تعهدت حكومة الطوارئ الفلسطينية التي شكلها الرئيس محمود عباس والتي عززتها الوعود الغربية باستئناف المساعدات ببسط سلطتها على قطاع غزة الذي تسيطر عليه الآن حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال رياض المالكي وزير الاعلام في حكومة الطواريء للصحفيين بعد اجتماع الحكومة الجديدة في بلدة رام اللهبالضفة الغربية إن الحكومة ستفرض سلطتها على جميع الاراضي الفلسطينية بغض النظر عما حدث في غزة. وشكل عباس الحكومة الجديدة مطلع الاسبوع الجاري في الضفة العربية بعد أن هزم الجناح العسكري لحماس القوات الامنية في غزة التي تهيمن عليها حركة فتح. ولم يتضح مدى النفوذ الذي يمكن أن يكون للحكومة الجديدة في غزة التي تخضع الآن لحماس. ويفصل بين غزةوالضفة الغربية 45 كيلومترا من الاراضي الاسرائيلية. وتركز قوات عباس على محاولة منع امتداد القتال من غزة الى الضفة الغربية حيث الهيمنة لفتح تحت الاحتلال الاسرائيلي وحيث هددت حماس بشن هجمات انتقامية. وقال المالكي إن الحكومة ليست لديها خطة واضحة بعد. وعندما سئل كيف سيفرض القانون في قطاع غزة الذي يسوده العنف أقسم وزير الداخلية في حكومة الطواريء عبد الرزاق يحيى بأنه لا يعرف. وقال اسماعيل هنية أحد قادة حماس انه ما زال يعتبر حكومة الوحدة الفلسطينية التي شكلتها حماس مع فتح في مارس اذار والتي يشغل منصب رئيس الوزراء بها الحكومة الفلسطينية الشرعية واتهم عباس بالاشتراك مع الولاياتالمتحدة في مخطط للاطاحة به. وذكر الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين انه يريد استئناف المساعدات المباشرة للفلسطينيين لكنه لايزال يدرس متى يمكنه تقديم الاموال. وقال مساعد لعباس ان الرئيس الامريكي جورج بوش اتصل بالرئيس الفلسطيني للتعبير عن تأييده له وان عباس أبلغه أنه على استعداد "ليفتح الباب" لاحياء محادثات السلام. ومن المقرر أن ترفع واشنطن الحظر على المساعدات المباشرة عن حكومة الطواريء الجديدة للمرة الاولى منذ فرض الحظر بعد أن صعدت حماس الى السلطة في أوائل عام 2006 ورفضت الاعتراف باسرائيل. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في نيويورك ان اسرائيل ستفرج عن عائدات الضرائب المجمدة الى عباس ربما تتخذ المزيد من المجازفات بالتعاون مع حكومة عباس. وتريد واشنطن اسراع وتيرة المحادثات بين أولمرت وعباس لاقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وعزل حماس اقتصاديا ودبلوماسيا وعسكريا في قطاع غزة. وأعادت اسرائيل ضخ امدادات الوقود بالكامل الى غزة بعد أوقفتها أمس لكنها أصدرت أوامر بوقف شحنات الوقود الى القطاع. وقال شلومو درور وهو مسؤول بوزارة الدفاع ان اسرائيل قد تنقل المواد الغذائية جوا اذا لزم الامر لمنع حدوث كارثة انسانية في القطاع الذي يعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني. وظلت المعابر الاساسية بين غزة واسرائيل مغلقة معظم الوقت لعدة أيام. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان اسرائيل "ستنتهز" فرصة أتاحتها لها الانقسامات السياسية بين الضفة الغربيةوغزة. وقالت "يجب أن نستغل هذا الانقسام حتى النهاية... انه يفرق بين المعتدلين والمتطرفين." وتتوجه ليفني الى لوكسمبورج لاجراء محادثات مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي للضغط عليهم من أجل مواصلة عزل حماس. وأبدى بعض الدبلوماسيين الاوروبيين شكوكا بشأن الاستراتيجية الامريكية الاسرائيلية وان كانت