بعد فترة من الجمود في الساحة السياسية الفلسطينية على إثر التصعيد الإسرائيلي في المنطقة وقطاع غزة بعد عملية خطف الجندي جلعاد شليت عادت الحياة إلى الحلبة الفلسطينية بمشاورات لإنهاء الخلافات الداخلية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. فقد أعلنت مصادر فلسطينية أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه إسماعيل هنية للبدء الفوري بمشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم على أساس وثيقة الوفاق الوطني " وثيقة الأسرى. وقالت مصادر فلسطينية إن هذا الاتفاق جاء عقب جولتي مباحثات مكثفة أجراها الرئيس عباس، أمس واليوم، مع رئيس الوزراء. كما ناقشت هذه المباحثات إلى جانب تشكيل الحكومة عدة قضايا مهمة كقضية الرواتب والجندي الإسرائيلي المأسور في غزة. وصرح الرئيس عباس اليوم للتلفزيون الفلسطيني أن اللقاء الذي جمعه مع هنية اليوم هو الثاني. وقال:" ناقشنا فيه مختلف القضايا التي تهم شعبنا، والتي تحتاج إلى حلول، والتي نحن إن شاء الله، بصدد إيجاد هذه الحلول لها". وقال عباس في تصريحه "إن أبرز هذه القضايا التي طرحت مع رئيس الوزراء، هو تشكيل حكومة وحدة وطنية مبنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني، التي تسمى بافتخار "وثيقة الأسرى". وإن شاء الله منذ هذه اللحظة، ستبدأ المشاورات والاتصالات لتحقيق هذا الهدف وهذا الأمل، الذي يعلق عليه شعبنا الكثير". من جهته قال رئيس الوزراء، أن "جملة من المواضيع تم بحثها مع السيد الرئيس، أمس واليوم، في مقدمتها تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". وأضاف "تم الاتفاق على بدء المشاورات لتشكيل هذه الحكومة استناداً إلى وثيقة التفاهم الوطني الفلسطيني، وتوخياً لتعزيز الوحدة الوطنية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وتخفيف هذه المعاناة التي تمر بها ساحتنا الفلسطينية، والإفراج عن الوزراء والنواب المعتقلين لدى الاحتلال الإسرائيلي". من جهة ثانية طالب غالبية الجمهور الإسرائيلي بتشكيل لجنة تحقيق بشكل فوري لمعرفة أسباب فشل الجيش الإسرائيلي في المعركة التي خاضها مع حزب الله اللبناني. واعتبر 70% من الإسرائيليين أن المعركة كان يجب أن تتواصل لانها لم تحقق نتائج إيجابية. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد مينا تسيمح وصحيفة يديعوت أحرونوت فقد دعا 41% من المستطلعين رئيس هيئة الأركان دان حالوتس إلى تقديم استقالته بشكل فوري بسبب إخفاقه في تحقيق نتائج في أرض المعركة. ويعتقد 69% من الجمهور الإسرائيلي أنه يجب إقامة لجنة للتحقيق بالفشل، و70% يعتقدون أنه كان يجب الاستمرار في الحرب على أمل أن تكون النتائج أفضل في ساحة الحرب. وحول السؤال من انتصر؟ أجاب 36% أن الحرب انتهت بتعادل، وأجاب 30% أن إسرائيل انتصرت، وأجاب 30% أن حزب الله هو من انتصر في هذه الحرب. وقد أشارت المعطيات أن إدارة بيرتس للحرب هي الأكثر سوءا بين رجالات هذه الحرب، فحول سؤال أداء أولمرت وبيرتس وحالوتس، قال 63% أن إدارة بيرتس للحرب سيئ ، وقال 51% أن إدارة أولمرت للحرب سيئة، وقال 47% أن إدارة حالوتس للحرب سيئة، يذكر أن الاستطلاع أجري قبل نشر قضية بيع استثمارات حالوتس بعد ساعات من تنفيذ المقاومة اللبنانية عملية الوعد الصادق. وحول أداء الحكومة في الحرب قال 84% أن أداء الحكومة كان