ربما تنجح أفريقيات نحيفات في الوصول لقاعات عرض أزياء في الغرب ولكن البدينات ستلزمن ديارهن. هذه هي الرسالة التي نقلت لحوالي 500 عارضة غانية سجلن أسماءهن لدي وكالة عارضات الازياء الدولية الوحيدة في البلاد ايكسوبا "EXPO" . وتقول سيما ابراهيم مديرة الوكالة في غانا "تريد كثيرات السفر. ولكن الفرصة غير متاحة لهن جميعا بسبب القوام الذي يطلبه الاوروبيون." وتزداد العارضات الاوروبيات نحافة وينم مظهرن عن مكابدتهن الجوع مما يثير جدلا صاخبا عما تتعرض له الفتيات والنساء من ضغط للوصول للكمال حتى وإن كان هذا يعني إن ارتداء ملابس مقاس صفر وهو أصغر مقاس في الولاياتالمتحدة ويوازي مقاس 4 في بريطانيا. وفي أفريقيا فان البدانة عنوان للثروة والمكانة الاجتماعية وليست دليلا على سوء الحالة الصحية. وتتطلع قليلات لقوام نحيف جدا لانه علامات الجوع أو المرض البادية عليهن تنم غالبا عن سوء أحوالهن وترجع لاسباب خارجة عن إرادتهن. والحيرة التي تنتاب الشباب الافريقي عند المفاضلة بين الموسيقي والملابس الغربية وتلك النابعة من حضارته هي نفسها التي يعاني منها الان في ظل صورتين متعارضتين للجمال الاولى تتمشى مع النموذج الغربي الذي يصور قواما نحيفا جدا والنموذج الافريقي لقوام بدين ملفوف. ويثور جدل أكبر في صناعة الازياء في افريفيا حيث تدرك الراغبات في المشاركة في عروض أزياء في الغرب ضرورة التمشي مع المقاييس الغربية. وتقول مديرة اكسوبا في غانا "تدرك النحيفات اللائي يأتين الينا انهما يردن المشاركة في عروض دولية أما الاخريات الاكبر فتعلمن أن قوامهن ممتليء ويردن العمل في غانا." وتقول سيلفيا اووري التي تدير مؤسسة (زيبر) "ZIPER" للعارضات في أوغندا إن قلة في أفريقيا تريد متابعة عارضة نحيفة جدا. وتضيف "اعتقد أن معظم الاوغنديين سيشمئزون. سيعتقدون أنها قد جاءت من توها من القرية وتعاني من سوء تغذية." وفي الشوارع وفي النوادي والحانات في أفريقيا لا زالت الفتاة ذات القوام الممتليء تلقي قدرا أوفر من الاهتمام على الارجح. وتقول سانتا انزو وهي مديرة ارابابا للملابس وهي وكالة متخحصصة في المقاسات الكبيرة في اوغندا أن أصوات التهليل ترتفع حين تسير "عارضة افريقية جميلة ملفوفة القوام" على المسرح اثناء عرض للازياء. وغيرت بعض العلامات التجارية الدولية المنتجة للملابس مقاساتها لتناسب السوق الافريقية. وطرح فرع ليفي شتراوس اند كو LEVI STRAUSS &CO في جنوب افريقيا زوجا أوسع من السراويل الجينز الشهيرة من ماركة ليفايز بعدما علم باحثون باعجاب افريقيات بالعلامة التجارية رغم عدم ملائمة تصميمات تستهدف غربيات نحيفات لقوامهن وعدم قدرتهن على ارتدائها. وقال مايك جوبرت المدير العام لليفايز جنوب افريقيا "تفخر افريقيات شابات بقوامهن بشكل متزايد ونقلنه لعالم الازياء. اكتسبت الهوية الافريقية ثقة ملموسة مقارنة بما كانت عليه قبل خمسة الى عشرة اعوام وفيما ترتدين علامات تجارة عالمية تردن الحفاظ على هويتهن الافريقية." ولكن مزايا عرض عمل في أوروبا قد تجعل فقدان بعض الكيلوجرامات أمرا يستحق العناء لعارضات طموحات. وتحصل عارضة الازياء الغانية على 200 دولار في اليوم بينما تحصل من تعمل في أوروبا على ألف يورو (1360 دولارا) مقابل نصف يوم من العمل. وتقول ميمي منساه (20 عاما) وهي نحيفة بطبيعتها أنها تمنت العمل كعارضة ازياء منذ كان عمرها 14 عاما. وقال "كانت امنيتى. وكانت عندي الرغبة. وما لم اكن مخطئة لا أبدو قبيحة." وتضيف "حين تسير على الممشى تتجه كل الانظار اليك. تشعر أنك في القمة وهو إحساس رائع." وشاركت ميمي وطول قامتها 1.85 متر ومحيط خصرها 64.8 سنتيمتر في عروض في أوروبا وتعرف أين تريد العمل. ومضت قائلة "يعتقد الناس في بلادي ان القوام الملفوف أكثر جاذبية. اريد العمل في محافل دولية واذا كنت هنا وهم لا يرونني جذابة فلن يزعجني ذلك." ولكنها لا ترضى عن الاتجاه الى مقاس صفر وتقول "لا اعتقد انه اتجاه صحي. معظمهن يتضورن جوعا." ولكن اووري ترى أن البعض يتطلع للنماذج الغربية. وتضيف "بدأت الامور تتغير الان. كان المعتاد أن يكون القوام ملفوفا لكن النساء تشاهدن التلفزيون وتقرأن مجلات غربية وتردن التشبه بالفتيات اللائي تريهن." - رويترز: