أرسلت تركيا مزيدا من الدبابات إلى حدودها مع العراق يوم الأربعاء في حشد عسكري يثير قلق الولاياتالمتحدة بشأن هجوم محتمل في شمال العراق ضد متمردين أكراد. وخرجت مجموعة من 20 دبابة محملة على شاحنات من ثكنات الجيش في ماردين بالقرب من سوريا وتوجهت نحو الحدود العراقية في جنوب شرق تركيا الذي كان بالفعل موقعا لهجوم كبير للجيش ضد متمردين من حزب العمال الكردستاني. وزادت التكهنات بشأن هجوم وشيك على العراق منذ أن قال رئيس الوزراء طيب أردوغان في الأسبوع الماضي إنه يتفق مع الجيش بشأن عمل عسكري محتمل رغم قلق الولاياتالمتحدة حليف تركيا في حلف شمال الاطلسي بشأن مثل هذا الإجراء. كما يوجد قلق على امتداد الحدود في جنوب شرق تركيا حيث يشكل العديد من سكان القرى الكردية ميليشيا مدعومة من الدولة تقاتل إلى جانب الجيش ضد متمردي حزب العمال الكردستاني. وقال نادر كارادينيز وهو مسؤول في قرية جوروملو التي تقع بالقرب من قاعدة عسكرية على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود "نحن ندعم العمليات في الجبال هنا لأن حزب العمال الكردستاني جعلنا نعاني كثيرا. لقد فقدت عشرة من افراد عائلتي." لكن هناك تردد لنقل المعركة إلى الجبال العراقية حيث يتمركز الوف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في ضوء المعارضة من الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني وهو شخصية تتمتع بالاحترام بين اكراد تركيا. وقال كارادينيز قبل أن تصل سيارة جيب عسكرية في القرية طلبت من الصحفيين مغادرة المنطقة "لا اعتقد انه سيكون من المستحسن الذهاب إلى شمال العراق لأن البرزاني قال إنه لن يقبل جنودا اتراك هناك." والعمليات العسكرية هناك مركزة على متمردين داخل الاراضي التركية. وقتلت قوات الامن عشرة مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في اشتباكات في الجنوب الشرقي يوم الثلاثاء. وحثت الولاياتالمتحدة مرارا تركيا على عدم ارسال قوات إلى العراق لأنها تقول إن ذلك سيعقد الموقف فحسب. واتفق البلدان على الاجراءات المختلفة التي تشمل الاجراءات المالية في محاولة لكبح جماح حزب العمال الكردستاني. ويتركز القلق المحلي على آثار شن هجوم وهو ما سيضر بالعلاقات بين الاتراك والاكراد بالاضافة إلى الاقتصاد في الاقليم الفقير المرتبط عن كثب مع شمال العراق من حيث التجارة والناحية العرقية. وقال محسن كونور رئيس بلدية سيلوبي التي تبعد 15 كيلومترا من بوابة الحدود الرسمية إلى العراق "هذه (العملية) تعني معاناة عظيمة وخسارة عظيمة وضربة للانسجام بين الاتراك والاكراد." كما اثار احتمال تنفيذ هذه العملية توترات بين تركيا والولاياتالمتحدة. ويوم الثلاثاء طلبت تركيا رسميا من واشنطن تجنب أي انتهاك آخر لمجالها الجوي بعد أن حلقت طائرتان حربيتان امريكيتان من طراز إف-16 في المجال الجوي التركي بالقرب من الحدود العراقية. وقال دبلوماسيون امريكيون إن ما حدث كان مجرد "حادث" لكن وسائل الاعلام التركية قالت إنه كان رسالة إلى أنقرة بعدم إرسال قواتها إلى العراق. لكن الضغوط داخل تركيا لشن هجوم تتزايد بعد تفجير انتحاري في العاصمة انقرة الأسبوع الماضي قتل ستة اشخاص وأصاب عشرات. والقت السلطات باللوم في الهجوم على حزب العمال الكردستاني الذي نفى أي تورط. وبعد يوم قتل ستة جنود في عربتهم التي تم تفجيرها بلغم ارضي زرعه مقاتلون انفصاليون. ويشعر أردوغان بالحاجة إلى التحرك قبل الانتخابات العامة المقررة في يوليو تموز. وعبر يوم الثلاثاء مجددا عن استيائه بشأن تقاعس القوات الامريكية والعراقية عن سحق متمردي حزب العمال الكردستاني في العراق رغم نداءات انقرة باستمرار للقيام باجراء. وقتل أكثر من 30 الف شخص في الصراع مع حزب العمال الكردستاني منذ أن شنت الجماعة تمردا في عام 1984 . وفي ضوء هذه الخلفية ونظرا للحشد العسكري يرى سكان محليون في سيلوبي أن القيام بعملية أصبح أمرا مرجحا بدرجة متزايدة. وقال أحد السكان المحليين "هناك فرصة نسبتها 90 في المئة لكي تعبر القوات الحدود. إنها تتمركز على الحدود." واضاف "إذا دخل الجيش إلى شمال العراق سيتعين علينا مغادرة ديارنا هنا والهجرة إلى الغرب رويترز