سيئا . مع ذلك يعتقد 56% أن أولمرت يجب أن يبقى في وظيفته مقابل 41% يعتقدون أن عليه أن يستقيل. وفي سياق آخر ذكرت مصادر في حركة حماس أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل تعرض لمحاولة اغتيال على يد عناصر من جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية "الموساد" في العاصمة السورية دمشق. وبحسب هذه المصادر فأن محاولة الاغتيال تمت مع إنطلاق الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. ويذكر أن مشعل تعرض أكثر من مرة لمحاولة اغتيال على يد "الموساد" الإسرائيلية وكان أبرزها محاولة اغتياله في العاصمة الأردنية عمان من خلال مواد مسمومة إلا أن الأمن الأردني في تلك الأثناء اعتقال عناصر الموساد وأفرج عنهم مقابل إفراج إسرائيل عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين. وذكرت قناة الجزيرة القطرية نقلا عن مصادر في حركة حماس أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها مشعل في دمشق تمت بعد أن أدخلت الموساد الإسرائيلي عناصر تابعة له إلى العاصمة السورية منتصف الشهر الماضي تحت غطاء العمل كمتطوعين في هيئات إغاثة للبنانيين أثناء الحرب. ولم تذكر هذه المصادر مصير عناصر الموساد الذين دخلوا سوريا وهددت إسرائيل باغتيال مشعل عدة مرات ووضعه الأمن الإسرائيلي على رأس قائمة المطلوبين لديه. وكان مسؤولون في الأمن الإسرائيلي قد قالوا أن عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في قطاع غزة جاء بعد تعليمات أصدرها مشعل لكتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) بضرورة تنفيذ مثل هذه العملية. وعلى الصعيد الميداني نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجرا عمليتي توغل في شمال قطاع غزةوجنوبه ولقيت مقاومة عنيفة في الثانية استشهد خلالها مقاوم وأسر آخر. ونقلت (الجزيرة) أن قوة إسرائيلية مدعومة بالمروحيات توغلت لمسافة 500 متر فيما كان يعرف بمنطقة كيسوفيم جنوب قطاع غزة القريبة من الحدود مع مصر واشتبكت مع رجال المقاومة. وأدى الاشتباك إلى استشهاد معتصم قديح -العضو في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي- فيما اعتقل آخر لم يحدد هويته. وذكر متحدث باسم جيش الاحتلال أن الجنود الإسرائيليين أصابوا مسلحين أثناء محاولتهما التسلل إلى إسرائيل من جنوب قطاع غزة. في هذه الأثناء جددت المدفعية الإسرائيلية قصفها لمناطق شمال غرب قطاع غزة فيما توغلت عشرات الآليات العسكرية في منطقة بيت حانون. وذكر المراسل أن جنود الاحتلال فرضوا حظر التجوال شرق بيت حانون وقاموا بمحاصرة عدد من المنازل وبدؤوا بتجريف منازل أخرى. من جهة أخرى استشهد فلسطينيان في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفاد المراسل بأن الشهيدين هما حسن شعث ويبلغ من العمر خمسة وستين عاما وابنه إبراهيم وهو في الأربعينيات. وقد تم انتشال جثتيهما من تحت أنقاض المنزل المكون من أربعة طوابق والذي حولته الطائرات الإسرائيلية إلى ركام. وجرح عشرة أشخاص على الأقل في الغارة بعضهم في المنزل المستهدف والآخرون في منازل مجاورة أصيبت بأضرار في الانفجار. وأفادت أنباء بأن الغارة وقعت بعد دقائق من إبلاغ جيش الاحتلال الإسرائيلي لأصحاب المنزل بضرورة إخلائه تمهيدا لقصفه. وزعم الاحتلال أنه قصف المنزل لأنه يستخدم في تخزين أسلحة.