نفت الدولة الاسلامية في العراق المعلنة من جانب واحد ان يكون زعيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري المعروف أيضا بأبو حمزة المهاجر قد قتل يوم الثلاثاء. وأفاد بيان للجماعة المرتبطة بالقاعدة وضع على موقع على الانترنت ان الدولة الاسلامية تؤكد للعالم الاسلامي سلامة أبو حمزة المهاجر وانه ما زال يقاتل "الاعداء". وفي وقت سابق يوم الثلاثاء قالت وزارة الداخلية العراقية انه قتل في اقتتال داخلي بين المتشددين شمالي بغداد. من جانبه قال السفير الامريكي لدى العراق إنه لا يمكنه تأكيد ان زعيم القاعدة في العراق قتل واعتبر ان مقتله سيكون امرا "ايجابيا" لكنه لن يقضي على انشطة الجماعة الارهابية هناك. واضاف السفير ريان كروكر للصحفيين في واشنطن في اتصال عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من بغداد "الائتلاف لم يشارك في هذا العمل... هذا يعني انني لا يمكنني أن أؤكد لكم ان ابو ايوب المصري قتل بالفعل." وقالت وزارة الداخلية العراقية في وقت سابق ان زعيم القاعدة قتل في معركة بين المتمردين شمالي بغداد. وقال كروكر "من الواضح ان اخراج ارهابي كبير من ارض المعركة شيء مهم جدا واذا استطعنا تأكيد ان ذلك حدث فلا شك انه سيكون تطورا مهما وايجابيا." واضاف "لكنني لا أتوقع على أية حال ان ينهي انشطة القاعدة في العراق." وتابع ان القاعدة سرعان ما تكيفت مع مقتل المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي في ضربة جوية امريكية في يونيو حزيران 2006 . وكان متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية قال إن أبو أيوب المصري زعيم تنظيم القاعدة بالعراق قتل يوم الثلاثاء في "صراع داخلي" الى الشمال من بغداد ولكن الجيش الامريكي لم يتمكن من تأكيد التقرير. وهناك خلافات متزايدة بين تنظيم القاعدة السني وجماعات مسلحة أخرى للعرب السنة في العراق خاصة حول جرائم القتل دون تمييز التي يرتكبها تنظيم القاعدة في حق المدنيين. وإذا كان التقرير صحيحا فان مقتل المصري سيمثل انقساما كبيرا في وقت تحاول فيه الحكومة العراقية بقيادة الشيعة استمالة بعض جماعات المسلحين للمشاركة في العملية السياسية. وقال العميد عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز "عندنا معلومات استخباراتية أكيدة تقول أن أبو أيوب المصري قتل يوم الثلاثاء في منطقة النباعي في التاجي نتيجة لصراع داخلي." وتابع "القوات العراقية والامريكية لم تكن جزءا من هذه العملية وليست لها أي علاقة بالموضوع." وقال خلف ومصدر آخر بوزارة الداخلية ان السلطات العراقية لم تتسلم جثة المصري ولكن المصدر أضاف أن أفرادا من وزارة الداخلية شاهدوا الجثة. وقال برهم صالح نائب رئيس الوزراء لرويترز انه علم أن المصري قتل يوم الاثنين. وتابع "نحن أيضا لدينا تقارير أمنية واستخباراتية تفيد بأن أبو أيوب المصري قتل نتيجة اقتتال بين المسلحين والقاعدة أمس (الاثنين) قرب التاجي." وقال المصدر الاخر بوزارة الداخلية أن المصري قتل فيما وصفها بتسوية حسابات على الارجح داخل تنظيم القاعدة. ورغم تأكيد علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية في تعليق له على قناة العربية التلفزيونية الفضائية للحادث الا أنه طالب بالتأني حول الاعلان الرسمي لمقتل المصري. وقال الدباغ "التقارير الاولية تشير الى مقتل أبو أيوب المصري." واضاف "لكن علينا الانتظار لحين اجراء فحوصات أخرى مثل تحليلات الحمض النووي (دي.ان.ايه) وبعد ذلك سيكون هناك اعلان رسمي." وصرح اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث باسم الجيش الامريكي في العراق بأن الجيش يتحرى صحة التقارير. واستطرد "نناقش مع العراقيين كيفية حصولهم على هذه المعلومات الاستخباراتية. اذا كانت هناك جثة سنجري اختبارات الحمض النووي عليها وهذا سيستغرق بضعة أيام. ان لم تكن هناك جثة فسيكون ذلك أصعب." وفي فبراير شباط قالت مصادر من وزارة الداخلية العراقية إن المصري أصيب في معركة شمالي بغداد ولكن تبين أن هذه التقارير غير صحيحة. وكانت هناك تقارير في أكتوبر تشرين الأول تفيد بأنه قتل واتضح أيضا أنها غير صحيحة. وأصبح المصري المعروف أيضا بأبو حمزة المهاجر وهو مصري الجنسية زعيما لتنظيم القاعدة في العراق بعد مقتل زعيم القاعدة السابق الأردني أبو مصعب الزرقاوي في هجوم جوي أمريكي في يونيو حزيران عام 2006 . وكان المسؤولون يأملون أن يضعف مقتل الزرقاوي القاعدة ولكن المصري حل محله سريعا واستمرت هجمات تنظيم القاعدة. وتشير تقارير إلى أن المصري الذي ينحدر من صعيد مصر كان قد غادر مصر عام 1980 متوجها إلى افغانستان وأنه التحق بجماعة الجهاد التي يترأسها أيمن الظواهري عام 1982 وعمل هناك في مجال المتفجرات وأصبح خبيرا فيها ثم اتجه إلى العراق بعد الغزو بقيادة الولاياتالمتحدة للبلاد عام 2003 . ويتهم مسؤولون أمريكيون وعراقيون القاعدة بمحاولة دفع العراق صوب حرب أهلية شاملة بين الأغلبية الشيعية في العراق والأقلية من العرب السنة بحملة من الهجمات بسيارات ملغومة والتي أسفرت عن مقتل الآلاف. وألقى مسؤولون عراقيون باللوم على تنظيم القاعدة في العراق في تدمير مزار شيعي مقدس في سامراء قبل عام في هجوم أدى إلى تزايد جرائم القتل الطائفي. وقال الجنرال ديفيد بيتراوس قائد الجيش الأمريكي في العراق الأسبوع الماضي إن تنظيم القاعدة أصبح الآن "العدو رقم واحد على الأرجح" في العراق. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية وصفت من قبل ميليشيا جيش المهدي الشيعية المناهضة للولايات المتحدة والتابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بأنها أكبر تهديد للسلام في العراق. ووصف الجيش الأمريكي المصري بأنه مساعد مقرب سابق للزرقاوي تدرب في أفغانستان وشكل أول خلية لتنظيم القاعدة في بغداد ورصدت واشنطن مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على المصري. - المصدر/رويترز: