قتل جندي الثلاثاء في قصف قامت به فتح الاسلام على مواقع الجيش اللبناني الذي يطوق منذ 20 ايار/مايو معقلها في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان فيما اكدت فتح الاسلام رفضها المطلق تسليم اي من عناصرها. وادخل الثلاثاء الصليب الاحمر الدولي مساعدات غذائية وطبية الى المخيم الذي نزح غالبية اهله في فترات الهدنة الهشة التي بدأت الثلاثاء الماضي واستمرت رغم الاشتباكات المتقطعة بين الجانبين. وما زال في المخيم ما بين ثلاثة وثمانية الاف مدني بعد نزوح غالبية اهاليه (31 الفا) وفق ارقام منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. واعلن متحدث عسكري "عناصر فتح الاسلام قصفوا صباح الثلاثاء موقعا للجيش اللبناني في محيط المخيم مما ادى الى استشهاد جندي". جاء القصف بعد هدوء حذر تخللته اشتباكات ليلية متقطعة كما يجري منذ الثلاثاء الماضي. وبذلك ترتفع الى 34 قتيلا حصيلة الخسائر العسكرية منها 27 قتلوا على يد فتح الاسلام في اليوم الاول قبل بدء الاشتباكات. واسفرت المعارك عن مقتل 79 شخصا بمن فيهم العسكريون بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس. وقال مصدر من الصليب الاحمر الدولي "بدانا ادخال عشرة شاحنات وسيارات الى مخيم نهر البارد تحمل عشرين الف ليتر من المياه وطنين من المواد الغذائية وكميات من الشموع ومواد طبية". واكد ابو سليم طه المتحدث باسم المجموعة رفضها تسليم اي من عناصرها. وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس "نرفض تسليم اي عنصر من فتح الاسلام" بينما تتمسك الحكومة والجيش بتسلم العناصر الذيم اعتدوا على الجيش وقامت بتصفية 27 من عناصره قبل بدء المعارك. وكانت السلطات اللبنانية اعطت الفصائل الفلسطينية فرصة للتوصل الى حل سلمي يرتكز على تسليم العناصر المطلوبة وانهاء وجود فتح الاسلام بدون ان يلغي ذلك احتمال حسم الازمة بطرق اخرى منها العسكرية. واكد ابو سليم "ان البحث ما زال جاريا مع وفد علماء فلسطين للوصول الى حل سياسي". ورفض الدخول في تفاصيل الحل لكنه قال ان "المفاوضات الدائرة ترتكز على حل سياسي". ولم تتضح حتى الان نتائج وساطة بدأتها الاحد مجموعة من رابطة علماء فلسطين تضم ثلاثة مشايخ لحل الازمة. في المقابل اكدت مصادر فلسطينية لوكالة فرانس برس ان "الذي يقود المفاوضات فعليا (مع فتح الاسلام) هو حركة حماس". واوضحت المصادر ان وفد رابطة علماء فلسطين "يضم ثلاثة مشايخ مقربين من حماس". وذكر الشيخ محمد الحاج احد اعضاء الوفد الذي دخل الاحد الى مخيم نهر البارد لوكالة فرانس برس ان "وفدا اخر من الرابطة يجري في بيروت اتصالات بدعم من اسامة حمدان" ممثل حركة حماس في لبنان. وجدد الحاج الذي التقاه مراسل فرانس برس في مقر حماس في مخيم البداوي شمال لبنان التاكيد على "استمرار المساعي لحل سياسي" رافضا الدخول في التفاصيل. *المصدر: فرانس برس :