اقدم شخصا افغاني على تفجير نفسه فقتل ثلاثة جنود ألمان وستة مدنيين في سوق مكتظة بشمال أفغانستان السبت في هجوم أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عنه. وكان هذا أكثر الهجمات دموية ضد الجنود الالمان في نحو أربعة أعوام ووصفه وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بأنه " هجوم ارهابي وحشي". وكان الجنود قد ترجلوا من مركبتهم للتسوق عندما انفجرت القنبلة. وقالت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة ان مسلحين في اقليم كابيسا الى الجنوب اشتبكوا مع القوات الافغانية والاجنبية خلال الليل في معركة يعتقد أن عشرات من مقاتلي طالبان قتلوا خلالها. وكثف مقاتلو طالبان هجماتهم في الأسابيع الأخيرة بعد تراجع أنشطتهم خلال فصل الشتاء. وقالت الحركة انها دربت المئات من الاشخاص على أن يكونوا مفجرين انتحاريين. وفي منطقة شينوار قرب جلال اباد قال مسؤول محلي ان تفجير قنبلة بجهاز تحكم عن بعد أدى الى مقتل قائد للشرطة وضابط اخر واصابة ثلاثة آخرين يوم السبت. وجاءت موجة الهجمات التي نفذت الاسبوع الماضي بعد مقتل الملا داد الله كبير قادة العمليات بطالبان في عملية لقوات التحالف مطلع الاسبوع الماضي. واعتبرت العملية أكبر ضربة لطالبان منذ الاطاحة بقادتها من السلطة عام 2001. ونفذ الانتحاري هجومه في مدينة قندوز الشمالية عندما ترجل الجنود الالمان من مركبتهم للتسوق من السوق التي تباع فيها القدور والشاي الاخضر وغيرها من البضائع. وقال عزيز وهو صاحب متجر "فجأة سمعنا صوتا مدويا. شعرنا بالخوف.. شاهدنا دخانا كثيفا للغاية وأناسا يلوذون بالفرار." وفقا لمسؤولي أمن محليين أدى الهجوم أيضا الى اصابة 14 شخصا على الاقل. وذكر وزير الدفاع الالماني فرانتس يوزيف يونج أن ثلاثة جنود ألمان أصيبوا بينهم اثنان في حالة خطيرة. وأعلن قيادي بطالبان المسؤولية عن التفجير وقال ان عدد القتلى أعلى مما ذكر. وقال الملا حياة الله خان "فجر مجاهدنا في طالبان نفسه قرب الجنود الالمان وقتل أكثر من عشرة جنود ألمان...كان هجوما انتحاريا ناجحا للغاية على القوات الاجنبية. وأصيب عشرات من الجنود الالمان." ويوجد نحو 3200 جندي ألماني في أفغانستان تقوم مهمتهم على توفير الامن في المناطق الشمالية التي كانت حتى الاونة الاخيرة تتمتع بأمان نسبي. وتركزت أسوأ أعمال العنف في المناطق الجنوبية من البلاد. وفي يونيو حزيران 2003 قتل أربعة جنود ألمان وأصيب 29 عندما تعرضت حافلتهم لهجوم. وقالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ان جنودها يقومون بمساهمة مهمة في مساعي ارساء الاستقرار في البلاد. وقالت ميركل في بيان "هدف الجناة هو تدمير نجاح عملية إعادة الإعمار حتى الآن." وأضافت "المجتمع الدولي ملتزم بشدة بمساعدة الشعب الافغاني على بناء مستقبل جيد لبلاده." ويعارض كثير من الالمان إرسال الجنود الى أفغانستان في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لتحديد دورها على الصعيد الدولي بعد أكثر من 60 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية. وذكر متحدث باسم قوات التحالف أن مسلحين نصبوا كمينا وحاولوا محاصرة جنود أفغان ومن قوات التحالف قبل حلول الليل أمس الجمعة في وادي الاساي باقليم كابيسا شمال شرقي كابول. وقال الميجر كريس بلتشر وهو متحدث باسم قوات التحالف "صدرت أوامر من قوات التحالف بتوجيه ضربات جوية. يعتقد أن عشرات من المقاتلين الاعداء قتلوا." وقال متحدث باسم طالبان يوم السبت ان "جاسوسا" أبلغ القوات الامريكية عن الملا داد الله ألقي القبض عليه. وأبلغ الملا شهاب الدين اتال رويترز عبر هاتف متصل بالاقمار الصناعية "الجاسوس قال لنا ..أنا جاسوس أمريكي وأفشيت معلومات عن طالبان." *رويترز: