هدد مسئول عسكري روسي رفيع بضرب القواعد الإرهابية في أي مكان بالعالم وقائياً، وأقرت واشنطن بحق موسكو في مطاردة الارهابيين، واعتبر مسئول شيشاني أن هذا التهديد يعني عمليات اغتيال روسية لقادة المقاومة في أوروبا. في حين أعلنت السلطات المخابراتية عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يرشد عن اثنين من زعماء المقاتلين الشيشان. وبالتزامن، تصاعدت وتيرة السجال بين موسكووواشنطن على خلفية لقاءات بين مسئولين أميركيين وناشطين شيشان معتدلين. وقال رئيس هيئة الاركان الروسية الجنرال يوري بالوييفسكي أمس ان روسيا مستعدة لضرب قواعد الارهاب في اي مكان في العالم. واوضح الجنرال بالوييفسكي «بالنسبة لضربات وقائية على قواعد ارهابية، سنبذل كل ما في وسعنا لتصفية القواعد الارهابية في اي مكان في العالم». وأضاف ان اختيار «وسائل توجيه الضربات يحدد وفقا للوضع القائم في هذه المنطقة او تلك»، موضحا ان «ذلك لا يعني ان روسيا ستشن ضربات نووية». واعتقلت السلطات الروسية العديد من اقارب الزعيم الشيشاني اصلان مسخادوف وفق ما ذكر نجله انزور مسخادوف لقناة «العربية» الفضائية نافيا اي تورط لوالده في عملية خطف الرهائن في مدرسة بيسلان. وقال انزور في تصريح له من تركيا وفق ترجمة القناة ان «السلطات الروسية اعتقلت اخي وافراد اسرتي حتى الاطفال والشيوخ واختي». وأضاف «نحن مصدومون لما حدث وانني والشيشان نعبر عن تعازينا لمن فقدوا ابناءهم في هذا الحادث»، مؤكدا ان القائدين الشيشانين شامل باسييف واصلان مسخادوف لا علاقة لهما بعملية احتجاز الرهائن في بيسلان. وقال أحمد زكاييف المتحدث باسم مسخادوف تعليقاً على توعد روسيا بضربات وقائية ان موسكو قد تحاول اغتيال شيشانيين في أوروبا، مضيفاً «انه تهديد يسير باتجاه أوروبا، ولا أستبعد أن يحاولوا أن يفعلوا ما فعلوه في قطر في أي بلد أوروبي». وأدانت قطر عميلين روسيين في تفجير سيارة ملغومة قتل فيها الزعيم الشيشاني السابق سليم خان ياندرباييف في فبراير الماضي. وفي وقت لاحق، اعتبر مسئول أميركي أمس ان الولاياتالمتحدة لا تعارض الموقف الروسي الداعي الى ضرب قواعد الارهابيين في أي مكان من العالم بشكل وقائي. وقال هذا المسئول طالباً عدم الكشف عن اسمه «لكل بلد الحق في الدفاع عن نفسه». وفي أعقاب المجزرة التي وقعت في مدرسة بمدينة بيسلان الروسية أعلن جهاز الاستخبارات الروسي (إف.إس.بي) أمس تخصيص مكافأة قدرها 10.3 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود لاعتقال الرئيس الشيشاني السابق أصلان مسخادوف والزعيم الشيشاني شامل باساييف. ومن غير الواضح ما إذا كان قائدا المقاومة الشيشانية مطلوبين بشكل مباشر بسبب المجزرة التي وقعت في مدرسة بيسلان بجمهورية أوسيتيا الشمالية التي راح ضحيتها أكثر من 300 شخص. من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس تصريحات الولاياتالمتحدة التي اكدت فيها استعدادها للالتقاء مجددا بانفصاليين شيشانيين تعتبرهم معتدلين بأنها «في غير محلها». ونقلت وكالة الانباء انترفاكس عن لافروف قوله «نحن نعتبر ان مثل هذه التصريحات في غير محلها»، وذلك في رد فعل على تصريحات ادلى بها امس الأول المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر وتحدث فيها عن امكانية مواصلة السياسة الاميركية القائمة على «لقاء سياسيين» لهم «وجهات نظر مختلفة». واضاف لافروف ان «مثل هذه التصريحات لا تساعد على تطوير العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة ولا وحدة التحالف لمكافحة الارهاب». واوضح «نحن نسوي مشاكلنا الداخلية بأنفسنا وليس على الاميركيين ان يبحثوا عن طريق التسوية الشيشانية في الشيشان». وكان باوتشر شدد الثلاثاء على ضرورة التوصل الى «حل سياسي» في الشيشان وقال ان واشنطن «تنظر في كيفية التوصل الى ذلك». الى ذلك، قدم النائب العام الروسى فلاديمير اوستينوف تقريرا الى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن نتائج التحقيق فى حادث الهجوم على المدرسة رقم 1 فى بيسلان اشار فيه الى ان عدد المهاجمين كان 32 شخصا بينما كان عدد الرهائن حوالى الف و200 شخص اكثرهم من الاطفال قتل منهم 326 شخصا وجرح 346 آخرون بينما يعتبر حوالى 116 شخصا فى عداد المفقودين. وذكر اوستينوف ان احد الارهابيين فجر بنفسه المرأتين اللتين حملتا احزمة متفجرات وهو ما اكده شهود العيان. من جانب آخر، وعد رئيس اوسيتيا الشمالية في القوقاز الروسي الكسندر دزاسوخوف أمس امام متظاهرين غاضبين باستقالة الحكومة المحلية «في غضون يومين» بدون ان يوضح ما اذا كان هو نفسه يعتزم الاستقالة. وامام حشد من المتظاهرين فاق عددهم الالف شخص جاؤوا للمطالبة باستقالته اثر عملية احتجاز الرهائن، قال الرئيس من شرفة المقر الرئاسي «في غضون يومين سيوقع مرسوم باستقالة الحكومة». وقد احتشد المتظاهرون في الصباح امام المقر الرئاسي بينما شوهد وفد صغير منهم يدخل المبنى. والقيت بعض الحجارة على عناصر شرطة مكافحة الشغب المتمركزين امام ابواب المبنى الذي يضم ايضا مقر البرلمان المحلي والحكومة. وكانت التظاهرة مستمرة حتى منتصف النهار. وقال احد الخطباء الذين تعاقبوا على المنصة بدون توضيح انتمائهم السياسي، «سنعود كل يوم طالما لم يستقل (الرئيس)». وكان حوالى اربعمئة شخص احتشدوا امس الأول في فلاديكفكاز في ساحة الحرية نفسها احتجاجا على الارهاب وعلى سلطة محلية «فاسدة». ويعتبر المتظاهرون الرئيس الاوسيتي من المسئولين عن سوء ادارة ازمة بيسلان وعن «حمام الدم» الذي تمخضت عنه عملية احتجازالرهائن. وانتقد رئيس اوسيتيا الشمالية خصوصا لانه لم يتفاوض مع محتجزي الرهائن الذين طالبوا بحضوره بين المفاوضين الآخرين. وباستثناء استقالة رئيس الشرطة المحلية لم تعلن اي عقوبة حتى الآن بحق المسئولين المكلفين الازمة.