قررت مجموعة من شركات الطيران والخدمات الملاحية الأمريكية التقدم بدعاوى ضد وكالة المخابرات المركزية CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI للمطالبة بتحديد المسؤولية، وذلك على خلفية هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وذلك بعد تقدم العديد من الضحايا بطلبات تعويض من تلك الشركات. وطلبت الشركات من القضاء السماح لها بالاطلاع على جوانب من التحقيقات السرية المتعلقة بهذه الهجمات، كي يصار إلى استخدامها في المذكرات الدفاعية التي ستقدمها بمواجهة عشرات الدعاوى التي تستهدفها، من قبل عدد من الضحايا الذين رفضوا التعويضات التي حددتها السلطات بشكل مسبق. وتظهر الجوانب السياسي للقضية بشكل واضح، ففي الدعوة التي رفعتها شركات American Airlines Inc و United Airlines Inc و US Airway Group و Delta Airlines وContinental Airlines وبوينغ ضد CIA طلبت الشركات مقابلة قائد الوحدة المخصصة لمتابعة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، إبان الهجوم. أما في الدعوى الموجهة ضد FBI فقد طالبت الشركات بمقابلة "عدد محدد" من موظفي FBI الذين شاركوا في عمليات التحقيق والاستجواب التي طاولت تنظيم القاعدة قبل الهجمات، وفقاً لأسوشيتد برس. وكان الكونغرس الأمريكي قد أسس صندوقاً خاصاً للتعويضات بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 تم خلاله دفع مبالغ تفوق قيمتها 6 مليارات دولار لقرابة 2880 عائلة من ذوي قتلى الهجمات، إلى جانب أكثر من مليار دولار لقرابة 2680 جريحاً. غير أن عائلات 42 ضحية اختارت عدم الاكتفاء بالتعويضات المحددة سلفاً، وقررت رفع دعاوى في دائرة منهاتن ضد شركات الطيران. يذكر أن هجمات نيويورك أدت إلى تعثر الكثير من شركات الطيران في الولاياتالمتحدة والعالم، بعد تراجع إقبال المسافرين عليها، حيث تقدمت شركات Northwest وAmerican Airlines Inc و United Airlines Inc و US Airway Group و Delta Airlines بطلبات للحماية من الافلاس. وبلغت خسائر Delta التي كانت ثالث أكبر شركة أمريكية قرابة 10 مليار دولار، فيما بلغ حجم ديونها 14 مليار دولار. وقدر الخبراء أن شركات الطيران الأمريكية خسرت 40 بليون دولار خلال الخمسة أعوام الماضية، وأفلست عشر شركات، وفقدت 150 ألف وظيفة، رغم أن التقديرات شملت الأرباح التي حققها ناقلون جويون يعملون بتكاليف تشغيل قليلة مثل ثاوس ويست، وجت بلو./CNN
