نفى أسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تكون الحركة قررت استهداف الإسرائيليين خارج الأراضى الفلسطينيةالمحتلة ، رداً على اغتيال إسرائيل لأحد كوادرها بسوريا . وكانت حماس اتهمت جهاز الاستخبارات الإسرائيلى (الموساد) بالوقوف وراء اغتيال عز الدين صبحي الشيخ خليل أحد كودار الحركة في دمشق. وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي للحركة في بيروت في تصريحات لفضائية " المنار " اللبنانية أن هذه الجريمة تعد تصعيد خطير من قبل العدو الصهيوني ، مشيراً إلى أن إسرائيل ترد أن تنقل الصراع من الداخل الفلسطيني المحتل إلى الخارج. وأكد نزال أن اغتيال خليل في دمشق يمثل انتهاكاً لأمن واستقرار الأراضي السورية ، مؤكدا أن هذه الجريمة سيكون لها تداعايتها على الصراع مع الكيان الصهيوني. وحول رد الحركة على هذه العملية رفض نزال تحديد إسلوب محدد للرد لكنه أكد ان هذه الجريمة لن تمر دون عقاب موضحاً أن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة قادرة على الرد بعمليات نوعية في الوقت والمكان المناسبين مشيراً إلى عملية بئر سبع الأخيرة والتي قتل فيها 16 إسرائيليا وجرح أكثر من 100 آخرون. وكان خليل قد استشهد إثر انفجار سيارته فى حى الزاهرة بدمشق. وذكرت مصادر إخبارية أن الشهيد يدعى عز الدين صبحي الشيخ خليل من كوادر "حماس" التي أبعدتهم إسرائيل إلى "مرج الزهور" في لبنان خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وقد أكدت "حماس" من جانبها اغتيال القيادي في الحركة، التي جاءت بعد يوم واحد من الكشف عن تسلم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" منذ 3 أيام فقط "ملفًا كاملاً" أعده جهاز استخبارات عربي يتضمن معلومات تفصيلية عن بنية حركة "حماس" وتواجدها في طهرانودمشقوبيروت والخرطوم وصنعاء وبعض الدول الخليجية، فصلاً عن قيادات حماس في الخارج. وحسب تقرير لصحيفة "الحياة" اللندنية، فقد بحث "الموساد" عن الملف بعد العملية المزدوجة التي وقعت في بئر السبع الشهر الماضي، وبعد اتهام قيادة "حماس" في الخارج، خصوصًا رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، بإعطاء الأوامر لتنفيذها، قبل تهديد مسئولين إسرائيليين باغتياله داخل العاصمة وكانت الحركة قد نعت في بيان عز الدين الشيخ خليل (42 عاما) وقالت إنه "استشهد صباح هذا اليوم الأحد إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارته قرب منزله في حي الزاهرة بمدينة دمشق حيث يقيم منذ أن أبعدته سلطات الاحتلال إلى مرج الزهور عام 1992". وكانت إسرائيل أبعدت في ديسمبر/كانون الأول 1992 نحو 400 من نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان. وقال شهود عيان إن خليل الذي يعتقد أنه كان مسؤولا عن الجناح العسكري لحماس خارج الأراضي الفلسطينية لقي حتفه اثر انفجار عبوة ناسفة وضعت تحت مقعد السائق في سيارته في منطقة حي الزاهرة حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف (08.30 بتوقيت غرينتش) وأضافوا أن الانفجار وقع لدى تشغيل خليل لمحرك السيارة، وأدى الانفجار إلى تهشم نوافذ مبان مجاورة كما ألحق أضرارا بسيارة قريبة. وقال أحد جيران القتيل ويدعى نبيل وقد رفض الإفصاح عن باقي اسمه "ألقى خليل علينا تحية الصباح، كما يفعل كل يوم ثم توجه إلى سيارته. ركب السيارة ثم قرع جرس الهاتف. عندما تلقى المكالمة سمعنا الانفجار. هرعنا صوب سيارته فوجدناه ممزقا في المقعد الخلفي". وجاء في بيان حماس أن الحركة "إذ تحتسب عند الله سبحانه وتعالى كادر من كوادرها المميزين فإنها تحمل سلطات الاحتلال الصهيوني الغاشم المسؤولية عن هذه الجريمة النكراء وتؤكد أن هذه الجرائم التي يتوحد فيها الدم الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها لن ترهبنا ولن تثنينا عن مواصلة طريق الجهاد والمقاومة". وفي تصريحات ل"العربية.نت" اتهم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين سامي أبوزهري إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال صبحي الشيخ خليل في دمشق اليوم، معتبرا الحادثة "تصعيدا خطيرا من قبل إسرائيل ضد حماس والدول العربية" و"توسيعا لدائرة الجرائم التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية". وألمح إلى أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل المتواجد حاليا في القاهرة سيظل متنقلا "لطبيعة عمل العناصر القيادية لحماس". وأوضح أبوزهري أن خليل الذي اغتيل عبر انفجار سيارة مفخخة، كان من الكوادر السياسية المبعدة إلى سوريا، لكنه لم يكن يمارس دورا سياسيا هناك. وقال إن الشيخ كنظرائه من قيادات حماس، كان يتمتع بحماية شخصية من قبل الحركة. وأشار إلى أن حماس "ستتخذ كل الاحتياطات الأمنية اللازمة لحماية كودارها"، مفيدا أن حركته ستعزز مشروع المقاومة.وقال أبوزهري إن الحركة لم تقرر بعد إبعاد خالد مشعل من دمشق، لكن مشعل وبقية القيادات "سيظلون متنقلين بين عدد من العواصم العربية والإسلامية لطبيعة عملهم". يذكر أن عز الدين الشيخ خليل من مواليد غزة في أغسطس 1962 ، ويحمل شهادة البكالوريوس في أصول الدين ، وهو من قادة الانتفاضة الفلسطينية الأولي الذين ابعدتهم دولة الاحتلال أواخر عام 1992 الى "مرج الزهور" في لبنان ، لكنه لم يعد مع الذين عادوا الى قطاع غزة لأسباب أمنية ، واستقر في دمشق منذ ذلك الحين . ومن جهة أخري أعلن مصدر أمني فلسطيني أن ناشطاً فلسطينياً أستشهد اليوم بإنفجار سلاحه الرشاش في سلفيت قرب نابلس في شمال الضفة الغربية .وقال المصدر "إن جهاد حسن (35 عاما) المسئول المحلي البارز في كتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح ، استشهد حين أنفجر سلاحه الرشاش لسبب لم يحدد" ، مضيفاً "أن تحقيقاً فتح لمعرفة ما اذا كان الامر ناجماً عن حادث او ان السلاح كان مفخخاً" . وأحجم مسؤولون إسرائيليون عن التعليق على احتمال أن تكون إسرائيل وراء الحادث واكتفى أحدهم بالقول "بعض الناس يعيشون حياة خطيرة". وكان موشي يعلون رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق من الشهر الحالي إن إسرائيل "ستتعامل... مع من يساندون الإرهاب" وبينهم من يشغلون "مناصب إرهابية قيادية في دمشق".وكانت إسرائيل قد اغتالت في مارس/آذار الماضي مؤسس حماس وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين في هجوم صاروخي بطائرة هليكوبتر أثناء مغادرته مسجدا في مدينة غزة بعد أداء صلاة الفجر، وبعد شهر قتلت خليفته عبد العزيز الرنتيسي في هجوم مماثل في مدينة غزة.