أعلنت خلية الأزمة في روسيا أن المدرسة التي كان مسلحون يحتجزون فيها مئات الرهائن بمدينة بيسلان في أوسيتيا الشمالية جنوبروسيا منذ يوم الأربعاء باتت عمليا تحت السيطرة الكاملة لقوات الأمن الروسية. وأوضحت أن القوات الخاصة اضطرت للتدخل لإنقاذ الرهائن المحتجزين فيما تمكنت مجموعة أولى من الرهائن من الفرار وقام المسلحون بإطلاق النار عليهم. وذكرت وكالة إيتار تاس الروسية أن نحو 200 من الرهائن أصيبوا في العملية ونقلوا إلى المستشفى. وتمكن 13 من المسلحين من الفرار من المبنى عبر إطلاق النار عشوائيا على الحشود ثم لجأ بعضهم إلى منزل قرب المدرسة وبعضهم الآخر إلى منطقة قرب محطة سكة حديد في المدينة. وقد لاحقت قوات الأمن الروسية هؤلاء المسلحين وتبادلت إطلاق النار معهم. وذكرت وكالة إنترفاكس أن القوات الخاصة الروسية قتلت خمسة من المسلحين، ونقلت عن مسؤول روسي قوله إن معظم الرهائن من الأطفال على قيد الحياة. وقال مراسل الجزيرة في أوسيتيا إن المرحلة الحاسمة من العملية العسكرية قد انتهت، والآن يتم تمشيط المنطقة للتأكد من خلوها من الخاطفين، لافتا إلى نبأ من القيادة العسكرية في أوسيتيا يفيد بأن هناك رجالا من الخاطفين ارتدوا ملابس نسائية واختلطوا بأولياء الأمور وجار البحث عنهم. وأشار المراسل إلى أنه شاهد مساء أمس 20 مدرعة ونحو 200 جندي من جهة واحدة، وكانت قوات مكافحة الإرهاب تتدرب على عمليات الاقتحام في تلك المنطقة، مؤكدا أن العملية فاجأت المراقبين لأن المفاوضات كانت متواصلة بين الجانبين لإنهاء الأزمة سلميا. وأضاف أن الشارع الروسي كان مستاء جدا من الخاطفين لأن عددا كبيرا من الرهائن كانوا من الأطفال، كما أن وسائل الإعلام الروسية لعبت على هذا الوتر ودعمت الموقف الحكومي من الأزمة. وأكد المراسل أن تبعات هذه الحادثة ستكون كبيرة على السلطات الروسية خاصة على عملها الأمني بمنطقة القوقاز، والعديد من المراقبين يطالبون بالتحقيق الجدي في طريقة عمل أجهزة الأمن الروسية في هذه المنطقة. وقد نفى الناطق الإعلامي للشيشان في الأردن فاروق توبلان أي علاقة للمقاتلين الشيشان بتلك العملية وانفجارات أنفاق موسكو، مشيرا إلى أن عمليات المقاتلين الشيشان تقتصر فقط على مقاومة الروس "المحتلين" في أرض الشيشان. وأكد توبلان للجزيرة أن عملية بيسلان "حملة مسعورة" أطلقها الإعلام الروسي لإلصاق تهمة الإرهاب بالشيشان، مضيفا أنه في بداية العملية كانت هناك مقابلة مع مسؤول روسي قال خلالها إن من بين المختطفين روسا، وهذا أكبر دليل على أن الخاطفين ليسوا شيشانيين. وخلص إلى أن الحل هو الانسحاب الروسي من الشيشان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرف أن الحل العسكري ليس بحل وإنما بتسوية مع الرئيس الشيشاني المنتخب أصلان مسخادوف، مشيرا إلى أن هذه العملية تذكره بالانفجارات الروسية في موسكو عام 1999 عندما وصل بوتين إلى السلطة حيث إن الرئيس الروسي لا يتوانى -حسب توبلان- عن إلصاق تهمة الإرهاب بالمقاتلين الشيشانيين.