طالب عدد من كوادر حركة فتح في قطاع غزة خلال مؤتمر صحفي عقد مساء الأحد بإجراء محاكمة ثورية لمن أسموهم الرموز التي تسببت بتدمير حركة فتح في غزة وعلى رأسهم محمد دحلان عضو المجلس التشريعي عن فتح وايقاع أقصى العقوبات في حقهم . جاء ذلك على لسان حسام عدوان القيادي البارز في فتح وأمين سرها السابق في القطاع احمد حلس اللذان طالبا بالبدء في إجراءات فورية لحماية قواعد الحركة وكذلك البدء بتشكيل لجان الطوارئ للتعامل مع القضايا والأزمات التي تمر بها فتح. وحذر عدوان من خطورة قيام "نفس التيار" بممارسة نفس الأعمال في الضفة الغربية ، داعيا فتح هناك بإيقافهم وطردهم قبل فوات الأوان . كما أكدت الكوادر وكان من ضمنهم علاء طافش وابو الوليد الجعبري من قادة كتائب الاقصي ويوسف عيسي امين سر فتح في المنطقة الوسطي على أن مقاومة الاحتلال هي الثابت الوحيد في حياة الشعب الفسطيني . وفي سياق متصل صرحت مصادر فلسطينية مطلعة بأن مدير المخابرات المصري عمر سليمان قد وجه نقدا عنيفا لثلاثة من قيادي فتح وهم محمد دحلان، ورشيد أبو شباك وسمير المشهراوي ، حيث حملهم مسئولية ما جرى مؤخرا في غزة . وقالت المصادر إن سليمان سخر من الثلاثة محملا إياهم مسئولية الانفلات الأمني والهزيمة العسكرية في الميدان ، حيث تسائل عن الكيفية التي هزموا بها من قبل بضعة آلاف من مقاتلي حماس في حين تصل أعداد مقاتليهم لنحو عشرين ألف مقاتل فتحاوي . هذا وقد وصف سليمان عجز آلاف المقاتلين الفتحاويين في الدفاع عن مقرات الأمن الفلسطيني في قطاع غزة ، متهمًا الوفد القيادي الفتحاوي بممارسة الخداع ، وتقديم معلومات مضللة للحكومة المصرية عن الوضع الميداني في قطاع غزة . وكانت حركة حماس قد أكدت على أن ما جرى بغزة استهدفت به ما اسمته "التيار الدحلاني وأذنابه داخل فتح"، وأن حركة فتح هي "شريك حماس في النضال". يذكر أن حركة حماس من خلال ذراعها العسكري تمكنت من السيطرة على قطاع غزة كاملا فجر الجمعة الماضي ، بينما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إقالة حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة سلام فياض ، في الوقت الذي رفضت فيه حماس هذه القرارات ووصفتها بعدم الشرعية وأعربت على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل عن رغبتها في العودة إلى التحاور مع فتح لتشكيل قوى أمن فلسطينية على أسس وطنية مهنية . كما يذكر أن وزراء الخارجية العرب شكلوا حيال الوضع الراهن لجنة وزارية لفتح قنوات اتصال بين الحركتين من شأنها إذابة أجواء الغضب وإقامة حوار وفاق بين الطرفين على أساس اتفاق مكة، لكن حركة فتح أكدت على الفور رفضها لأية حوارات مع الجانب الحماسي . من ناحية أخرى أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية مساء الاحد مسؤوليتها عن الاشتباك مع قوة اسرائيلية شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة . وقالت ألوية الناصر في بيان لها أن مجموعة من مجاهديها تمكنت من الاشتباك مع قوة اسرائيلية شرق بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس ، وأكد المجاهدون الأبطال تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الجنود الاسرائيليين مساء اليوم الأحد . وأضافت أن مجاهديها تمكنوا من أداء مهمتهم ومن ثم عادوا إلى قواعدهم بسلام تحرسهم عين الرحمن ، كما أكدت أن هذه العملية تأتي تأكيدا منها على مواصلة نهج الجهاد والمقاومة كسبيل أمثل " لتحرير كامل الارض الفلسطينية المغتصبة من دنس الاحتلال الاسرائيلي ". من ناحيتهم نفى مسئولون بوزارة الدفاع الإسرائيلية الليلة صحة ما تردد من أنباء عن اعتزام إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد إصدار أوامر بالقيام بعملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في قطاع غزة بعد أن أحكمت حركة حماس قبضتها على القطاع . ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى عن هؤلاء المسئولين قولهم - فى سياق تعقيب على ماذكرته صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية في هذا الصدد - "إسرائيل لا تعتزم حاليا الشروع فى عملية عسكرية داخل قطاع غزة غير أنها سترد بالتأكيد على أي هجمات أو استفزازات من جانب حركة حماس " . من جهة أخرى اختتم عمير بيرتس مسيرته كوزير لدفاع إسرائيل بتصريح أطلقه الليلة حذر فيه حركة حماس من أنها ستتعرض لرد بالغ القسوة إذا أقدمت على شن هجمات ضد إسرائيل. وأوضحت صحيفة "جيروزاليم بوست" على موقعها الإلكتروني أن بيرتس أطلق هذا التصريح في آخر يوم يقضيه كوزير للدفاع أثناء جولة قام بها على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة الذى يخضع الآن لسيطرة حركة حماس. وقال بيرتس "إننا لن نتسامح وسنرد بقوة فى حالة وقوع أي هجمات انطلاقا من قطاع غزة ، وأيا كانت الجهة التي تمسك بزمام الأمور في القطاع فعليها أن تضمن الهدوء " .