قال مسئولون في وزارتي الدفاع الأمريكية "البنتاغون" والبريطانية، أن البحرية الإيرانية قامت الجمعة، باحتجاز نحو 15 جندياً بريطانياً، في ممر "شط العرب" المائي، بشمال الخليج، الذي يفصل بين العراق وإيران. واكدت مصادر "البنتاغون" إن الجنود البريطانيين، تم احتجازهم من قبل سفن البحرية الإيرانية، أثناء قيامهم بإحدى المهام الدورية، لمراقبة السواحل العراقية الجنوبية. ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن إيران اعتقلت 15 من أفراد البحرية الملكية البريطانية، خلال "عملية صعود روتينية" إلى ظهر سفينة في المياه العراقية الجمعة. وقالت الخارجية البريطانية في بيان، إنه تم استدعاء السفير الإيراني في لندن، حيث تمت مطالبته بالإفراج فوراُ عن البحارة البريطانيين. وكان صياد عراقي قد أبلغ القوات البريطانية، بأنه شاهد جنود على متن إحدى السفن الإيرانية، وهم يقومون باحتجاز عدد من العسكريين البريطانيين أو الأمريكيين، في ممر شط العرب، في وقت مبكر صباح الجمعة. ونقلت رويترز عن الصياد، الذي طلب عدم نشر اسمه، قوله إن العسكريين الأجانب كانوا على متن زورقين صغيرين، وإنهم توقفوا للتحقق من السفن الإيرانية في منطقة بالقرب من شبه جزيرة "الفاو" تؤدي إلى شمال الخليج. وأضاف قوله: "عندما صعدوا (الجنود الغربيون) إلى متن إحدى السفينتين، ظهرت سفينتان إيرانيتان على الأقل في مكان الحادث، وتم احتجاز العسكريين." وعلق المتحدث باسم القوات البريطانية في جنوبي العراق، الميجور ديفيد جيل، على هذه الأنباء، بقوله: "وقع حادث ما في شمال الخليج"، وقال إنه لا يعلم ما إذا كان الجنود المعنيين من القوات الأمريكية أو البريطانية، دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل. ولم يصدر أي تعليق رسمي على الفور من الجانب الإيراني، إلا أن طهران اتهمت الإدارة الأمريكية الجمعة، بعرقلة منح الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة، لحضور جلسة مجلس الأمن. واعتبر الرئيس احمدي نجاد أن "تصرفات بعض القوى العظمى، تحبط عمل مجلس الأمن الدولي"، مشيراً إلى أن "أعداء إيران"، حسب وصفه، يستخدمون الحرب النفسية والضغوط السياسية والتحريض ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أنه استدرك بقوله: "إنهم يدركون جيداً عدم قدرتهم على فعل شيء على الصعيد العملي." ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، عن نجاد قوله: "إن هذه التصرفات ستعود بالضرر في المرحلة الأولى على هذه القوى نفسها، لأنها هي التي أوجدت هذه الآليات، ولو خرقوا القوانين التي صاغوها بأنفسهم، فستنعدم الثقة بهم." في الغضون، أعرب مساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية، عباس عراقجي، عن أسفه بسبب ما اعتبره "عراقيل" تضعها الحكومة الأمريكية، فيما يخص إصدار تأشيرة لرئيس الجمهورية، لزيارة نيويورك، والمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي. وأضاف عراقجي قوله: "علي الرغم من اعتماد المراحل الإدارية لإصدار تأشيرة الدخول، والوعود التي قطعها المسؤولون الأمريكيون في وسائل الإعلام بهذا الصدد، إلا أن تأشيرة الدخول لم تصدر لحد الآن لرئيس الجمهورية والوفد المرافق له." من جانب آخر، كشفت المسؤولون الإيرانيون الجمعة، أن البحرية الإيرانية بدأت الخميس، إجراء مناورات ضخمة في مياه الخليج، بمحاذاة سواحل محافظة "بوشهر" الجنوبية. وقال قائد القوات البحرية الإيرانية، الأدميرال، سجاد كوجكي، إن مناورات "اقتدار" تهدف إلى إبراز القدرات الدفاعية لحماية وصون مياه الخليج، باستخدام المعدات والأسلحة المنتجة محلياً، مشيراً إلى أن هذه المناورات تجري في المنطقة الوسطي والشمالية من الخليج. ومن المقرر أن تستمر هذه المناورات حتى نهاية مارس/ آذار الجاري، حسبما أكد المسؤولون العسكريون بالجيش الإيراني/.CNN/