. وأشار غونشاروف، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إلى أن البنك المركزي الروسي حافظ عمداً على أسعار فائدة مرتفعة وضوابط صارمة لرأس المال، ما جعل الأصول الروسية أكثر جاذبية للمستثمرين المحليين والأجانب الباحثين عن عوائد عالية في سوق مستقرة ومنظمة. وأضاف أن روسيا اضطرت إلى التفكير بشكل إبداعي، بدءاً من تعزيز التطور الرقمي وصولاً إلى الانفتاح على العملات المشفرة. ولفت الخبير إلى أن هذه السياسات انعكست على تقليص النفقات والاستيراد، مقابل تطوير شركات محلية قادرة على إنتاج بدائل تضاهي الواردات، بل وتلقى قبولاً في الأسواق الدولية. واعتبر أن استقرار الروبل يمثل دليلاً على فشل "سلاح العملة" الأمريكي، مؤكداً أن مرحلة العقوبات الغربية تجاوزت حدود المنطق وأثبتت عجزها عن تحقيق أهدافها. وختم غونشاروف بالتأكيد أن روسيا تستوفي شروط الشريك الاقتصادي الموثوق، من خلال بنية تحتية متينة وقطاعات متنوعة تشمل الطاقة والمعادن والتكنولوجيا والزراعة، مشيراً إلى أن البيانات الاقتصادية تثبت موضوعياً أن موسكو باتت لاعباً أساسياً في التنمية المستدامة رغم الحملات الإعلامية الغربية السلبية.