تصاعدت مطالبات الداخل الأميركي بالانسحاب من العراق جراء عدم تحقيق تقدم أمني أو سياسي، فيما يخشى مسؤولون في البيت الأبيض من خسارة المزيد من الجمهوريين إذا لم يعلن الرئيس جورج بوش عن خطة لانسحاب تدريجي. وقالت صحيفة نيويورك تايمز أمس نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأميركية إن الجدل يحتدم داخل البيت الأبيض حول ضرورة الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من المدن العراقية المعروفة بارتفاع معدل العنف فيها. وكان بوش رفض هذه الإستراتيجية التي اقترحتها مجموعة دراسة العراق أواخر العام الماضي. ومن المقرر أن تبدأ المناقشات حول أي تغيير في الإستراتيجية إلى ما بعد 15 سبتمبر/ أيلول، وهو موعد تقديم القائد الأميركي في العراق ديفد بتراوس وسفير واشنطن لدى بغداد ريان كروكر تقريرا حولها. لكن مساعدي الرئيس يقرون –بحسب الصحيفة- بأن الدعم السياسي لإستراتيجية بوش بين جمهوريي الشيوخ "آخذ في الانهيار" ولهذا يستعد المجلس الأسبوع الجاري لمناقشة مستقبل الحرب وتمويلها وإقرار مشروع ميزانية الدفاع. ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول كبير قوله "عندما نعد الأصوات التي خسرناها والتي يرجح أن نخسرها الأسابيع القليلة المقبلة تبدو الصورة قاتمة". وكان ستة أعضاء جمهوريين أعلنوا مؤخرا عجزهم عن دعم إستراتيجية بوش في العراق مطالبين بتغييرها. كما ينتظر أن يعلن السناتور الجمهوري جون مكين عقب عودته من العراق أن حكومة المالكي عاجزة عن تحقيق المستوى السياسي الذي تعتبره واشنطن ضروريا. ويعتبر مكين -وهو مرشح الجمهوريين لانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2008- من كبار المدافعين عن الإستراتيجية الحالية، لكن نتائجه السيئة في استطلاعات الرأي قد تدفعه لتغيير موقفه. وتقول نيويورك تايمز أيضا إن مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي والخبير الاستراتيجي كارل روف قلقان من احتمال فقد المزيد من الجمهوريين هذا الأسبوع. كما تشير إلى أن وزير الدفاع روبرت غيتس أيضا يحاول الضغط لتقليص عدد الألوية التي تقوم بدوريات في أكثر المناطق اضطرابا في بغداد إلى النصف بحلول العام المقبل، لتقتصر مهمتها على تدريب الوحدات العراقية وحماية حدود العراق والقضاء على تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.