ستوفر حلا دائما. بينما يشير اخرون الى تساؤلات بشأن الاساس القانوني لحكومة الطواريء التي شكلها عباس بموجب مرسوم رئاسي رغم اعتراضات حماس. وذكرت وكالة ايرانية للانباء أن ايران التي تدعم حماس ألقت باللوم على الولاياتالمتحدة وغيرها من الاطراف الاجنبية في الازمة بين حماس وفتح. ودعا وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى الهدوء بين الفصائل الفلسطينية. إلى ذلك ذكرت وسائل اعلام سعودية يوم الاثنين أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يأمل في الحصول على مساعدة الاوروبيين لانهاء العنف بين الفلسطينيين واطلاق محادثات السلام مجددا مع اسرائيل خلال جولة تبدأ بأسبانيا هذا الاسبوع. ويغادر الملك عبد الله الذي دعم الدور الدبلوماسي للسعودية خلال الاشهر الاخيرة المملكة في وقت لاحق يوم الاثنين متجها الى أسبانيا في مستهل جولة تشمل أيضا فرنسا وبولندا والاردن ومصر. وحذر قبيل رحلته وهي الاولى الى أوروبا منذ توليه الحكم عام 2005 من أن أصداء تصاعد العنف في الشرق الاوسط ستتردد في أنحاء العالم. وأبلغ صحيفة الباييس في مقابلة نشرتها أيضا صحيفة الرياض السعودية " وفي الوقت الذي نبذل فيه جهوداً حثيثة لحل هذا النزاع (الاسرائيلي الفلسطيني) بدأنا نشهد اتساع رقعة الاضطرابات في المنطقة لتشمل العديد من دولها في العراق ولبنان. "ومخاوفي هي مخاوف جميع العقلاء من أن ينفجر الوضع والذي لن يقتصر تأثيره على المنطقة فحسب بل والعالم أجمع." وتخوض حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس صراعا على السلطة انتهى بسيطرة حماس على قطاع غزة الاسبوع الجاري. ويدعم كثير من القوى الغربية والاقليمية حركة فتح بينما تحظى حماس بتأييد قوى أخرى. وتعرض لبنان لسلسلة من التفجيرات على مدى العامين الماضيين ويقاتل جيشه حاليا جماعة متشددة تسير على نهج القاعدة في مخيم للائجين الفلسطينيين. وقبل عام خاضت اسرائيل حربا ضد مقاتلي حزب الله اللبناني. وتصاعد العنف الطائفي في العراق منذ الغزو الامريكي الذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003. وأبلغ سعود بن نايف السفير السعودي في مدريد وكالة الانباء السعودية الرسمية أن البلدين سيوجهان "دعوة مشتركة الى السلام في الشرق الاوسط والمنطقة." وأبلغ مسؤول بالخارجية الاسبانية صحيفة عكاظ أن أسبانيا التي استضافت مؤتمر سلام الشرق الاوسط التاريخي عام 1991 تريد من الفلسطينيين الموافقة على نشر قوات دولية برعاية الاممالمتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار. ونقلت الصحيفة عن المسؤول قوله ان هذا الامر ضروري في الوقت الراهن مشيرا الى أن المسؤولين الاسبان سيناقشون هذه المسألة خلال زيارة الملك عبد الله وأنهم سينصتون للرؤى والمقترحات السعودية. وطرحت قمة عربية عقدت في المملكة السعودية هذا العام من جديد مبادرة أعلنت للمرة الاولى عام 2002 تعرض على اسرائيل اقامة علاقات علاقات مع البلدان العربية في مقابل انسحابها من الاراضي التي احتلتها عام 67 وايجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين واقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكانت الولاياتالمتحدة وهي حليف وثيق للسعودية تأمل في أن تمهد الخطة الطريق أمام اجراء اتصالات مباشرة بين السعودية والدولة اليهودية لكن الاردن ومصر وهما يقيمان بالفعل علاقات مع اسرائيل سيقودان الاتصالات الرامية الى تعزيز خطة السلام. *رويترز: