قتل اثنان من عمال الاغاثة وجرح وسيط فلسطيني في القتال الشديد اليوم الاثنين بين قوات الجيش اللبناني ومسلحين يتبعون نهج القاعدة في مخيم للاجئين الفلسطينيين. وقالت مصادر امنية ان عاملي اغاثة من الصليب الاحمر اللبناني قتلا وجرح ثالث برصاص فتح الإسلام بينما كانوا يحاولون اجلاء مدنيين محاصرين في القتال بين الجيش والمجموعة المتشددة في مخيم النهر البارد. كما اصيب الشيخ محمد الحاج وهو وسيط فلسطيني من رابطة علماء فلسطين عقب دخوله الى المخيم لاجراء محادثات مع المتشددين لإيجاد سبيل لانهاء القتال الذي مضى عليه 23 يوما. ولم تتوفر تفاصيل بشأن ظروف اصابته ومدى شدتها. ولكن على الرغم من مرور 23 يوما على القتال الذي اتسم بالضراوة في كثير من الاحيان فلا يبدو ان الجيش اقترب من هدفه وهو اجبار جماعة فتح الاسلام على الاستسلام والقاء السلاح. ولفت اعمدة الدخان المخيم فيما سقطت عشرات من قذائف المدفعية في مناطق مختلفة في نهر البارد بينما قصفت الدبابات والاسلحة الرشاشة المناطق التي يشتبه باختباء المسلحين فيها عند اطراف المخيم. ورد المسلحون بهجمات متقطعة بقذائف المورتر والقذائف الصاروخية. ويمنع اتفاق عربي أبرم في عام 1969 الجيش اللبناني من دخول المخيمات الفلسطينية في لبنان. وقتل ما لا يقل عن 132 شخصا منهم 57 جنديا منذ 20 مايو ايار في اعنف اقتتال داخلي منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وقتل 11 جنديا وجرح اكثر من مئة خلال معارك دارت في مطلع الاسبوع. ويعجز عمال الانقاذ عن تحديد عدد دقيق للقتلى بسبب صعوبة التحرك في المخيم المليء بالازقة المتشعبة والمطل على البحر المتوسط ولكن عدد القتلى لا يقل عن 42 مسلحا و33 مدنيا. ويقول الجيش ان المتشددين بدأوا الصراع عندما هاجموا مواقعه حول المخيم وعلى مشارف مدينة طرابلس القريبة. وتقول فتح الاسلام انها تصرفت دفاعا عن نفسها وتعهدت بالقتال حتى النهاية. وزاد القتال من عدم الاستقرار في لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة سياسية مستمرة منذ سبعة أشهر. وفي الاسبوع الماضي اندلعت اشتباكات عنيفة بالجنوب عند أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان وانفجرت خمس قنابل في مناطق مدنية في بيروت وبالقرب منها منذ 20 مايو ايار. وفشلت محاولات من قبل اسلاميين لبنانيين وفلسطينيين في ايجاد مخرج سلمي للصراع بسبب رفض جماعة فتح الاسلام الحديث عن الاستسلام أو تسليم رجالها. وفر معظم سكان نهر البارد الذين يقدر عددهم بنحو 40 الفا الى مخيمات اخرى في لبنان. وغادر المخيم اكثر من 80 مدنيا اليوم الاثنين ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحوالي 400 الف يعيش نصفهم تقريبا في 12 مخيما. وفي شرق لبنان قالت مصادر امنية ان قوى الأمن أوقفت اربعة أشخاص يشتبه بانتمائهم لجماعة اسلامية مسلحة. ويأتي توقيفهم في اطار عملية امنية في البقاع بعدما تم القبض الاسبوع الماضي على ثلاثة اعضاء في القاعدة من جنسيات عربية وبحوزتهم اسلحة ومتفجرات. ومع توقيفات اليوم الاثنين يرتفع عدد المعتقلين الى اكثر من 13 شخصا اعتقلوا بنفس القضية./العربيةنت/وكالات