ادى انفجار سيارة ملغومة الى قتل 22 شخصا في شرق الجزائر يوم السبت بعد يومين من تفجير انتحاري ادانته الحكومة ووصفته بأنه محاولة من المتشديين لتقويض جهود انهاء العنف السياسي بحسب مصادر طبية. وقال سكان في مدينة دلس الساحلية على البحر المتوسط التي تبعد 100 كيلومتر شرقي العاصمة الجزائر انهم سمعوا دوي انفجار كبير. وقال سعيد حمداوي (28 عاما) "سمعت انفجارا قويا نحو الساعة الثامنة صباح اليوم واكتشفت أنه استهدف ميناء المدينة وعلى الارجح منشأة عسكرية هناك."وأضاف "ثم سمعنا أصوات سيارات الاسعاف." ولم يرد تأكيد فوري على أن الهجوم استهدف منشأة عسكرية. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصادر مستشفى قولها ان انفجار السبت أسفر عن اصابة نحو ثلاثين شخصا. ووقع الانفجار بعد يومين من هجوم انتحاري في مدينة باتنة قتل 20 شخصا على الاقل من بينهم منفذ الهجوم. وفجر الانتحاري نفسه في مدينة باتنة الواقعة على بعد 430 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة الجزائر وسط حشد كان ينتظر مشاهدة وصول الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للمدينة. وقال جزائريون ان هذا الانفجار كان الاول الذي يفجر فيه انتحاري قنبلة مثبتة حول جسده بدلا من استخدام سيارة ملغومة. وانحى بوتفليقة باللائمة في تفجير باتنة على متشددين اسلاميين وصفهم بالمجرمين الذين يحاولون تقويض سياسته الخاصة بالمصالحة الوطنية. وتهدف تلك السياسة الى انهاء 15 عاما من القتال بين الجيش وجماعات تحاول اقامة دولة اسلامية متشددة في البلاد. ونشب الصراع في الجزائر عام 1992 بعد أن الغت السلطات المدعومة من الجيش انتخابات برلمانية كان الاسلاميون على وشك الفوز بها. وخشيت السلطات من نشوب ثورة اسلامية. وتشير التقديرات الى أن ما يصل الى 200 ألف شخص قتلوا. وتراجع العنف السياسي خلال السنوات القليلة الماضية لكن ما زال حوالي 500 من غلاة المتشددين يواصلون القتال وخاصة في منطقة القبائل شرقي الجزائر العاصمة بعدما تجمعوا فيما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن ثلاثة تفجيرات انتحارية وقعت في الجزائر العاصمة في 11 ابريل نيسان واسفرت عن مقتل 33 شخصا وايضا عن تفجير انتحاري بشاحنة ملغومة يوم 11 يوليو تموز شرقي العاصمة الجزائر والذي راح ضحيته ثمانية جنود. واهتمت الولاياتالمتحدة عن كثب بعمليات مكافحة الارهاب في الجزائر وفي انحاء منطقة المغرب التي تعتبرها بؤرة محتملة لتنظيم القاعدة. واشار أيمن الظواهري المصري الجنسية والرجل الثاني في تنظيم القاعدة الى شمال افريقيا في شريط فيديو اذيع على شبكة الانترنت في يوليو تموز. وقال انه لا توجد وصفة واحدة للتغيير لكن القوة يجب ان تكون عنصرا في السعي من أجل التغيير سواء من خلال انقلاب عسكري أو انتفاضة شعبية أو عصيان مدني ضد الحكومات الفاسدة. *رويترز: