اكد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة استمرار المقاومة بدون استبعاد الخيار السياسي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي. وقال هنية في كلمة مكتوبة تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منها "سنبقى نقاوم ونواجه الاحتلال بالحرائب والحراب ، سنعطي للسياسة وقتها لكننا لن نلقي السلاح حتى يخرج المحتل من ارضنا ويسود العدل والامن والسلام". واضاف "نحن شعب لن يرضخ للحصار ولن يركع لشبح الجوع والخوف ، لن تنكسر منا الارادة مهما طالت يد البغي والظلم والعدوان ولن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن يسرقوا منا المواقف (السياسية)". وتابع هنية "اذا كان شعبنا اليوم يعاني ويتألم لان اميركا تريد ان تعاقبنا على خياراتنا الديموقراطية واسرائيل تستبيح دماءنا وامتنا موطن الامل والرجاء يدها تبدو قصيرة فان الحقيقة تقول انهم ليسوا باحسن حال منا". وقال ان "القرارات الاسرائيلية الاخيرة باعتماد ملايين الدولارات لتكثيف الحضور اليهودي داخل المدينة المقدسة وتوسيع الكتل الاستيطانية المحاصرة لها يثبت لنا المرة بعد الالف بان الاحتلال غير معني باي تهدئة". واشار الى ان "الاحتلال الاسرائيلي ليست لديه اي توجهات نحو تحقيق الاستقرار والامن والسلام بالمنطقة وهذه المخططات التي يحاولون فرضها بالقوة المسلحة وبتشريعات الاحتلال مالها الفشل ودار البوار". وشدد هنية على ان "الوحدة الوطنية هي القاطرة التي سنقطع بها واثقين كلَّ الدروب الى هدفنا المنشود ونحو غايتنا الكبرى في الحرية والعودة والاستقلال". وعلى صعيد تطورات الاوضاع الميدانية وتزايد حالة الانفلات الأمني ،افادت مصادر امنية وطبية فلسطينية الثلاثاء ان ثمانية من افراد الامن الفلسطيني قتلوا وجرح عشرة آخرون على الاقل في هجوم شنه عناصر من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس على معبر المنطار (كارني) شرق مدينة غزة. وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس "وصل الى مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح ثمانية شهداء اثر اصابتهم بالرصاص والقذائف". واكد العقيد على القيسي من الحرس الرئاسي ان "سبعة من افراد الامن الوطني الفلسطيني استشهدوا خلال هجوم شنه عناصر من افراد كتائب القسام والقوة التنفيذية على معبر المنطار (كارني) شرق مدينة غزة واصيب عشرة اخرون على الاقل". واكدت قيادة الامن الوطني الفلسطيني في بيان ان "كتائب القسام لم يتوقفوا عن اطلاق النار باتجاه مقرات الاجهزة الامنية الرسمية والشرعية". ورأت قيادة الامن في هذا الهجوم "مؤشرا خطيرا يدلل على وجود نية للانقلاب على الاجهزة الشرعية والرسمية للسلطة الفلسطينية". واوضح البيان ان "عمليات استهداف المقرات الامنية من قبل كتائب القسام وعناصر حركة حماس تصاعدت منذ ساعات صباح اليوم حيث قام مسلحو القسام باطلاق النيران وقذائف الهاون على مقر الكتيبة الرابعة لقوات الامن الوطني قرب معبر المنطار". وتابع "بموازاة قصف حماس للامن الوطني تتعرض مواقع الكتيبة الرابعة للامن الوطني لقصف مشترك من كتائب القسام وجيش الاحتلال" الاسرائيلي. واضاف البيان "ان كتائب القسام وعناصر حركة حماس يستخدمون اسلحة من العيار الثقيل لقصف المقرات الامنية الرسمية في تطور خطير ومحاولة الانقلاب على السلطة". وكانت حركتا فتح وحماس اتفقتا خلال اجتماع في غزة بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية مساء امس الاثنين مجددا على تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل اليه بشان انهاء التوتر في قطاع غزة. وضم الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين وحضره هنية وروحي فتوح الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني محمود عباس قياديين من حركتي فتح وحماس. وقال غازي حمد المتحدث باسم رئاسة الوزراء ان حركتي فتح وحماس "اكدتا على الالتزام باتفاق مكةالمكرمة نصا وروحا والالتزام بالاعلان الذي تم برعاية الوفد الامني المصري (مساء الاحد في غزة) لانهاء حالة التوتر". وشدد على العمل من اجل متابعة تنفيذ هذا الاتفاق الذي ينص على وقف الاشتباكات وسحب المسلحين وانهاء كافة المظاهر المسلحة السائدة في قطاع غزة. واستمر التوتر في غزة مساء الاثنين حيث افاد مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان اربعة فلسطينيين ثلاثة منهم من عناصر حماس اصيبوا بالرصاص في حوادث متفرقة في مدينة غزة. وقتل اربعة فلسطينيين الاثنين بينهم ناشطان من فتح خلال تجدد المواجهات بين عناصر من حركتي فتح وحماس في قطاع غزة لترتفع حصيلة المواجهات منذ الجمعة الى ثمانية قتلى ونحو خمسين جريحا. واكد المصدر الطبي ان حالة احد الجرحى خطيرة. *الفرنسية: